الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمسكت السلاح و علمت الطلاب .. حكاية أول بورسعيدية مع ضرب النار والبراشوت

أمسكت السلاح بيد
أمسكت السلاح بيد وعلمت طلابها باليد الآخري

تظل فتيات وسيدات بورسعيد من الأجيال السابقة سواء الأجداد أو الأمهات ممن عاصروا التصدى لعدوان 1956 و حرب 67 و حرب الاستنزاف و معركة العبور العظيم 1973 م على مدار العصور رمز من رموز الوطنية المصرية التى كاتفت الرجال جنبا إلى جنب للتأكيد على أنه لا فرق بين مرأة ورجل فى الذود و الدفاع عن ارض الوطن .

فظلت نون النسوة البورسعيدية لها بصمة في كل شئ ، حتى في المعارك الحربية ، و بمناسبة ذكرى صمود المقاومة الشعبية ببورسعيد أمام العدوان الثلاثي على مصر ، سنحكي قصة بطلة وضعت يدها بيد الرجال مثل كثيرات من نساء المدينة الباسلة، عندما قاوموا العدو بـ - غطيان الحلل و الزيت المغلي و أيادى الهون المعدن - .

كانت عصمت إسماعيل خفاجي " أول فتاة تهبط بالباراشوت كدليل للكتيبة و حاملة للعلم ، و علمت أهالي الحى كيفية حمل السلاح و إطلاق النيران .

بدأت القصة عام 1953 عندما كانت عصمت خفاجى فتاة ذات 13 عاما فتطوعت في الهلال الأحمر لتتعلم الإسعافات الأولية ، و من ثم انضمت لأول كتيبة نسائية كونها الحرس الوطني .

وشاركت في أول أسبوع بجمع التبرعات لشراء الأسلحة و ذلك بحمل صندوق التبرعات و التجول في المحافظة على المصالح الحكومية و حتى خارج نطاق بورسعيد كما كان الحال مع مواطنتها السيدة زينب الكفراوى .

كانت عملية التدريب العسكري لكتيبة الفتيات تتم في الإستاد على يد صول و صاغ ، و كانوا يدربونهم على حمل السلاح و رمي الطلقات ، و قامت "عصمت" بالهبوط بالباراشوت ، لتستفيد من ذلك التدريب فيما بعد و تتصدى لأول هجمات العدوان الثلاثي على بورسعيد عام 1956.

كانت المرأة الأولى التي تقوم بتدريب أهل الحي على كيفية حمل السلاح ، و كذلك تضميد جروح المصابين ، و فتحت بيت والدها لاستقبال القادمين من شارعي "عبادي"و "عباس" من الذين احترقت منازلهم جراء عمليات القذف .

ساهمت عصمت خفاجى في صناعة الخبز لرجال المقاومة وأهالي الحى الذى تسكن به وقتها بعد أن توقفت المخابز ، فقاموا بعجن الدقيق بدون خميرة ، و خبزوا على " وابور الجاز "، لينتجوا ما يسدون به الرمق ليس أكثر ، فكان الهدف الأهم التصدي للعدو .

شاركت عصمت خفاجي اهالى منطقتها فى قتل جندى يدعى" جون" كان يقتنص المارة و المطلين من الشرفات و يسير فى شارع " التجارى " لممارسة إجرامه ، فغلى الدم فى عروق شباب الحى و قرروا و هى معهم التخلص منه ، و بالفعل خططوا لذلك و نجحوا فى قتله كما قتل بغطرسته الكثير من الأبرياء الذين كان الاهالى يحملون جثثهم يوميًا إلى المدافن " .

عقب نجاح المقاومة في طرد العدوان من مدينتهم ، كانت "عصمت" أول المتطوعين لخدمة العائدين من التهجير الذى لم يكُن لديهم مسكن ، فكانت تساعدهم هى و زملائها و يستقبلوهم عن طريق محطة القطار و يقوموا بتسكينهم في معسكر الجولف ، و تساعد فى توفير مسكن مؤقت لهم .

واصلت عصمت خفاجى دورها عقب انتهاء العدوان و الحرب كمربية للأجيال ومعلمة لأبناء الباسلة وتدرجت فى المناصب القيادية التعليمية حتى تقلدت منصب مدير ادارة مدرسة القناة الابتدائية بحى الشرق فى محافظة بورسعيد.