الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. وليد جاب الله يكتب: هانغتشو.. مدينة الإلهام الصيني

د. وليد جاب الله
د. وليد جاب الله

هانغشتو مدينة تقع في أقصى الجنوب الصيني على نهر تشيانتانغ، وهي نموذج مُتكرر للمُدن الصينية حيث الشوارع الرئيسية مُتعددة المسارات التي تشغلها كافة وسائل الانتقال وسط حالة تناغم مُتكررة بين الدرجات الهوائية والكهربائية وغيرها من وسائل الانتقال الأكبر.

كما تنتشر الأبراج حيث يُمكن أن نلحظ سيطرة إنشاء الأبراج على العمارة الصينية الحديثة والتي تتم بمنتهى التطور، والتي أصبحت بصفة عامة السمة الرئيسية للبناء في الصين حتى أنني أتصور أننا يجب أن نستعد لمرحلة جديدة من تطور عملية البناء في العالم حيث يُمكن أن يختفي نموذج التشييد الذي يتم في بلادنا مما سيكون له آثر في اختفاء بعض مجالات عمال المعمار، بالتالي يجب أن نتبنى رؤية لتطور عملية المعمار وتأهيل العاملين على آليات البناء الحديث.

وفي هانغشتو قمت بزيارة منطقة APSAA لنشاهد الماضي في متحف الإلهام MUSUM OF INSPIRATON ، والذي شاهدنا فية التقدم الصيني في عدة تقنيات من البداية حتى الآن ومعرض المستقبل في CLUD TUWN حيث بدت روعة التكنولوجيا الصينية لم ينكروا تأثرهم وبنائهم على ما جاء به العديد من علماء العالم، وهم ممتنون أيضًا لأجيالهم السابقة من العلماء.

ولكن عندما تُشاهد كيف أنهم سبقوا في إنتاج السيارات التي تعمل بدون سائق، وأن لديهم أجيال فائقة التقدم من الطائرات بدون طيار، وغيرها من الابتكارات فائقة التقدم، تستطيع رصد طموح الصين إلى التقدم أفاق 2050 بمُستهدفات تتجاوز الجميع قبل حلول هذا التاريخ في ظل إيمان بقدرتهم وعزيمة للانطلاق يُعبر عنها تمثال بأحد الميادين لحصان مُنطلق فوق الكرة الأرضية بقدم واحدة على الأرض، وثلاثة أقدام في الهواء.

ولكن ذلك الجموح في الانطلاق يتم بثقة وبدون توتر وباستمتاع تُشاهده في العيون التي اجتمعت في المساء لتُشاهد عرضا فنيًا للبالية، والرقص، والغناء على الماء بإحدى المسارح المكشوفة على بحيرة مائية، ذلك العرض الذي تم ببساطة وحرفية ربما لا تتمكن دول أخرى من تقديمة في احتفالاتها الكبرى.

ووسط هذا الخليط بين الاعتزاز بالماضي، والفخر بالحاضر، والتطلع للمُستقبل، وصلت لقناعة أنه لا مجال للحاق بهذا التقدم حتى ولو بعد ألف عام فمهما حاول الأخرون التطور فإن سرعة الصينيين أكثر بكثير وأن الأفضل هو البدء من حيث انتهى الأخرون بالتركيز على قطاعات تنموية ذات ميزة نسبية محلية تؤسس لخلق شراكات عادلة وتبادل تجاري أكثر عدالة، وأتصور أن الصينيين جاهزين للانطلاق نحو شراكات عادلة مع العالم، ولعل هذه الصيغة تُحقق مصالح الجميع.