الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إسراء مصطفى الخولي تكتب: سياسة اللامبادئ

صدى البلد

اللاأخلاقية ، الجرأة ، والمفاجأة ، كل هذه الصفات هي الأنسب لوصف السياسة ، أو بالأحري هي التفسير الوحيد للأفعال غير المبررة التي تمارسها الدول بدعوى أنها السياسة. 

ففي سياسة اليوم.. لا مجال للتعفف ، فكل الدول خادمة للمصلحة، ولتحقيقها تصبح كل الوسائل متاحة ومباحة.

كما أصبح مفهوم القوي أكبر من مجرد امتلاك سلاح حديث ، بل الكيفية التي يستخدم بها السلاح وكذلك عقلية من يحمله . فقد تمتلك الدوله أحدث الأسلحة ولكن لا قوي عسكرية مهيأة لاستعماله ، لذلك تصدره لدولة تملك المقاتل الجيد ومن ثم تغزو تلك الدولة العالم . وهنا نتدرج إلي مفهوم القوة والقدرة. فلا مكان لدولة لا تمتلك الاثنين معًا. 

فالمصالح متقلبة ، اليوم مع صديقي وغدًا مع عدوي. وهذا هو المغزي من السياسة. وبل وهذا ما جرت عليه العادة منذ القدم ولكن مع بعض التحضر في مفهومها في عصرنا الحالي والعصور القادمة ، فنري أن مصلحة الدول الآن أصبحت أكثر من مجرد الأمن والحماية ، بل اشتملت علي التوسع والغزو كذلك ، ولكن ذلك الغزو ليس بالضرورة الغزو الجغرافي ، بل يمكن أن يكون غزوا فكريًا وثقافيًا أيضا. 

وبالحديث عن المصالح المتغيرة؛ فلن نجد أفضل من مثالٍ عن القوتين العظميين، الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي سابقًا. فكان الصدام بينهما في معارضة الولايات لتوسع الاتحاد السوفييتي في سيبيريا وأفغانستان. ولكن حلت صدفة التلاقي في وجهات النظر بينهما عندما اتفقا حول إدانة العدوان الثلاثي علي مصر 1956. ومنذ ذاك الحين كان التصادم في الآراء والتنافس قائمين بلا هوادة. 

وعلي ما يبدو أن الكثيرين لا يتقبلون أفكار مكيافيللي ،بل توصف بأنها اللاأخلاقية بذاتها. ولكن يمكن أن نوجد طرفا محايدا في هذه القضية لا يعارض ولا يؤيد. فلمَ لا نصف النصائح التي قدمها مكيافيللي للأمير في كتابه بأنها " ما كان يتم تنفيذه فعلًا في عالم السياسة آنذاك"؟

ولمَ ندين مكيافيللي في كتابه ( الأمير) وكل ما يحدث في سياستنا الآن أقل ما يقال عنه بأنه أسوأ مما وصف به مكيافيللي عالم السياسة في عهد الأمير؟.
 
إن السياسة الآن أصبحت حربا بلا سلاح وبلا دماء ..حربا بلا مبادئ ، تدعوك لِأن " تقطع عدوك بالسكين دون أن ينزف دمًا " .

هذه هي السياسة عزيزي القارئ فلا تحدثني عن الأخلاق.