الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سبب تأخير الزواج وارتكاب المحرمات.. ظاهرة بُلي بها كثير من المسلمين

سبب تأخير الزواج
سبب تأخير الزواج

قال الشيخ الدكتور فيصل غزاوي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن من الظواهر الخطيرة التي بُـلي بها كثير من المسلمين، وارتكب بسببها العديدُ من المخالفات والمنهيات، التي تعطل المرء عن العمل الجاد وموافقة الحق، ظاهرة الالتفات لما يقول الناس والخوفِ من كلامهم.

وأضاف «غزاوي» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة: وتقليدهم في عاداتهم الباطلة وأهوائهم، حتى أصبح بعضهم يخاف من كلام الخلق أكثر مما يخاف من الخالق تعالى، ويتقي كلامهم أكثر مما يتقي النار عياذا بالله، قائلًا: إنك عندما تتأمل في حال كثير من الناس ممن تركوا اتباع الهدى وسلكوا سبيل الردى ونظرت في سبب ارتكابهم لكثير من المنهيات الشرعية كالإسراف والتبذير.

وتابع: وعدم تحري الحلال في كسب الأموال ورد الأكفاء من الخاطبين وتأخير الزَّواج ، وغلاء المهور وتعاطي بعض المحرمات من المأكولات والمشروبات وإضاعة الأوقات في اللغو واللهو وارتياد أماكن الفحش والمنكرات والثرثرة في المجالس والمنتديات تجدهم يقعون في هذه الأفعال وغيرها، التفاتًا لأقوال الناس وإرضاء لمبتغاهم مع أن الشرع يرفضها ولا يقرها، ولا ينقضي عجبك عندما تراهم لا يكتفون بارتكاب المحظورات بل يذمون من لا يتابعهم عليها ويقلدهم، ويعيبون على من لا يقتدي بهم ويوافقهم، وكأن هذا المخالف لهم ترك شيئا من أصول الدين أو أهمل واجبا من واجبات الشرع القويم .

وأشار إلى أن مغزى النهي عن الالتفات في قوله تعالى: «فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ »، فالجواب كما ذكر بعض العلماء أن هذا توجيه من الله تعالى لنبيه لوط عليه السلام لمّا أمره أن يسري بأهله، فنهاهم عن الالتفات لئلا ينقطعوا عن السير المطلوب منهم، وليبادروا بالخروج من القرية، وأن يكون همُّهم النجاةَ أن يصيبهم ما أصاب قوم السَوء الفاسقين .

وبين أن قوله تعالى «فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ » تضمن قاعدة قرآنية عظيمة نفيسة جديرة بالتأمل ، نجد ذلك في النهي والأمر(ولا يلتفت) (وامضوا) فهي دعوة لأن يطويَ المرء صفحات الماضي المؤلم الذي لا يذكر: من طي المشاهد وطي الأشخاص وطي اللحظات وطي المراحل، وطي الآلام والمكابدة والأحزان إن كثرة الالتفات معيقة ، وإن إمضاء الخطى على الطي معينة .

وأفاد أن النهي عن الالتفات في قوله تعالى (ولا يلتفت منكم أحد) جاء متوافقا مع قصة خليل الله إبراهيم عليه السلام عندما جاء مكة والشاهد فيها: ثم قفَّى إبراهيم منطلقًا بعد أن وضع هاجرَ وإسماعيلَ حيث أمره الله، فتبعته أم إسماعيل فقالت: "يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء"، فقالت له ذلك مرارًا، وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: "آلله الذي أمرك بهذا؟"، قال: "نعم"، قالت: "إذًا لا يضيعنا، ثم رجعت والتوافق في قوله: وجعل لا يلتفت إليها... بل جعل وجهه حيث أُمر فلم يلتفت عن قصده حسًا ولا معنى.

ونبه إلى أن عدم الالتفات يعد علاجًا للوساوس الشيطانية لمن ابتلي بها عدم الالتفات لهذه الخواطر والهواجس، وعدم الاكتراث بها والاسترسال معها بل يكف عن ذلك؛ لأن الإنسان إذا أعطاها اهتمامًا والتفت إليها زادت واستحكمت، وتمكن منه الشيطان.