الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمين الفتوى: التفاؤل مهم فى حياة الإنسان لهذا السبب

التفاؤل مهم فى حياة
التفاؤل مهم فى حياة الإنسان لهذا السبب

قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن النبى – صلى الله عليه وسلم- كان يحب التفاؤل فى كل شيء، حتى إنه إذا رأى إنسانًا يحمل اسمه معني تشائميًا؛ طلب منه تغييره.

وأضاف «ممدوح» عبر برنامج «من القلب للقلب» المذاع على فضائية «MBCMASR2» أن البلاء موكول بالمنطق؛ فإذا كان منطق الإنسان فى حياته هو التفاؤل فى كل شىء كان الأمر كذلك – بمشيئة الله- وإن كان منطقه التشاؤم فكأنه يتمنى ذلك.

وأوصى أمين الفتوى بضرورة أن يكون المسلم دائمًا إيجابيا ومتفائلا، مختتمًا: "التشاؤم كالمغناطيس الذى يجلب نحو الإنسان المصائب جميعًا".

على جمعة: النبي كان يحب التفاؤل فى كل شىء

قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن النبي ﷺ كان يُحب الفأل الحسن فى كل شىء؛ فكان دائم التفاؤل، وهذا لا يتأتى إلا من قلب رحيم.

واستشهد «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» بما روى عن أنس - رضى الله عنه- أن النبي ﷺ قال: «لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل الكلمة الحسنة، والكلمة الطيبة»؛ فكان ﷺ يعجبه الفأل الحسن ويكره التطيُّر بالشر، ويكره التشاؤم؛ ولكنك تجد أحدهم يقرأ في الصباح حظك اليوم بالجريدة، ثم يبدأ يتشاؤم، ويتطير، يسمع غراب فيفعل هكذا، ويتشاءم أبدًا.

واستدل أيضًا بما ورد عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال: «كان رسول الله ﷺ يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة» أخرجه ابن ماجه.

وأوضح المفتى السابق أنه فى الفأل تقوية للنفس، وتقوية للعزيمة، ومعونة أيضًا على فعل الخير، وعلى الربح في هذه الحياة الدنيا؛ مبينًا: أن الفأل بما فيه تقوية للعزائم، ومعونة على الربح فهو باعثٌ أيضًا على الهمة، والعمل الصالح.

وأضاف: "إذن التفاؤل قيمة يعيشها الإنسان عندما يكون قلبه منفتحًا على العالم، محبًا للدنيا، ومحبًا للآخرة؛ وبذلك يجلب السعادة إلى النفس، وإلى القلب، ويتم ترويح المؤمن، ويتم له السرور والحبور".

خطيب الحرم المكي: التفاؤل من حسن الظن بالله تعالى
قال الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن التيمن والتَّفَاؤُل، وَتَأْمِيلَ الْـخَيْـرِ وصلاحِ الأمر؛ مِنْ حُسْنِ الظَّنِّ بِاللهِ تعالى، وَالثِّـقَةِ بِهِ جل وعلا، وَهو دَافِعٌ لِلْعَمَلِ، بل ولإحسانه وإتقانه.

وأوضح ماهر المعقيلي خلال خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام، أنه لذا غمر التفاؤل حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وربّى عليه صحابته الكرام، ورسّخ ذلك بقوله وفعله، فكان إذا سَـمِعَ اِسْـمًا حَسَنًا، أَوْ كَلِمَةً طَيِّبَةً، أَوْ مَرَّ بِـمَكَانٍ طيِّبٍ، اِنْشَرَحَ صَدْرُهُ، واستبشر بما هو عازم عليه، تفاؤلًا وأملا، وحسن ظنٍ بالله تعالى.

واستشهد ماهر المعقيلي بما روي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُعْجِبُهُ، إِذَا خَرَجَ لِحَاجَتِهِ أَنْ يَسْمَعَ: يَا رَاشِدُ، يَا نَجِيحُ، رَوَاهُ التِّـرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ، وَسَـمـِعَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَةً مِنْ رَجُلٍ فَأَعْجَبَتْهُ، فَقَالَ: «أَخَذْنَا فَأْلَكَ مِنْ فِيكَ»، رَوَاهُ أَبُو دَاودَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

وتابع ماهر المعقيلي: أي: تفاءَلْنا من كلامك الحَسَن، تيمُّنًا به، وفي سفر الهجرة، لما قَدِمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ، نَزَلَ فِي عُلْوِها، تفاؤلا بعلو دينه، وكان من هديه صلى الله عليه وسلم إذا استسقى، قَلْبُ ردائهِ بعد الخطبة، تفاؤلا وأملا، بتحوّل حال الجدب إلى الخصب، ولَمَّا جَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، لِيَتَفَاوَضَ مَعَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمِ الْـحُدَيْبِيَةِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأصحابه متفائلا: «لَقَدْ سَهُلَ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ»، فكَانَ كَمَا أَمَّلَ، حيث كَانَ مَـجِيئُ سُهَيْل، سَبَبَ خَيْرٍ لِلإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ.

الإفتاء توضح أثر التفاؤل على الابتلاء
وجهت دار الإفتاء نصيحة لكل من يعاني الضيق، قائلة: «إذا ضاقت عليك دنياك، فتذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ كان أشد الناس ابتلاء، ورغم ذلك لم يُرَ إلا مبتسمًا، فرحًا بمعية الله، مكتفيًا به عمن سواه، «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا».

وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن الصبر على البلاء يجعل النفس مُطمئنة محتسبة غير كارهة لما نزل بها.

وفى هذا السياق قال الشيخ محمد متولي الشعراوي، بعد أن رزق الله سبحانه وتعالى نبيه إبراهيم عليه السلام بولدٍ من هاجر هو إسماعيل عليه السلام، أحبه إبراهيم عليه السلام حبًا شديدًا وتعلق قلبه به، فأراد الله سبحانه وتعالى أن يختبر نبيه إبراهيم عليه السلام فأمره أن يذبح ولده الوحيد وفلذة كبده إسماعيل بعد أن كبر.

وأضاف الشعراوي في فيديو له أذاعته فضائية "الناس" أن قصة ذبح سيدنا اسماعيل الهدف من كل شخص يسمعها عليه أن يرضى بقضاء الله ويصبر على الابتلاء مهما كان، مستكملًا: إذا جاءك قضاء من الله إياك ان تغضب أو تتمرد لأنك بذلك تطيل أمد القضاء، وعليك أن تصبر لأنه لن يرفع قضاء حتى يرضى العبد به.