الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حسام الفحام يكتب: خفايا حرب الأفكار والعقول ضد مصر

صدى البلد

سيد الكلمات المقدسة "جحوتي" البعض يطلق عليه لقب تحوت و توت و هو سيد الحكمة وعلم الحساب والتأريخ بالسنين والشهور والفلك ومبتكر الكتابة وأول من خط بالقلم والذي عاصر الصراعات القديمة بين الخير والشر.

وبما أن سيدنا إدريس عليه السلام..النبي المصري...هو أول من خط بالقلم..فمن المرجح أن يكون جحوتي هو النبي الكريم إدريس عليه السلام ذاته خاصة أن الإغريق أطلقوا عليه هرمس الهرامسة و الحكيم المعظم ثلاث مرات....أو ربما يكون أحد صحابة النبي إدريس عليه السلام.

جحوتي يرتدي قناع طائر أبو منجل ولا يظهر وجهه أبدًا مثله مثل بعض الشخصيات المعاصرة له و التي تبعته...و مهمته هي تنفيذ إرادة الله على الأرض...وهي مهمة الأنبياء كما نعلم جميعًا.

طائر أبو منجل ..ذلك الطائر الهادىء الذي يميل للعزلة و نادرًا ما يصدر صوتا...و يقف دائمًا بين عالمين.. عالم الماء و عالم اليابسة...تمامًا مثل جحوتي الذي يمثل دور الوسيط بين عالمين: عالم الخير و عالم الشر...فلا يمكن للخير أن يعيش منفردًا لأنه - كما قُدِر له - أن يعيش في مواجهة الشر.

مصر....عندما تقرأ تاريخها المعلوم لنا حتى الآن...قدرها أن تكون في مواجهة الشر العالمي. لم يكن أعداءها منفردين...دائمًا ما يتحزبون و يتحدون معًا ضدها. أمر مثير للعقل و التأمل...أمر يجهله معظم المصريون المعاصرون..الذين لا يدركون حقيقة و قدر بلدهم. الأجداد - رحمة الله عليهم - حددوا لنا أعداءنا..نقشوا صورهم و هوياتهم على جدران معابدهم و قبورهم :

مئات الملوك القدامى و منذ عصر بناة الأهرامات..ماتوا شهداء دفاعًا عن أرض مصر.. في معارك الخير ضد الشر...مئات الآلاف و الملايين من الشعب و الجيش أستشهدوا ....صفة فريدة تتميز بها مصر و الشرفاء من شعبها...لا تجدها في أي بلد آخر....إقرأ عنهم المزيد بالضغط على الهاشتاج.

أما في عصورنا الحديثة و السنوات التي نعيشها و منذ هبوط أهل الشر في الجوار و بالتحديد على أرض فلسطين و تكوينهم لدولة جديدة متاخمة للحدود المصرية حتى تكون مصدر مشكلات و عداء و حروب , فهناك هجمة جديدة بدات منذ سنة 1948...و ما تبعها من حروب ..حروب تنوعت طبيعتها...حتى عايشنا نسختها الأحدث و هي حرب الجيل الرابع.

حرب الخونة و الطابور الخامس و تلويث العقول و تحريكها ضد بلدها. حرب الأكاذيب و الشائعات و الوعي الزائف و الفوضى...فتصير النتيجة صراعات داخلية و إستقطاب و كراهية ...و هذا ما يطمح له أهل الشر.

يجب أن نعلم أن أعداء مصر لا تنجح مؤامراتهم إلا بالأسباب التالية:

التفكير العميق: كل أعداء مصر على مر التاريخ المدون كانوا يعلمون تمام العلم أن المصري هو المقاتل الأصلب و الأقوى على الإطلاق , لذلك تجنبوا الإلتحام معه في مواجهة جسدية مباشرة. و يدركون أن المصري يتحول إلى وحش كاسر عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن أرضه ....لذلك كان و مازال أعداء مصر على مر التاريخ يتحينون الفرصة...فرصة وجود إضطرابات داخلية بمصر أو تردى أوضاع أو خلافات بين حكام الأقاليم.

و الدارس الجيد للتاريخ الصحيح لمصر القديمة سيلاحظ أن كل مرة يتم فيها غزو مصر تكون فترة صراعات داخلية بمصر و تشتت و فتن بين الشعب نفسه ... و في العصر الحديث ...كما ذكرت آنفًا...هم الذين يصنعون الأسباب هذه..و بمساعدة ضعاف العقول و الإنتماء و الخونة.

