الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فى ذكرى وفاة صاحب الحنجرة الذهبية.. سر مولد السيدة زينب في حياة عبد الباسط عبد الصمد

صدى البلد

فى مثل هذا اليوم 30 نوفمبر عام 1988، توفى قارئ القبلتين وسفير القرآن وصاحب الحنجرة الذهبية وأول نقيب للقارئين الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، ففى قرية المراعزة جنوب الأقصر، قرية الفلاحين الكادحين للخبز والكرامة، ولد "عبد الباسط" فى عام 1927، وكان كل شيء فى هذه القرية يدفعه لحب القرآن الكريم، فجده الشيخ عبد الصمد كان عالما جليلا فى حفظ القرآن وتجويده بالأحكام، ووالده هو الشيخ محمد عبد الصمد، كان أحد المجودين المجيدين للقرآن حفظا وتجويدا.

حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ محمد الأمير، شيخ كتاب قريته، وأخذ القراءات على يد الشيخ المتقن محمد سليم حمادة، ودخل الإذاعة المصرية سنة 1951، وكانت أولى تلاواته من سورة "فاطر"، عين قارئًا لمسجد الإمام الشافعى سنة 1952، ثم لمسجد الإمام الحسين سنة 1958 خلفًا للشيخ محمود علي البنا، ترك للإذاعة ثروة من التسجيلات، إلى جانب المصحفين المرتل والمجود، ومصاحف مرتلة لبلدان عربية وإسلامية، جاب بلاد العالم سفيرًا لكتاب الله، وكان أول نقيب لقراء مصر سنة 1984.

يروى عبد المنعم عبد العظيم، مدير مكتب دراسات الصعيد بالأقصر، أن "عبد الباسط" كان صوته عذبا، ففى عام 1950 ذهب إلى القاهرة لحضور مولد السيدة زينب وزيارة آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبرفقته أحد أقاربه، وفى هذا الاحتفال كان يتواجد أشهر القراء مثل الشيخ أبو العينين شعيشع والشيخ عبد العظيم الزاهر وغيرهما.

وأضاف أنه أثناء الاحتفال وفي تواجد آلاف المواطنين، طلب قريبه الذى يرافقه من الحضور، أن يستمعوا لقراءة "عبد الباسط"، فوافق له الحضور، وبدأ عبد الصمد في تلاوته من سورة "الأحزاب"، فعم الصمت أرجاء المسجد ولحظات وتحول السكون إلى ضجيج وصيحات رجت المسجد بعبارات "الله أكبر"، "ربنا يفتح عليك"، حيث نجح بصوته العذب الملائكي أن يخطف قلوب ومسامع الحاضرين. 

وأكد أنه تم تقديم تسجيل لتلاوة الشيخ عبد الباسط بالمولد للجنة الإذاعة، فانبهر الجميع بالأداء القوي العالي الرفيع، وتم اعتماد الشيخ عبد الباسط بالإذاعة عام 1951، لينطلق بعدها مع النجوم اللامعة، وحصل "عبد الباسط" على العديد من الأوسمة، منها وسام من رئيس وزراء سوريا عام 1959، ووسام من رئيس حكومة ماليزيا عام 1965، ووسام الاستحقاق من الرئيس السنغالي عام 1975، والوسام الذهبي من باكستان عام 1980، ووسام العلماء من الرئيس الباكستاني ضياء الحق عام 198، ووسام الإذاعة المصرية في عيدها الخمسين، ووسام الاستحقاق من الرئيس السابق حسني مبارك أثناء الاحتفال بيوم الدعاة في عام 1987.

وأوضح أن "عبد الباسط" كان أول من قرأ القرآن فى الكرملين وشهد وقتها عاصفة من التصفيق بعد تلاوته لمدة ساعة فى أوبرا باريس، وعرض عليه الملك محمد الخامس الجنسية المغربية ليكون قارئا فى الديوان الملكى، وجاب بلاد العالم سفيرًا لكتاب الله، وكان أول نقيب لقراء مصر سنة 1984.

وأشار "عبد المنعم" إلى أن الشيخ "عبد الباسط" تمكن منه المرض فى آخر أيامه، حيث كان يعانى من مرض السكر والكسل الكبدي، فلم يستطع أن يقاوم المرض وتوفي فى 30 نوفمبر عام 1988 ودفن فى مسقط رأسه بجنوب الأقصر وشيع جنازته العديد من سفراء دول العالم.