الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمين الفقي يكتب : ثقافة الاعتذار والتسامح‎

صدى البلد


ثقافة الاعتذار والتسامح لا يقوى عليها إلا كبير المقام والهمة والخصال الطيبة وهي دليل قوة والكبار يرون في الاعتذار مصدراً لزيادة الثقة بينهم وبين مخاطبيهم ومجالا خصباً لبناء علاقات اجتماعية قوية لا تتأثر بالنوازل أو الخلافات ولأن الاعتذار يحتاج من صاحبه إلى قوة نفسية هائلة تدفعه للمبادرة به وهو ما لا يتوفر إلا للكبار الذين كبحوا جماح أنفسهم فسلس لهم قيادتها.
ولأن الكبار هم الذين يراعون مشاعر الآخرين ولا يجرحونها فلا يتعدون على حقوقهم أو يدوسون على كرامتهم لذا فإنهم متى بدر منهم ذلك يسارعون للاعتذار وتصحيح الخطأ وهذا أيضا لا يكون إلا من أخلاق الكبار فالاعتذار يحتاج إلى قوة محركة تجبر النفس على النزول إلى الحق ومحاسبة ذاتها وهذا لا يكون إلا عند من ملك صفة الشجاعة فإذا كنت من الذين ييجبرون الإساءة بالاعتذار فاعلم أنك شجاع.
إن أشد المكابرين الرافضين للاعتذارهم من الذين يصنفون أنفسهم كطبقة مثالية لا تخطئ وإن أخطئت فهي سامية لا تعتذر لمن هم دونها مرتبة وفي هذا شيء من صفات الشيطان ألا وهو الكِبَر والسبب الرئيسي لسياسة التبرير التي ينتهجها البعض هي المبالغة الشديدة في احترام الذات وتقديسها للدرجة التي توصله إلى المكابرة وعدم الاعتراف بخطئه ظناً منه أنه باعترافه بخطئه يُهين نفسه ويقلل من مكانتها فيلجأ للحيل الدفاعية التي يحاول من خلالها إبعاد النقص عن نفسه.
الاعتذار هو العطر الفواح الجميل الذي يحول أكثر اللحظات حماقة الى هدية مقبولة تحظى بالقبول والتقليد لاحقا.