الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وراء كل مصيبة الحبة القاتلة.. شباب ينهون حياتهم لمرورهم بأزمات نفسية في كفر الشيخ.. داعية أزهري: المنتحر ليس كافرًا لكنه مسلم مذنب.. وأستاذة إعلام تطالب بتدشين مبادرة لا للانتحار

صدى البلد

داعية أزهري: المنتحر ليس كافرًا لكنه مسلم مذنب
مدرسة بجامعة كفر الشيخ: لابد من ندوات بالجامعات لاحتواء الشباب

تزايدت خلال الآونة الأخيرة في محافظة كفر الشيخ، نسبة إقدام الشباب من الجنسين الذكور والإناث على التخلص من حياتهم بما يُعرف بقرص حفظ الغلال أو بالحبة القاتلة، لمرورهم بضائقة نفسية أو مشاكل أسرية تدفعهم إلى ذلك، واللافت للنظر أن معظم هؤلاء من فئة الشباب من بين 21 و40 عامًا.

ويرصد موقع "صدى البلد" بعض هذه الحالات خلال شهر واحد فقط، فقد شهد مستشفى العبور للتأمين الصحي بكفر الشيخ، في ساعة متأخرة من مساء الأمس، واقعة مؤسفة، حيث أقدمت ممرضة على التخلص من حياتها لمرورها بضائقة نفسية، بأن تناولت قرصًا من حبوب حفظ الغلال، لتسقط على الأرض فاقدة للوعي، وفي حالة إعياء شديدة، ولتفظ أنفاسها الأخيرة في المستشفى.

وفي 10 نوفمبر الماضي، أقدمت ربة منزل تبلغ من العمر 35 عامًا، ومقيمة بإحدى قرى مركز سيدي سالم بكفر الشيخ، على التخلص من حياتها بتناولها مادة سامة، وتوفيت عقب وصولها إلى المستشفى، وصرحت النيابة بدفن الجثة لعدم وجود شبهة جنائية.

وفي مطلع شهر نوفمبر الماضي أيضًا، أنهى بائع متجول يبلغ من العمر نحو 23 عامًا، مقيم بمدينة كفر الشيخ، حياته، إثر نشوب مشادة كلامية مع والده، وذلك بأن تناول قرص مخصص لحفظ الغلال، ونُقل إلى المستشفى في حالة إعياء شديدة، ولفظ أنفاسه الأخيرة به.

وفي الجمعة الماضية، دفعت أزمة نفسية مر بها أحد الشباب يبلغ من العمر نحو 21 عامًا، إلى إقدامه على تناول الحبة القاتلة ليُنهى حياته، بعد أن نُقل إلى مستشفى كفر الشيخ العام مصابًا بتسمم إثر تناوله حبة حفظ الغلال القاتلة، ولفظ أنفاسه الأخيرة بالمستشفى.

ومن جانبه، قال الدكتور هاني تمام، الداعية الأزهري الشهير، والمدرس بجامعة الأزهر الشريف، إن المنتحر ليس كافرًا ، وإنما هو مسلم مذنب تحت مشيئة الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه ، ونسأل الله له المغفرة والرحمة واللطف.

وأضاف، تمام، على صفحته الشخصية "فيسبوك"، أن الانتحار كبيرة من الكبائر وذنب عظيم لا يُمكن أن يُبرر بأي شيء من الضغوط النفسية وغيرها؛ لأن الإنسان البالغ العاقل مكلف في كل أحواله، وقد أقام الله الحياة على الابتلاء والمحن والشدائد، قال تعالى: ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) أي تعب ومشقة. 

وأشار الداعية الأزهري، والمدرس بجامعة الأزهر الشريف، قائلًا، لا بد أن نُربي أنفسنا وأولادنا على ذلك، وهذا من جملة تكليفنا في الحياة ليرى الله تعالى صبرنا ورضانا بكل ما قدره لنا، وكل شيء هين بالنسبة للموت؛ لأن الموت هو المصيبة العظمى وبه ينتهي كل شيء

واستكمل حديثه، قال سيدنا رسول الله: (لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد ، وإن من السعادة أن يطول عمر العبد حتى يرزقه الله الإنابة)، وقال أيضًا: (لا يتمنينّ أحدكم الموت لضُر أصابه، فإن كان لابدّ فاعلًا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي).

وفي نفس السياق، طالبت الدكتور إيمان حلمي، مدرس الإعلام بكلية الآداب بجامعة كفر الشيخ، بتدشين مبادرة "لا للانتحار" في جميع جامعات مصر، تُعقد خلالها ندوات بصفة دورية كل ترم مثلا ، يحاضر فيها أساتذة علم نفس وشيوخ وقساوسة و مدربو تنمية بشرية لفتح المجال للنقاش في الندوة مع الطلبة.

وقالت حلمي، أتمنى من كل زملائي وأساتذتي، أعضاء هيئة التدريس بالجامعة ألا يقتصر دورنا علي مجرد شرح محاضرة أو ساعات مكتبية فقط، ولكن جعل مكاتبنا مفتوحة لأي طالب ونعطيهم مثالًا عن حُسن المعاملة والاستماع إليهم ، مضيفة "ولو فيه حاجة نقدر نعملها منتأخرش".

وأضافت خلال صفحتها الشخصية "فيسبوك"، قائلة " أتمنى وجود أخصائي نفسي واجتماعي موجود فكل إدارة كلية للاستماع للطلبة وحل مشاكلهم، أرجو من أي عميد كليه عندي ودكتور جامعة يأخذ كلامي هذا علي محمل الجد وقيد التنفيذ.

وتابعت، مدرس الإعلام بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ، أنا من مكاني بقول لأي حد من أهلي وصحابي حتي لو مش قريبين من بعض ولأي طالب أنا موجودة لو أي حد فيكم احتاجني في أي وقت".