الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أنا كوريا البلوكامين واللى يقلدنى يروح فى حديد.. تعرف على أشهر مسحراتي في بورسعيد

 كوريا البلوكامين
كوريا البلوكامين

الكثيرون من سكان محافظة بورسعيد من الأجيال القديمة يعرفون جيدا كوريا البلوكامين وعلى الرغم من أنه مازال على قيد الحياة حتى يومنا هذا إلا أن الكثير من الجيل الجديد لا يعرفه .

عرف البورسعيدية من الأجيال القديمة كوريا البلوكامين مسحراتي الباسلة في رمضان وبائع حلوي طوال العام ولكن كان له طابع مميز ولبس مميز واغاني مميزة عن اي بائع حلوى أو مسحراتي أخر.

كان كوريا البلوكامين أشهر شخصية فى بورسعيد، يعرفه الكبار والصغار، يمشون خلفه وهم يصفقون له ويتبادلون النكات والقفشات معه بلا ضوابط أو حدود، فى شوارع وحارات المدينة الباسلة.

اتخذ كوريا البلوكامين لنفسه زى ميزه به الكثيرين فحرص كوريا على ارتداء البرنيطة والملابس زاهية الألوان والجينز والحزام العريض حول وسطه النحيل وقميصًا لامعا أما الحذاء فحدث ولا حرج فهو أشبه بأحذية رعاة البقر في أفلام ” الويست ” ويضع وردة خلف أذنه يشمها كل حين .

وكان كوريا يضع على كتفه الطبلة فيتحول ليل المدينة إلى نهار، يصحو النائم ويلتف حوله الأطفال يستمعون إليه والابتسامة تعلو وجوههم، وهو يتعالى صوته أنا كوريا البلوكامين واللى يقلدنى يروح فى حديد، اصحى ووحد بالله اصحى ووحد الله، الحاج محمد الله يزيده كرم مشاهد الكعبة وباب الحرم، وأنت عارف يا حاج محمد اللى بيسحرك مين؟ كوريا البلوكامين .

هكذا كان كوريا يمارس مهنته خلال شهر رمضان مسحراتى لا يشق له غبار،فكانت بورسعيد قديما لا تتذوقون طعم شهر رمضان دون كوريا البلوكامين يمر على المنازل بطبلته الشهيرة وصيحته اصحى.. يا نايم.

عرف اهالى الباسلة كوريا رجل لا يؤذى أحدا ولا يزايد على أحد، إنسان مصرى بسيط يعتز بنفسه ويحرص على صون كرامته وإن كان طعامه عيش وملح ينتهى شهر رمضان ويحصل على مقابل جهده طيلة الشهر، ويجلس على المقهى بشارع الحميدى والأزهار عدة أيام للاستجمام بعد انتهاء شهر رمضان.

ومن الشهر الى الشهر كان كوريا يعكف على بيع الحلاوة وخد الجميل فى عربة يد يحرص أن تكون فى أجمل صورها حيث الزهور والألوان وجهاز الكاسيت يذيع عبره أغانى أم كلثوم معشوقته الدائمة

والغريب ان كوريا البلوكامين اعتاد عقب انتهاء كل يوم يذهب إلى مخبئه تحت السلم فى إحدى العمارات بشارع الأزهار والحميدى ليستريح ويرتدى ملابسه المزركشة ويتوجه إلى مقهاه المفضل الحمامصى لشرب الشاى والشيشة، ويجلس صامتا لا يريد أن يتحدث مع أحد، ويرفض أن يتقول على أحد، فقد أدى ما عليه ولم يمد يديه لأحد أو يتنازل مقابل أن يعيش، يبدو كوريا البلوكامين شامخا رغم بساطته كبيرا رغم تواضعه وقلة صلته، يعتز بأنه لم يمد يديه لأحد ليحصل على ما لا يستحق، فهو يريد طبق الفول المدمس يغرس فيه لقمة الخبز، من عرق جبينه، دون أن يعايره أحد أو يدعى أنه صاحب فضل عليه، هكذا ومازال عاش كوريا البلوكامين مرفوع الرأس، لا ينتظر شهادات حسن سير وسلوك من الفاشلين الذين يكرهون أنفسهم قبل كراهية الآخرين.

هذا وقد كان كوريا فنان تلقائي يمسك بقطعة الحلوي التي صبغها بألوانه فيصنع منها في مهارة لا يجاريه فيها أحد ديكًا أو عصفورًا أو دجاجة ـ حسب الطلب ودون تعب أو عناء ـ للأطفال مقابل قروش زهيدة ويغني ويقول حلاوة نيفا وتعالى دوق حمام ويامام . عصافير وسمان انا بتاع الحلاوة الشامى.

يقال أنه شارك في حرب اليمن سنة 62 وأنه كان غني جدا وبيصرف الفلوس ببزخ ويلف البلد زمان بحنطور ابيض ويلبس افخم الملابس