الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زياد السويفى يكتب : الصراع للأقوى‎

صدى البلد


دائما تنظر وتهتم القوى العالمية والدول الكبرى للشرق الأوسط لتنفيذ مصالحها ومخططاتها ومستقبل اتفاقياتها بتركيزها على تركيا كحليف وقوة عسكرية وتاريخية خاصة في اللحظات التي تمر بها الدول العربية بمعاناة وتوتر وأزمات ويكون من دواعي سرور تركيا خلق ونشر التوتر والنزاعات في المنطقة حتى يفتح لها الساحة المباشرة للتعامل مع تلك القوى والحفاظ على مكانتها في أعينهم لتطلع على مخططات وأسرار وأجندات تلك القوى فتحصل على رغباتها وقوتها وتخدم مصالحها بأنانية بعيدا عن هلاك ودمار باقي الدول بالمنطقة.
وفي السنوات الأخيرة بدأت مصر في تطوير نفسها عسكريا ولوجستيا حتى أصبحت أقوى دولة بالشرق الأوسط لا يستهان بقراراتها أو موقفها مما أجبرت العالم على احترام رأيها وأخذها في عين الاعتبار بالمقام الأول في أهدافهم ، وهو الأمر الذي أثار قلق ورعب الدولة التركية مما جعلها تستخدم كل أساليب الخداع والتحريض ضد مصر وتبرز مخاطر قوة الدولة المصرية على المنطقة بخرافات وهمية لإضعافها وزرع الفتنة والكراهية بين الدول تجاه مصر، فتطوير القوات المسلحة المصرية والبنية التحتية والمشروعات القومية والإصلاح الاقتصادي الذي يدفع ثمنها كل مواطن مصري بكل صبر أحدثت ضجة وتسببت بفزع للكثير من الدول الكبرى والقوى العالمية ، واستغلت تركيا ذلك بالتحريض وممارسة الحرب النفسية ضد مصر لتحجيمها ومنعها من بناء مستقبل قوي للأجيال القادمة وفرض سيطرتها على الشرق الأوسط وتجاهل دورها.
فنظرة العالم لمصر في الوقت الحالي اختلفت كثيرا عن السنوات السابقة فبدأت تعقد الاتفاقيات والبروتوكولات وتهتم برأي ودور مصر في كل أمورها المتعلقة بالشرق الأوسط وكذلك القضايا الإقليمية وهذا الأمر جعل تركيا في المرتبة الثانية في عيون العالم والقوى الكبرى ، كما أن القيادة المصرية تتمتع بدور المشاركة الدولية في تلك الأمور مع نظيراتها بدول المنطقة وأخذ رأيهم ووضع مصالح أوطانهم في الصورة والعمل بشكل جماعي لضمان حقوق كافة الشعوب بدول الشرق الأوسط ، وهذا الجانب كانت تتعمد الدولة التركية تجاهله وإبعاد مشاركة دول المنطقة من وضع قرارهم ورأيهم في الموضوعات التي تتعلق بالشرق الأوسط فكانت تنظر لمصالحها ومطامعها بأنانية حتى كانت تتعدى على الكثير من أمور الدين وأحكامه نظير تنفيذ مطامعها ورغباتها مما نتج عنه دمار وثورات الربيع العربي وتشكيل جماعات إرهابية ومرتزقة من أجناس ودول لا تعرف عن الإسلام شيئا باسم الدين لخدمة مصالحها ومصالح القوى العالمية وهي المستفيدة في كل الصراعات حتى أهلكت بعض الدول تماما بالمنطقة.
فالصراع من منظور بسيط بين مصر وتركيا ليس على الشرعية أو نظام جماعة الإخوان الإرهابية ولكن مصالح قوتها ورغباتها الأنانية في المنطقة ، فهي تريد أن تكون الأوحد وتفرض سيطرتها وتتم كل أمور الشرق الأوسط من خلالها بالاعتماد عليها فتحصل على ما تريد وما يتبقى من رغباتها تقدمه لباقي دول المنطقة ، مثلها كمثل السلطان الطاغي الذي ينتهك كل الحقوق ويتعدى على كل الحرمات ويباشر كل أنواع الظلم من أجل تحقيق رغباته ومطامعه بشكل عدواني وشرس.
فصداقة مصر القوية مع الدول العربية والأفريقية ودول الشرق الأوسط وفرض رأيها وقراراتها وسيطرتها بصورة المشاركة والحب والأخوة جمعت كثيرا من الخيرات بين شعوب المنطقة وأثرت بالسلب على دور الدولة التركية ومصالحها وردع مطامعها وأنانيتها.. فتركيا ليس هدفها نشر الدين وأحكامه والحفاظ على الهوية الإسلامية ونشر السلام والمحبة بين الشعوب وتحقيق الديمقراطية كما توهم العالم برسم الوجه الحسن والكلمات الطيبة التي نسمعها من قائد متهور سافك للدماء عديم الرحمة يسعى لتحقيق رغباته والحصول على أهدافه بأي وسيلة ومهما تكلف ذلك من دمار ومتاجرة باسم الدين وهلاك شعوب وسفك دماء بل صراعها لتظل الأقوى وخدمة مصالحها وإشباع رغباتها.
فهنيئا لمصرنا الحبيبة فرض نفسها بالمكانة الأولى بالشرق الأوسط ومحبة شعوب أمتنا العربية والإسلامية وصداقة دول الشرق الأوسط.