قديمًا....كل أعداء مصر و بلا إستثناء...كانوا يعلمون أن لا طاقة لهم بالمواجهة المباشرة مع المقاتل المصري لأنه متفوق عليهم عسكريا و جسديًا و فنيًا..كما انه صاحب قضية و على حق...فأي مواجهة مباشرة مع المصريين كانت تحسم لصالح المصريين و بتفوق...لذلك: كان أعداء مصر يرمز لهم ب" القوس " لأنهم يهاجمون من مسافة و عن بُعد.

و ستدرك أن الأعداء كانوا يستخدمون العربات الحربية كما فعلت الهكسوس أو السفن الضخمة كما فعلت شعوب البحر أو العربات الهادمة للحصون كما فعل الأشوريون أو الأفيال كما فعل الفرس...إذًا, لن ترى مواجهة مباشرة رجلًا لرجل...و هذا الأمر مستمر ليومنا هذا: ستجد رئيس دولة معادية يقابل رئيس مصر و يبتسم في وجهه و يتصنع الصداقة...بينما يطعن في الظهر بالجواسيس و المؤامرات.

ويعد الخونة أقوى سلاح في يد الأعداء يساعدوهم في إلحاق الأذى بمصر ....لا يتمكنوا من قتل المصريين إلا بإستخدام الخونة....فكما قلت في العام 2011...نحن لم و لن نرى إسرائيلي أو أميركي أو بريطاني أو فارسي أو تركي يقتل المصريين بميادين ثورة الخراب....لم و لن نرى هؤلاء يشعلون النيران في أقسام الشرطة و يغتالون الضباط و المجنديين بها...و يمثلون بجثثهم....لم و لن نرى هؤلاء الأعداء يعتصمون بالميادين و يدسون الأسلحة و يحتمون بالنساء و الأطفال...و يصرخون لإسرائيل و أميركا أن تضرب بلدهم.

و لكن كل ما سبق و أكثر قام به الخونة -الطابور الخامس- الذى لم يعد يمتهن مهنة الجاسوس و الخائن التقليدية بعد أن قام أسياده بتدريبه ليصير: رافع لراية مزيفة تدعي التدين مثل عصابات الإرهاب القتلة الإخوانجية و السلفنجية و كل هذه العصابات الخادمة للصهاينة.

الجاسوس و الخائن الآن صار إسمه ناشط سياسي و صحفي و إعلامي ....صار ممثل و لاعب كرة قدم له من المعجبين الملايين و لكنه يخدم الأعداء و يرتدى قناع الوطنية كي يستمر في خداع السذج...الخائن و الجاسوس صار مهمته الحديثة نشر الإستياء و الإحباط بين الناس لأن العدو لم و لن يتمكن من تحقيق أهدافه إلا بهؤلاء الخونة....لا يستطيع مواجهة المصريين وجهًا لوجه...لذلك يرسل الخونة برسائل الخبث .

كل من يتكلم يظن أنه أول من يقول.....كل من يفكر يحسب أنه أول من فكَر....و في مجال حرب الأفكار و العقول...لا يدرك الحقيقة إلا من يفهم القصة من بدايتها.


و اليوم...لن نرجع إلى البداية و لكننا سنعيش جزء من مرحلة قديمة في تاريخ الأجداد. مرحلة مشابهة لمرحلتنا هذه التي نحياها و الفارق بيننا :

مصر تعيد إكتشاف و بناء نفسها تحت قيادة تصر على النجاح و النصر... و العدو بالرغم من أداؤه المتجدد...مازال يكرر نفسه كما فعل بالماضي.

و مهما كانت إنتماءاتك سواء مدرك لحقيقة المعركة التي تخوضها بلدك منذ قديم الأزل و تساندها و تقف في صفها أو ممن أصيبوا بوباء الوعي الزائف و تثرثر في الأسعار و سعر صرف الدولار و ما يتم إلقاؤه في عقلك من أكاذيب....و تمت السيطرة عليك بعمليات الحرب على عقلك..

و الحقيقة أن رب العالمين مع أهل الخير و يساندهم و يبارك مجهوداتهم...حيث قال:

  • " قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ"