EN 
وزير الأوقاف يخطب الجمعة من المنصورة
الشرع الحنيف أرشدنا إلى ضرورة الأخذ بالأسباب
هذا سبب مقولة النبي الشهيرة "اعقلها وتوكل"
تطبيقا لشرع الله.. وزير الأوقاف يعلق على إطلاق القمر الصناعي طيبة
ديننا يهتم بصناعة الحياة ولا يحرض على الموت
أدى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خطبة الجمعة، من مسجد الرحمة بالمنصورة، بحضور الفريق كامل الوزير، وزير النقل.
وحددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة اليوم الجمعة بعنوان "من سنن الله تعالى الكونية.. إجراء المسببات على الأسباب".
وطالبت وزارة الأوقاف، في بيان لها، جميع الأئمة الالتزام بنص الخطبة أو بجوهرها على أقل تقدير مع الالتزام بضابط الوقت ما بين 15 – 20 دقيقة كحد أقصى، واثقة في سعة أفقهم العلمي والفكري، وفهمهم المستنير للدين، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة من ضبط للخطاب الدعوي، مع استبعاد أي خطيب لا يلتزم بموضوع الخطبة.
وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الشرع الحنيف أرشدنا إلى ضرورة الأخذ بالأسباب فيقول الله هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ".
وأضاف وزير الأوقاف، في خطبة الجمعة، بمسجد الرحمن بالمنصورة، بعنوان "من سنن الله تعالى الكونية.. إجراء المسببات على الأسباب"، أن الله تعالي في الآية الكريمة رتب الأكل من رزق الله على السعى والمشى والأخذ بالأسباب، وترددوا في أقاليمها وأرجائها في أنواع المكاسب والتجارات ، واعلموا أن سعيكم لا يجدي عليكم شيئا ، إلا أن ييسره الله لكم ; ولهذا قال : ( وكلوا من رزقه ) فالسعي في السبب لا ينافي التوكل
وأشار إلى أن أحد الصحابة سأل النبي الكريم عن إطلاق ناقته أى يتركها بلا قيد ويتوكل، او يعقلها يربطها ويتوكل، فقال النبي المقولة الشهيرة "اعقلها وتوكل" والمعنى خذ بالأسباب وتوكل على الله.
واكد علي ضرورة الجمع بين الأخذ بالأسباب وطلب العون من الله كما كان يفعل الأنبياء، والنبي أخذ بجميع الأسباب في الهجرة واختار دليلا "كافرا" للتأكيد على سماحة الإسلام في التعامل مع غير المسلمين، وتقديم الكفاءة والأمانة على الولاء والقرابة.
كما يتعامل بمبدأ الأخذ بالأسباب غير الإنسان وهو الطير، فروى من حديث عمر قال: سمعت رسول الله يقول: لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا رواه الترمذي.
وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الله تعالى قال في كتابه "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ".
وأضاف وزير الأوقاف،أنه تم ذكر لفظ "ما" الغائية في الآية الكريمة للتعبير عن الإستعداد بأقصى درجات القوة، مشيرا إلى أنه تنكير القوة، لتفيد الشمول والعموم، فالزراعة واستصلاح الأراضى قوة، وتطوير الصناعات قوة، واستخراج المعادن والبترول قوة، وإطلاق القمر الصناعي طيبة 1 قوة، وإقامة البنية التحتية والمشروعات القومية قوة.
وأكد، أن ما تقوم به الدولة المصرية في وقتنا الحاضر هو عين الأخذ بالأسباب، فتسليح الجيوش قوة، ولا أمان لوطن إن لم يكن له جيش قوى، ولذا استكملت الآية بقوله "وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ"، موضحا أن بعض الفقهاء اعتبروا بند في سبيل الله، في إعداد الجيوش وتسليحها للدفاع عن الأوطان.
وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الأخذ بالأسباب من صميم الدين فديننا هو فن صناعة الحياة لا فن صناعة الموت، مضيفا أن البعض قالوا "لن يحترم الناس دينك ما لم تتفوق في أمر دنياك فإن تفوقت في أمر دنياك احترم الناس دينك" وهذا ما يعرف بالجهاد البنائي.
وأشار إلى أن النبي قال للصحابة عند العودة من إحدى الغزوات "عدنا من الجهاد الأكبر إلى الجهاد الأصغر" وهو تعمير الأرض، منوها أن الدول تبنى بالقوة والإعمار وإقامة المشروعات ولا يمكن أن تبنى الأمم بما تقوم به الجماعات الضالة الإرهابية، مؤكدا أن كل ما يأخذ الإنسان إلى البناء والتعمير وقوة الدولة يأخذك إلى صحيح الأديان.
وشدد على ضرورة الجمع بين الأخذ بالأسباب وطلب العون من الله كما كان يفعل الأنبياء، والنبي أخذ بجميع الأسباب في الهجرة واختار دليلا "كافرا" للتأكيد على سماحة الإسلام في التعامل مع غير المسلمين، وتقديم الكفاءة والأمانة على الولاء والقرابة.
