الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طلعت القاضي يكتب.. منهجية الرياضة بين التعليم والتربية

صدى البلد

منذ أيام أصدرت وزارة التربية والتعليم قرارا وزاريا رقم 311 بشأن نظام الدراسة والتقييم لمادة التربية الرياضية بمرحلة التعليم الأساسي بداية من الصف الثالث الابتدائي حتى الصف الثالث الإعدادي، والذي نص على أن مادة التربية الرياضية مادة نجاح ورسوب ولا تضاف إلى المجموع مع شرح تفصيلي للقرار من تخصيص عدد الساعات والبنود التفصيلية التوضيحية لكيفية التطبيق . وبهذا القرار تم تحويل التربية الرياضية من مجرد نشاط فقط إلى مادة أساسية لها منهجية تعليمية يلتزم بها المدرس ويتم تطبيقها عمليًا على التلاميذ.

وبهذا القرار الذي قام بإحياء حقيقي للشعارات التي كثيرًا رددناها وشاهدناها على جدران ملعب المدرسة مصحوبة بصور ورسومات لتمارين رياضية ( العقل السليم في الجسم السليم )، الشعار الذي عشنا معه وبه الطفولة دون التعمق والفهم المنهجي الرياضي السليم والتوجيهي من قبل المدرسة.

فلم نتعلم بأن الرياضة قبل أن تكون نشاطًا بدنيًا هي أيضًا تهذيب للنفس والروح وإحترام للقواعد العامة أثناء ممارستنا لها، وتحويل ذلك إلى تطبيقات عملية والإستفادة منها على ارض الواقع ، ولن يحدث ذلك إلا عن طريق أسس معرفية ومنهجية سليمة للنشاط الرياضي وهو ما تم تطبيقه بهذا القرار السليم في محاولة لتغيير النظرة السطحية لدى العديد من الأفراد داخل المجتمع حول أهمية التربية الرياضية ودورها الإجتماعي الكبير خاصة في مرحلة المراهقة والتي يكون لممارسة الرياضة دور في تفريغ طاقات وهوايات مكبوتة ودورها في خلق روح المنافسة بين التلاميذ وتعلقهم بممارسة لعبة ونشاط رياضي ممزوج بالشغف والطموح للنجاح الرياضي، فلا يعقل مثلًا قيام شخص لا يهوى ولا يدرس التربية الرياضية ويتخصص في التدريب أو ممارسة لعبة كرة القدم .وهنا تأتي أهمية تطبيق وتدريس مادة التربية البدنية والرياضية في تحقيق أهداف التنشئة الاجتماعية والتي من أهم نتاجها وبصـفة عامـة إعداد وتكوين فردًا صالحا بدنيًا وعقليًا سليمًا يفهم ويعي ويهتم بتكوينه الجسماني وكيفية المحافظة عليه وبنائه وتكوينه وفق ما يشتهيه المجتمع في إطار فلسفة اجتماعية وثقافية عامة. 

إن هناك مميزات لهذه المادة التخصصية يجعلها ربما أكثر من مواد غيرها، وذلك كمتنفس للتلاميذ للتعبير عن رغباتهم وحاجاتهم وميـولاتهم وطموحاتهم بطـرق وأسـاليب منهجية،وربما بلغة مختلفة نوعًا ما عن تلك الأساليب التي يستخدمونها داخل حجـرات الدراسـة ، فحصـة التربيـة البدنيـة والرياضية تترك مساحة كبيرة وفي الهواء الطلق للتعبير عن كل مكوناته النفسية والاجتماعية وغيرها ومن هنا يسـهل إكتشاف شخصية التلميذ وهويته وهواياته من قبل متخصصي التربية البدنية والرياضية ومساعدته في التوجيه الرياضي إذا تطلب الأمر وإكتشاف مابداخلهم من مواهب قد تغير مسار حياتهم الإجتماعية والأخلاقية والتربوية.