الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حدث فلكي عمره ملايين السنين.. من أين أتت الجوهرة الصفراء في كنز الملك توت عنخ آمون؟

الجوهرة الصفراء في
الجوهرة الصفراء في كنز الملك توت عنخ آمون

في الرابع من نوفمبر عام 1922، تعثر صبي بالصدفة في حجر اتُضح فيما بعد أنه يشكل جزءًا من السطح العلوي لمقبرة الملك توت عنخ آمون في وادي الملوك بالأقصر.

وبحسب مجلة "فوربس" الأمريكية، قادت هذه الحادثة خبير الآثار البريطاني هوارد كارتر إلى اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون في الشهر التالي، ويُقال إنه أول من دخل المقبرة بعد اكتشافها، وعندما سُئل عما إذا كان يرى شيئًا بالداخل أجاب "نعم. أشياء رائعة".

عُثر داخل مقبرة توت عنخ آمون على تماثيل منحوتة من العاج وأحجار كريمة وعربة مصنوعة بالكامل من الذهب، لكن حلية كبيرة لتزيين الصدر استلفتت أنظار كارتر وفريقه، بسبب جوهرة صفراء اللون نصف شفافة تتوسط الحلية، وكانت منحوتة على شكل جعران (أو خنفساء صغيرة) من مادة غير معروفة.

ظن كارتر أن الجوهرة الصفراء مصنوعة من العقيق، وهو من أنواع حجر الكوارتز المعدني، وبعد عشر سنوات عثر الجغرافي البريطاني باتريك كلايتون يستكشف منطقة صحراوية على الحدود المصرية الليبية، عندما عثر على قطع من الزجاج الأصفر نصف الشفاف، تبين أن خواصه تطابق خواص الجوهرة الصفراء في كنز الملك توت عنخ آمون، وأنه من رواسب بحيرة جافة، وأطلق عليه اسم "زجاج الصحراء الليبية".

وأضافت المجلة أن خبير المعادن الإيطالي فينسنزو دي ميشيل حلل الخواص البصرية لجوهرة الملك توت عنخ آمون عام 1998، وأكد أنها بالفعل كانت قطعة من زجاج الصحراء الليبية.

وزجاج الصحراء الليبية يتكون بالأصل من مادة ثاني أكسيد السيليكون مثل الكوارتز، لكن هيكله البلوري يختلف قليلًا عن الأخير، وهو من أندر أنواع المعادن في كوكب الأرض، ولا يوجد تقريبًا سوى في بحر الرمال الأعظم شمال هضبة الجلف الكبير على الحدود المصرية الليبية.

ولا يُعرف مم يتكون الزجاج الصحراوي على وجه اليقين، لكن الزجاج يتشكل في الطبيعة بشكل عام عندما تذوب الأحجار الغنية بالكوارتز وتبرد بسرعة، وتُعد مادة "التكتايت" زجاجًا طبيعيًا يتشكل من حطام الصخور التي تتناثر عاليًا إلى طبقات الغلاف الجوي للأرض بعد اصطدام النيازك بها.

وأضافت المجلة أنه في حالة كون زجاج الصحراء الليبية الذي تشكلت منه جوهرة الملك توت عنخ آمون من مادة التكتايت، فهذا يعني أنه قد تشكل قبل فترة تتراوح بين 26 و28 مليون سنة، عندما أدى اصطدام نيزك بالأرض في منطقة الصحراء الليبية إلى ذوبان أحجار غنية بالكوارتز.

وبالرغم من ذلك، لا توجد فوهات في الصحراء الليبية تنبئ بأن نيزكًا قد ارتطم بالأرض في هذه المنطقة، وهو ما قاد بعض العلماء إلى افتراض أن مذنبًا يتكون بالأساس من الثلج قد انفجر فوق الصحراء الليبية، وأن موجة الحرارة الناجمة عن الانفجار كانت كافية لصهر الطبقات العليا من الكثبان الرملية في هذه المنطقة، ما أدى إلى تشكُّل الزجاج الصحراوي دون أن يترك المذنب أي فوهات تدل على ارتطام نيزكي.

ولا يُعرف على وجه اليقين كيف وصلت الجوهرة الصفراء إلى كنز الملك توت عنخ آمون، لكن يُعتقد أن المنطقة التي اكتُشف فيها الزجاج الصحراوي كانت تقع على طريق القوافل بين مصر وليبيا قديمًا، وربما تكون قد اكتُشفت بالصدفة أو وصلت إلى الملك كهدية.