الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قبل 90 عاما.. قانون جمعية رعاية مصالح مدينة رشيد.. صور

صدى البلد

إذا كانت القاهرة تعتلي قمة هرم التاريخ باحتوائها أكبر عدد من المنشآت الأثرية الإسلامية، فإن رشيد تمتلك تاريخا جعلها في المرتبة الثانية بعد القاهرة من حيث إحتوائها علي الأثار الإسلامية.

ومهما مر الزمان لم ولن تنتهى مفاجآت هذه المدينة العريقة، فهى كالبحر لا تنتهى أمواجه ولا مفاجآته، وكل يوم تكشف لنا عن أسرارها وعظمتها وروعة ورقى أبنائها وعشقهم لها وتصميمهم على رفعتها ورقيها وعلو مكانتها.

ما سبق ليس مجرد حديث إعجاب بمدينة تاريخية لكنه حقيقة كشفها لنا سعيد رخا مدير عام متحف رشيد الوطني، والذي كشف عن وجود وثيقة مهمة ونادرة، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن رؤية القيادة السياسية وتوجيهات رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي بتطوير مدينة رشيد كانت رؤية  صائبة وترتكز على رؤية وطنية وقومية، وكم نحن فى حاجة إلى إعادة إحياء جمعية الدفاع عن مصالح مدينة رشيد فى ظل توجيهات القيادة السياسية خلال المؤتمر الرابع للشباب بالإسكندرية لتطوير مدينة رشيد الأثرية.

وتابع : هذه الوثيقة تحمل عنوان "قانون جمعية رعاية مصالح مدينة رشيد"، ففى عام 1928م تأسست فى رشيد جمعية الدفاع عن مصالح مدينة رشيد وذلك على أيدى مجموعة من أبنائها الشرفاء،وصدر لهذه الجمعية قانون خاص بها فى نفس العام.

واشتملت هذه الوثيقة النادرة والهامة بجانب مواد القانون والتى يبلغ عددها خمسة عشر مادة محكمة الصياغة على كشف بأسماء مؤسسى هذه الجمعية ومجلس إدارتها وهم: حضرة احمد افندي هنیدی"رئیس"،وحضرة محمود افندي عبد الحليم وحضرة محمد افندي محمد المسلماني"نائبا رئیس"،وحضرة عبد المحسن افندي شرقي"سكرتير"،وحضرة يوسف أفندي برغوت"نائب  سکرتير"وحضرة على افندي زكي ترك"أمين صندوق".

والأعضاء حضرة محمد افندي عجمية وحضرة محمد افندي شفيق وحضرة السيد افندي جلال وحضرة محمد افندي حلمي شيحة،وحضرة عبدالحميد افندي صادق القزق وحضرة عبده افندي القزق وحضرة يوسف افندي زيدان،وحضرة درویش افندي عابدين،وحضرة احمد افندی مرزوق،وحضرة بكر افندى بدر الدين وحضرة عبد الحليم افندي المغربى وحضرة عبد الحليم افندي رمضان وحضرة محمد افندي عبد الحميد الفرارجي وحضرة محمد اقتدی إسماعيل رمضان.

والملاحظ أن هذه القائمة لا تشمل كل عائلات مدينة رشيد التاريخية حيث لم يرد بها أسماء بعض العائلات مثل( الجارم والميقاتى والعنانى وسمك وغيرها) وذلك يدل على أن هذه المجموعة من الشخصيات قد أخذت على عاتقها زمام المبادرة لتشكيل تلك الجمعية وإصدار قانونها الخاص.

وبفحص مواد القانون الخاص بتلك الجمعية والذى تم المصادقة عليه فى سبتمبر 1928م  يتضح مدى الوعى والرغبة الحقيقية لدى أبناء المدينة من المثقفين والعائلات التاريخية للحفاظ على مكانة المدينة وتراثها كما يتضح مدى الرغبة القوية فى المشاركة المجتمعية وإعتبار كل أهالى مدينة رشيد هم أعضاء الجمعية العمومية للدفاع عن مصالح المدينة وهو من وجهة نظرنا تفكير سابق عصره يرتقى إلى العمل الإنسانىوالإجتماعى المنظم والمحترم.

وبفحص الأسماء الواردة فى قانون الجمعية وجدنا أن حضرة أحمد أفندى رئيس الجمعية كان عمدة قرية الجدية التابعة لمركز رشيد ورئيس محكمة رشيد الأهلية فى ذلك الوقت،ويتضح من خلال الإطلاع على المادة الأولى من قانون الجمعية الهدف من إنشائها حيث جاء ( تألفت في مدينة رشيد جمعية باسم ( جمعية الدفاع عنعالم مدينة رشید) غايتها الدفاع عن مصالح المدينة والسعيفي إزدياد عمرانها والعناية بجميع شؤونها الاجتماعية والعمل على ما يزيد مكانتها ويرفع شأنها).

 كما جاء بالمادة الثانية من قانون الجمعية  أنها لا تشتغل بالشئون السياسية أو الدينية وهو ما يؤكد الهدف النبيل والوطنى  من إنشائها وأنها تهدف فقط إلى النهوض بالمدينة العريقة والحفاظ على مكانتها ورفعة شأنها،وجاء فى المادة الثالثة من قانون الجمعية أيضا شكل الهيكل العام للجمعية وتكوينهاحيث جاء(تتألف الجمعية من أعضاء عاملين وأعضاء شرف فالأعضاء العاملون هم كل مصرى متمتع بالحقوق المدنية من أهالي مدينة رشيد أو أصحاب المصالح بها الذين يقبلون العمل بهذا القانونواعضاء الشرف هم الذين يقومون بخدمات جليلة لمدينةرشید وترى اللجنة الإدارية منحهم هذا اللقب).

 وبفحص هذه المادة يتضح الفكر المستنير لأعضاء الجمعية فلم يقتصر العضوية لأعضاء الجمعية العمومية على أهالى مدينة رشيد بل أضاف إليهم أصحاب المصالح بالمدينة الذين يقبلون العمل بهذا القانون وربما يقصد به جميع الوافدون للمدينة أو العاملون بها من خارجها...وكأنها رسالة من المدينة للعالم أن الإنتماء للمدينة والإنتساب لها لا يشترط أن يكون الشخص من مواليدها وإنما الشرط الوحيد هو حبها والعمل على رقيها ورعايتها ورفعة شأنها وهو الهدف الأساسي من إنشاء الجمعية كما جاء بالمادة الأولى من قانون الجمعية  وأكبر دليل على ذلك أن رئيس الجمعية جاء من قرية تابعة لمدينة رشيد وهو حضرة محمود أفندى هندى إبن قرية الجدية التابعة لمركز رشيد.