الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قمة الرياض.. هل تطوي أزمة قطر مع دول الخليج

تميم
تميم

أعلن الأمين العام لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن قادة المجلس سيعقدون اجتماع الدورة الأربعين في الرياض، الثلاثاء الموافق 10 ديسمبر الجاري، برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

وقال الأمين العام عبد اللطيف الزياني، إن المجلس الوزاري سيعقد اجتماعه التحضيري للقمة الخليجية في مقر الأمانة العامة بالرياض، يوم الاثنين 9 ديسمبر، حسب تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية (واس).

وأضاف أن القادة سيبحثون عددا من الموضوعات المهمة لتعزيز مسيرة التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء في مختلف المجالات السياسية والدفاعية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى تدارس التطورات السياسية الإقليمية والدولية والأوضاع الأمنية في المنطقة وانعكاساتها على أمن واستقرار دول مجلس التعاون.

وعبر الزياني عن ثقته بأن "القمة الأربعين لقادة دول المجلس سوف تخرج، بعون الله، بقرارات بناءة تعزز من اللحمة الخليجية، وتعمق الترابط والتعاون والتكامل بين الدول الأعضاء".

حول إمكانية حضور أمير قطر تميم بن حمد إلى القمة الخليجية وإذا ما كان ذلك يعني أن حل الأزمة الخليجية، يقول المحلل السياسي السعودي سعد بن عمر في اتصال مع "سبوتنيك" إن تميم قد تسلم دعوة الملك سلمان لحضور القمة، وهناك توقعات بأن يسبق القمة انفراج كبير في العلاقات الخليجية القطرية، وهو ما ينتظره الكثير من المراقبين.

ويكمل ابن عمر: حتى 10 ديسمبر يحتمل أن يكون هناك خطوات كبيرة تجاه مجلس التعاون الخليجي، ولا نستطيع أن نتنبأ بها، ولكن نرجو أن تكون الأمور تجاه الأفضل، هناك عمل حثيث وجاد دبلوماسي في المنطقة، ونتوقع حدوث انفراجات على مستوى الأزمة في اليمن وعلى عدة مستويات أخرى.

ويضيف المحلل السعودي: بالتأكيد قبل أن يحضر أمير قطر إلى الرياض، لا بد أن يكون هناك اتفاقات واضحة، وقد يكون حضور تميم تتويج لهذه الأعمال السياسية التي نتوقع أنها في الطريق إلى الظهور.

ويقول المحلل الباحث في مركز الدراسات العربية والإسلامية باريس دلغوف في حديث مع وكالة "سبوتنيك": يجب القول إن هذه الدعوة هي حدث مهم بالنسبة للوضع في دول مجلس التعاون الخليجي، ونحن نرى بداية التسوية بين قطر والمملكة العربية السعودية.

ويكمل دلغوف: هذا يعتمد على مقدار موافقة قطر على الشروط التي قدمت من أجل ذلك، والمن المرجح أن ذلك تم بعيدا عن الأخرين، وإذا كانت هذه الشروط مقبول بالنسبة لقطر، نتوقع مفاوضات و تحسن ملحوظ في الموقف، وفي الحقيقة دعوة قطر هي بالفعل العلامة الأولى على حل الأزمة.

من جانبه، قال الدكتور عبد الله العساف المحلل السياسي السعودي في حديث لـ"سبوتنيك"، "ما تزال الأمور غير واضحة بشكل كبير فيما يتعلق بالمصالحة الخليجية ومشاركة أمير قطر في قمة الرياض أو حضور رئيس الوزراء ليتم التمهيد للمصالحة لاحقا".

وأضاف المحلل السياسي، "الحقيقة الأمور غير واضحة لأنه ليست هناك بوادر تشي إلى أن هناك مصالحة في طريقها إلى دول الخليج، لكن هناك بوادر ملموسة مثل تخفيف قناة الجزيرة من لهجتها تجاه دول الخليج ويشكل خاص المملكة العربية السعودية، هناك بوادر لكنها غير واضحة المعالم".

وأشار العساف إلى أن "وزير خارجية قطر الأسبق حمد بن جاسم ألمح إلى أن هناك مصالحة، لكن يجب أن تأخذ شكل ظاهري وبالشكل التقليدي، نسمع تكهنات من هنا وهنا، وسمعنا نفس الكلام العام الماضي من وزير الخارجية الكويتي، لكن حتى الآن الأمور مبهمة وغير واضحة في تقديري الشخصي".

كما تحدث العساف حول ما إذا كانت الحاجة للمصالحة أصبحت ضرورة لكل الأطراف في الوقت الراهن قال المحلل السياسي، اعتقد أنه وبعد أكثر من عامين ونصف على المقاطعة، تحولت الأزمة من خليجية إلى قطرية، الدوحة تحاول إثارة أزمتها ودفعها إلى الواجهة عن طريق الشكاوي للمنظمات الدولية وغيرها، وفي تقديري أن الأمور لا تصعد بهذه الطريقة، في الوقت الذي اكتفت فيه دول الخليج بالنظر إلى قضاياها ومصالحها، ولم يعد يعنيها مشكلة قطر وهل هى موجودة أم لا، واتخذت التدابير التي تحميها من الممارسات القطرية.

