الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اكتشفوا السر.. قصة عجيبة للرؤوس المدببة لفراعنة عاصمة إله الشمس

إحدى الجثتين برأس
إحدى الجثتين برأس مدببة

عشرات الجداريات للمصريين القدماء بدا فيها شيئا غريبا وهو أن حجم الرأس مختلف عن المعتاد، فعادة ما يتم رسمه بشكل مخروطي أو مدبب لأعلى، الأمر لم يقتصر على الرسومات فقط فبعض جثث الفراعنة أيضا تميزت برأسها المرتفع لأعلى، الكثير من التساؤلات المتعلقة بسر المخروط الذي يعلو رأسهم أثارت جدلا علميا لفترة طويلة، والذي تم كشفه كاملا من خلال دراسة كاملة متعلقة بهذا الأمر ونشرت الدراسة كاملة في ورقة بحثية بجامعة كامبريدج.

- الزمن:

تعود الصور المنقوشة على الجداريات المصرية القديمة لأشخاص برؤوس مدببة، وكذلك الجثث المحنطة في التوابيت، والصور الجنائزية والمنحوتات في الفترة ما بين عام 3570 قبل الميلاد حتى عام 2000 قبل الميلاد.

- تل العمارنة:

وفرت مقابر مدينة أخيتاتن المعروفة باسم «تل العمارنة» الحفريات والجثث المحنطة التي وفرت للعلماء دراستها لمعرفة تكوين الرؤوس المدببة والهدف منها، حيث تعد أو مقابر توفر مثال مادي على الرؤوس المدببة، والتي يعود عمرها إلى نحو 3300 سنة.

- جثتي العمارنة:
استعان الباحثون ولأول مرة بجثتين من مقابر «تل العمارنة» لتحليها طيفيا وبيولوجيا لمعرفة طبيعة المخاريط فوق رؤوسهم، حيث ستساعد النتائج في حل العديد من النظريات المتعلقة بالرؤوس المدببة ووظيفتها حينها.

يرجع الهيكلان العظميان اللذان عثر عليهما وهما يرتديان المخاريط في «أخيتاتن» إلى سيدة كان عمرها 29 عاما، وشخص آخر لم يتم تحديد جنسه ويتراوح عمره ما بين 15 و 20 عامًا، وكان جثمان المرأة الذي تم التنقيب عنه في عام 2010 في حالة جيدة حتى أن شعرها ما زال كما هو ولكنه متشابك مع الرأس المخروطي.

- اكتشاف السر:

الكثير من التخمينات متعلقة بالرؤوس المدببة، كأنها أجهزة إرسال، أو كانوا يضربو الرأس حتى تصبح مدببة، أو أنها أطباق لوضع البخور وغيرها من التخمينات، وبعد تحليل الرأسين مخرويين اتضح أن مكوناتها الأساسية هي شمع بيولوجي، وليس دهونا تابعة رأس أو مكان لوضع البخور كما خمن البعض.

كتب الباحثون عما توصلوا إليه بأن هذه الأقماع المخروطية فوق رؤوس الجثث المحنطة بمقابر العمارنة، والمكونة من الشمع كانت توضع فوق رؤوس الموتى في مصر القديمة وكان وضعها يقتصر على الطبقة العليا فقط.

ولكن الجثمانان يعودا إلى اثين من العمال مما يعني أنهم اعتادوا تقليد النبلاء وأفراد الطبقة العليا في طقوسهم.

- نظريات الرؤوس المدببة:

يشير العلماء إلى أن هذه الأقماع التي توضع فوق الرأس كانت رموزا تهدف إلى نشر فكرة ولادة الميت والخصوبة في الحياة الآخرة، فيما تشير بعض النظريات إلى أن ارتداء هذه المخاريط لم يكن بعد الوفاة فقط، بل كانوا يرتدونها أيضا خلال أداء بعض الطقوس الدينية، أو خلال المناسبات الهامة، فاتضح أنها كانت قبعات حقيقية بهذا الشكل الخروطي.

ومن ضمن الفرضيات أيضا أن هذه المخاريط كانت رمزية، كالهالات التي تظهر حول رؤوس القديسين الغربييين، وهناك فرضية أخرى اعتبرت أن الأقماع عبارة عن كتل صلبة من الرائحة غير المعطرة، أو مملوءة بالدهون المعطرة، والتي من شأنها أن تذوب وتتسرب إلى الخارج من المخروط لتعطي رائحة شعر مرتديها وجسمه أثناء ممارسة الطقوس. ومع ذلك ، لم يجد التحليل الدقيق للأقماع أي آثار للدهون أو العطور، ولم يكن هناك أي أشياء ذائبة في شعر مرتديها.

- الرأس المدببة فنيا:
ووفقا لتحليل الفنون بالمدينة الأثرية فإن مخروط الرأس يميز الشخص بمظهرا غير عاديا، غالبا كانت توضع القبعات المخروطية فوق رؤوس الجميع خلال المشاركة في الطقوس الجنائزية.

- الهدف منها:
اتضح أن فكرة القبعات المدببة متعلقة أيضا بتصوير الأشخاص الذين يصطادون في الحياة الآخرة، والذين يعزفون الموسيقى، ويبدو أن هذا الغطاء المخصص للرأس كان مرتبط أيضا بشكل خاص بلحظات الولادة والخصوبة والشفاء من الأمراض.

- مدينة أخيتاتن:
أما هذه المدينة المعروفة حاليا باسم «تل العمارنة» فقد أسسها الفرعون إخناتون الذي اشتهر بممارساته الدينية، وأقام عبادة خاصة به واعتبر نفسه إله الشمس، وأسس «أخيتاتن» عاصمة له في حوالي عام 1346 قبل الميلاد، لكن محاولته توجيه مصر إلى ديانة جديدة لم تكن شعبية حتى تم التخلي عن هذه المدينة وعدم اعتبارها العاصمة.