الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هدير الذبيدى تكتب: مركب وشراع

صدى البلد

ولم التشاؤم يا سيدي وكلُ آتٍ بيد الله؟!
فلنبتسم ونهزم الدنيا ما حيينا،
فما خلقنا للهزيمة بل لنتلقى الصدمات بروح مرحة وبنفس واثقة،
ولنكن على يقين بأن كل ضائقة ستمر،

فما الإنكسار إلا عذاب للنفس وتمزيق للروح،
فوالله إن قلبي ليحزن على هؤلاء الذين يلقون بأحلامهم في بحر سراب،
وينغمسون في دنياهم الزائلة حزنًا منهم على ما مضى وظنًا منهم بأسى القادم،

ولكن سؤالي الآن،
كيف لك أيها الانسان أن تأخذ بيد نفسك إلى الهلاك وأنت تعلم جيدًا عاقبة هذا الأمر؟!
هل سألت نفسك يومًا ما الذي ستجنيه من ذاك الهراء الزائف؟!
هل حزنك سيغير حالك؟!
إلى أين ستصل في النهاية بذلك الاكتئاب الدائم؟!

ستجد نفسك يا صديقي على متن مركب بلا شراع،
تتقاذفك الأمواج كما تشاء، حتى يجذبك عمق البحر بشدة فتنظر نفسك غارقًا في بحر أهوالك،

إذا فالحزن لا يجدي نفعًا،
فلنصبر ونجاهد أنفسنا ونتحلى بالأمل،
فليست تلك هي النهاية،
ربما تكون بداية أمل جديد،

فلا تدع نفسك تسقط في محيط الدنيا،
كف عن ذاك الأسى الدفين في قلبك،
انهض وعافر وكن أنت القائد في معركة الحياة،

ولتعلم جيدًا يا عزيزي أن هذه الدنيا لن تبالي يومًا لأحزانك،
فلابد لك أن تعاندها وتكمل مسارك،

يمكنك أن تخسر تارة وتربح تارة أخرى،
فالحياة جولات ولكل منَّا جولته الرابحة،
وليكن لديك الإيمان بأن الأمور كلها لله،
وأنه لن يخذلك أبدًا ما دمت ترضى بقضائه،
وإن كنا نرضى، فلمَ الحزن إذًا؟!

فلا تتردد يا صديقي في السعي وراء هدفك،
كن أنت سيد قرارك ولا تكن نسخة من الآخرين،
لا تصغي لهؤلاء الذين يثبطون عزيمتك ويقتلون روحك بعبارات ساذجة،
لا تدعهم يحطمونك،
ولتتحكم في شراع المركب كما تشاء أنت،
وليكن ردك الدائم عليهم بهذا القول:
تجري الرياح كما تجري سفينتنا
نحن الرياح ونحن البحر والسفن.