الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القارئ الجنتلمان| في ذكرى وفاته.. كيف استطاع عبدالباسط عبدالصمد تغيير الصورة الخاطئة عن القراء؟

الشيخ عبدالباسط عبدالصمد
الشيخ عبدالباسط عبدالصمد

بصوته العذب وتلاوته المتميزة، وتسجيلاته التي لا زالت حتى اليوم في العالم أجمع، استطاع الشيخ عبدالباسط عبدالصمد أن يتربع بصوته على رأس قائمة عمالقة التلاوة، لما تميز به من صوت يحمل القرآن بعذب القراءة إلى الأسماع والأفئدة وأصبح أحد القراء الذين بلغت شهرتهم عنان السماء وتربع على عرش دولة القراء والتلاوة.

صاحب الحنجرة الذهبية الذي رحل قبل 31 عاما، في 30 نوفمبر 1988 عن عمر ناهز الـ 61 عاما، إلا أنه لا زال حتى اليوم يتربع على عرش القراء، ويتربع صوته على عرش قلوب كل من استمع إليه، حتى صار له عشاق من مختلف أنحاء العالم، فأصبح قبلة للمعجبين من كل حدب وصوب، لم تستطع مرور الأيام بعد رحيله إلا انقاص شعبيته ولم يستطع أحد غيره من القراء أن ينافس مكانته.

لم تكن حياة الشيخ عبدالباسط عبد الصمد كغيره من القراء، إذا استطاع بجانب جمال صوته الذي جعله أشهر قراء القرآن الكريم في مصر والعالم العربي والإسلامي بل والعالم أجمع، لدرجة أنه لقب بالحنجرة الذهبية وصوت مكة، استطاع أن يغير الصورة النمطية عن القراء، والمشايخ بما كان يتميز به من جمال طلته وأناقته.

على مدار عقود كانت الفكرة المأخوذة عن قراء القرآن الكريم الزهد والذي وصل عند كثيرين إلى عدم الاهتمام بالمظهر، حتى تسبب ذلك في صورة نمطية عند كثير من الناس على صورة القراء والتي كانت سائدة مع بدايات ظهور نجم الشيخ عبدالباسط عبدالصمد حتى استطاع أن يغير تلك الصورة النمطية ويظهر قارئ القرآن في الصورة الحسنة التي تتلاءم مع جمال وادب ما يقرأ.

استطاع الشيخ عبد الباسط عبد الصمد الذي جاب دول العالم أجمع قارئا للقرآن الكريم، أن يرسم صورة متميزة للقارئ القرآن معتمد على وسامته وجمال هيئته وطلته، ووقاره الذي قدم به من الصعيد إذا أنه من مواليد مدينة أرمنت التابعة لمحافظة قنا في جنوب الصعيد.

وطوال حياته ومنذ أن ذاع صيته، عمل الشيخ عبد الباسط عبدالصمد على تصحيح الصورة النمطية الخاطئة عن القراء لإيمانه أن قارئ القرآن الكريم يجب أن يهتم بمظهره أكثر من أي شخص أخر لذا أطلق عليه لقب «القارئ الجنتلمان» دفعت البعض وقتها لترديد شائعات أنه «معبود النساء».

عمد صاحب الحنجرة الذهبية على مدار حياته على ارتداء أفخر أنواع الثياب، ويضع أرقى العطور، ويقتني السيارات الفارهة، ساعيا من وراء ذلك إلى تغيير الفكرة المأخوذة عن القراء من عدم الاهتمام بمظهرهم، وهو ما مكنه من تغيير تلك الصورة النمطية الخاطئة لينزل بجمال طلته وهيبته قارئ القرآن في منزلة الملوك والأمراء.

وليس أدل على ذلك مما نشره الكاتب الكبير أحمد رجب في صحيفة الأخبار، لقصة صورة قدمها له أحد العاملين في المؤسسة الصحفية الكبيرة، بعدما طرق بابه يخبره أن لديه «قصة حلوة ينفع ينشرها» وقام العامل بإخراج صورة لأحد أقاربه، وقال لـ«رجب»: «هذا الرجل يعمل مقرئا وهناك سيدة سورية تحبه وتطارده أينما ذهب».

القصة أعجبت الكاتب الكبير أحمد رجب وقتها، وقام بنشرها وأطلق على المقرئ الشاب – في حينها - لقب «الشيخ براندوا» نسبة إلى الشبه الكبير بين صورة المقرئ والممثل العالمي «مالون براندوا»، ليرتفع بعد ذلك أجر المقرئ من 30 جنيها إلى 300 جنيه، وصار واحدا من علامات قراءة القرآن الكريم.