وذكر العساف ، أن "قطر ستظل رغم كل الخلافات عضو في الجامعة العربية والقمة الخليجية، والتغيرات الجيوسياسية تحتم علينا أن نكون قوة واحدة كما قال الملك سلمان في مجلس الخليج العام الماضي بأن المجلس الخليجي وجد ليبقى وليكون أقوى، لا شك أننا نبحث اليوم أن نكون أقوى ونكون كتلة سياسية يحترمها العالم ونتحدث مع العالم بلغة الجماعة وليس بلغة الفرد، وأن تكون مصالحنا متفقة مع بعضها ولا يغرد أحدنا خارج السرب".

الشروط

يتحدث المحلل السعودي ابن عمر عن الشروط التي كانت قد فرضتها دول الحصار عام 2017، وعن إمكانية تلبيتها من قبل دولة قطر كحل للأزمة الخليجية، ويقول: الشروط التي وضعتها دول مجلس التعاون واضحة، ولدى الأخوة في قطر إمكانية التخلي عنها، من دون مس بالسيادة القطرية، وكل ما طلب هو أمور سهل القيام بها، وتنفيذ بعضها في صالح القيادة القطرية.

ويرى الخبير الروسي باريس دلغوف بأن اتفاقية الحد من التعاون مضى عليه وقت طويل، وهذه الشروط التي فرضت على قطر أصبحت من الماضي، ويتابع: لدى السعودية أفكارها الخاصة الآن حول عودة قطر ومن حالة المقاطعة، وإلا لم تكن هذه الدعوة لترسل إليها.

الخاسرون

وفي نفس السياق قال الدكتور عبد الخالق عبد الله الكاتب والمحلل السياسي الإماراتي في حديث لـ"سبوتنيك"، "اعتقد أن تميم أمير قطر سيلبي دعوة الملك سلمان وليس هناك مانع حاليا من حضوره القمة الخليجية بالرياض، وهذا هو الوقت المناسب في ظل الأجواء التصالحية التي تسود المنطقة، والرغبة الأكيدة والنية الصادقة في طي صفحة الخلاف الخليجي، وسيكون تميم من بين القادة الذين سيحضرون قمة الرياض".

وأكد المحلل السياسي، أن"القمة الخليجية بالرياض ستكون نقطة ومرحلة وصفحة جديدة في العلاقات الخارجية وهو ما يتطلع إليه الجميع، ولكن قد تحدث مفاجآت وسلوكيات من جهات بعينها تعكر صفو هذه القمة وفي مقدمة تلك الجهات قناة الجزيرة".

وتابع عبد الله، "خلافا لقناة الجزيرة هناك أطراف عديدة لا تود طي صفحة هذا الخلاف الخليجي الذي مر عليه أكثر من عامين، وستكون تركيا في مقدمة الخاسرين من تلك المصالحة، واعتقد أن هناك جهد تركي لتعكير أجواء المصالحة، كما أن جماعة الأخوان ضمن قائمة الخاسرين، وقد علمنا أن قطر قطعت شوطا كبيرا في سبيل قطع علاقاتها بجماعة الإخوان".

وأضاف المحلل السياسي الإماراتي، أيضا إيران في نفس المستوى تود دائما أن يكون الأشقاء في الخليج في حالة صراع وخلاف دائما لأنها ستكون الأكثر استفادة، تلك الأطراف الثلاثة هى في مقدمة الخاسرين من أي مصالحة، وربما يسعون حاليا لتعكير جو المصالحة.

قال يوسف الخاطر النائب القطري في البرلمان العربي في حديث لـ"سبوتنيك"، إن "وسائل الإعلام السعودية الرسمية لم تعلن عن توجيه الدعوة رسميا لقطر لحضور القمة الخليجية المقررة بالرياض الأسبوع المقبل، وجاء الإعلان عن طريق وكالة الأنباء القطرية".
وأشار النائب القطري،

"نرى بوادر إنفراج، على سبيل المثال مشاركة الفرق الرياضية في خليجي 24 بقطر، هي بادرة طيبة وربما تكون فقط على المستوى الشعبي في هذا التوقيت، وربما تكون هناك انفراجه في العام المقبل".
وتحدث الخاطر عن أن الجميع يلمس ميول بعض الإعلاميين في الإمارات والسعودية إلى الخطاب التصالحي، قطر سوف تشارك في القمة الخليجية ولم تنقطع عنها، لكن مستوى المشاركة في قمة الرياض القادمة غير معروف.

وأوضح النائب القطري، أن ما "يتحدث به هو وجهه النظر التي يراها، لكن ربما تكون هناك أشياء تجري في الكواليس السياسية وليس لدينا علم بها، وقد نشرت بعض الصحف الأمريكية حول زيارة سرية قام بها نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية السعودي إلى قطر، والدوحة لم تنف، وأرى أن هناك نوع من الهدوء المتدرج بين الأطراف الخليجية ربما للتمهيد للمفاوضات".

ولفت الخاطر إلى أن غالبية الشارع القطري يرى عدم مشاركة الأمير تميم، وأن التمثيل يمكن أن يتم بواسطة رئيس الوزراء كما حدث في السابق.