الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حقوق العباد .. هل يجوز الصيام عن صاحب الدين لإسقاطه يوم القيامة.. الإفتاء تجيب

حقوق العباد
حقوق العباد

حقوق العباد .. ذكرت دار الإفتاء أنه يجب على الإنسان إعادة الحقوق إلى أهلها، أو تنازلهم عنها، مؤكدةً أنه لا يكفي إهداء ثواب الصوم لصاحب الحق في أداء حقه.

اقرأ أيضًا: دعاء قضاء الدين

وأضافت دار الإفتاء في بيان لها، ردًا على سؤال: أخذت مالًا من شخص دون إذنه، وأريد أن أتوب، فهل يجزئ أن أصوم وأهب ثواب الصوم لصاحب المال، أم لا بد من الأداء؟ أن من المقرر شرعًا أن حـقوق العباد لا تسقط إلا بالأداء أو الإبـراء، مستشهدةً بأن رسول الله -صـلى الله عليه وسلم- قال: «عَلَى الْيَدِ مَا أَخَذَتْ حَتَّى تُؤَدِّيَهُ» رواه أبو داود.

وأوضحت أن من شروط التوبة من حقوق العباد أيضًا؛ الندم والإقلاع والعزم على عدم العودة إلى الذنب.

حكم من عليه دين لم يجد صاحبه
قال الدكتور محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إن الإنسان الذي اقترض مالًا ولم يستطع الوصول إلى صاحب هذا المال بسبب غيابه أو عدم معرفة مكانه وتعذر التواصل معه؛ ينبغي عليه الانتظار مدة عامين ومن ثم التصدق بهذا المال.

وأضاف شلبي، في فيديو بثته دار الإفتاء على "يوتيوب"، ردًا على سؤال: "اقترضت مبلغًا من شخص ما ولا أستطيع الوصول إليه لرد الدين فماذا أفعل؟"، أنه "ينبغي عليك البحث عنه والاجتهاد في ذلك"، مشيرًا إلى أنه في حال تعذر الوصول إليه، يتصدق بقيمة هذا الدين بنية أن المتصدق هو صاحب الدين.

حكم من عليه دين لم يجد صاحبه
كانت لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، قالت إن المُماطلة في سداد الدين مع القدرة على السداد حرام شرعًا.

واستشهدت لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، في إجابتها عن سؤال: «ما حكم المماطلة في سداد دين مع القدرة على سداده؟» عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أن رَسُول اللَّهِ ﷺ، قال: «مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ، وَإِذَا أُتْبِعُ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيٍّ فَلْيَتْبَعْ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَفِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ: «فَلْيَحْتَلْ»، ومعنى الحديث أن مماطلة القادر على سداد الدين إثم.

حكم من مات وعليه دين
قال الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، إنه يجب على كل من استدان أو أخذ قرضا لابد أن ينوى نية صحيحة ويعقد العزم على أن يسد هذا الدين ما دام يستطيع، مشيرًا إلى أن من مات وعليه دين؛ يجب على ورثته أن يقضوا هذا الدين عنه لأن هذا الدين هو فى رقبة هذا المدين الذى مات.

وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم بيًن أن الميت مرهون بدينه ولم يصل النبي صلى الله عليه وسلم على رجل عليه دين عندما سأل عليه دين قالوا ديناران فقال صلوا أنتم عليه، وفى حديث آخر (نفس المؤمن مُعلَّقة بدَيْنِه حتى يُقْضَى عنه).

وأشار الى أن من مات وعليه دين ولم يستطع أن يقضيه ولم يكن له أحد يقضي هذا الدين وكان ينوى فى حال حياته أنه سيقضي هذا الدين فإن الله عز وجل بفضله يتحمل عنه هذا الدين.

حكم من مات وعليه دين ولا يعلم الورثة أصحاب الدين
من جانبه قال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه يجب على الورثة المسارعة إلى قضاء ديون ميتهم مما ترك من المال، إن كان ترك مالًا.

وأضاف «ممدوح» في فتوى له، ردًا على سؤال: «إذا توفي شخص مدين ولا نعلم الدائن هل يجوز إخراج صدقة بنية سداد الدين؟»، أنه في هذه الحالة يجوز إخراج صدقة بنية سداد الدين.

وأوضح: أنه إذا مات المسلم وعليه ديون وترك أموالًا فأول عمل يقوم به ورثته هو تجهيزه وتكفينه والصلاة عليه ودفنه، ومن ثمَ تسديد ديونه، وبعد ذلك إنفاذ وصيته إن كان قد أوصى، وبعد ذلك يوزع باقي المال على الورثة، وينبغي أن يعلم أن نَفْسَ المؤمن إذا مات تكون معلقةً بدينه حتى يقضى عنه، كما ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ» رواه الترمذي (1078).

حكم الصلاة على المتوفى المديون
قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إن من مات وعليه دين يُصلى عليه، مشيرا إلى أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان لا يصلي على من عليه دين حتى يضمنه أحد.

وأضاف "عاشور"، في إجابته عن سؤال «هل يجوز الصلاة على شخص متوفى وعليه دين؟»، أن الميت مرهون بدينه كما قال صلى الله عليه وسلم، بمعنى أن روحه تظل معلقة بالدين لأن الدين من حقوق العباد.

وأشار إلى أنه يجب ننوي أن نقضي هذا الدين، فإذا مات الإنسان وعليه دين فعلى أوليائه أن يسددوا هذا الدين، أما إذا كان أولياؤه لا يستطيعون أن يسددوا ما عليه فيقضي الله عنه دينه كما قال صلى الله عليه وسلم.