الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السنجق ..فنان بورسعيد الكروى بدأ حياته بلعب الطظة وتمنى المايسترو ضمه للقلعة الحمراء

السنجق
السنجق

تظل محافظة بورسعيد زاخرة بالنجوم فى كافة البطولات كما كانت زاخرة بالرجال والنساء الوطنيين المدافعين عن أمن وأمان الوطن ممن قدموا ارواحهم ودمائهم للذود عن ترابه .

ومثلما كانت لبورسعيد بصمات من خلال ابنائها في الفن كان لها أيضا بصمات فى عالم الرياضة ومن بينها عالم الساحرة المستديرة.

بقي أن نعرف أن النجم محمد محمد عبودة أطلق عليه السنجق وهي كلمة تركية كانت تطلق على قائد السرية او قائد الكتيبة فى الجيش العثمانى فى القرن التاسع عشر.

ويقول السنجق ان سبب تسميته بهذا الاسم يعود إلى أنه كان يقود اللاعبين الصغار في الملعب اى الكابتن حينما كان يلعب الطظة فى الشوارع وهى الكرة الكاوتش كما يسميها أهل مدينة بورسعيد كما ان شكله ولون بشرته الابيض في الاحمر يشبة الاتراك فاطلقوا عليه السنجق.

ويأتى محمد محمد عبودة الشهير بالسنجق واحدا من النجوم الذين تركوا بصمة مع النادى المصري البورسعيدى حيث تألق مع الجيل الذهبى فى بورسعيد وكون ثنائيا شهيرا مع نجم المصرى ومنتخب مصر مسعد نور صاحب الأهداف القاتلة .

ولد محمد محمد عبودة فى الخامس عشر من مارس عام 1947 وبدأ مشواره مع الساحرة المستديرة فى ارض عبدالرحمن لطفى باشا بمدينة بورسعيد حيث كان يلعب مع الصغار لعبة الطظة وهى الكرة الكاوتش كما يسميها أهل مدينة بورسعيد ؟.

تميز السنجق بالمهارة الفنية العالية واكتشفت الكابتن على عمر مدرب الاسماعيلى القديم الذي سبق واكتشف رضا وشحتة نجمى الاسماعيلى فضمه على وجه السرعة الى نادى بورفؤاد بعد ان اعجب بأدائه وكان ذلك عام 1960 يتألق فى صفوف الناشئين بعدها شاهده الكابتن عادل الجزار والكابتن جابر مرسى وأشاد بمستواه العالي وكانا سببا في انتقاله الى النادى المصرى وفى عام 1966.

انضم السنجق إلى صفوف منتخب مصر للناشئين والذي كان يضم فاروق السيد ومحسن صالح وعزالدين يعقوب وكان يشرف على تدريبة المجرى سابو ومعه الكابتن عبده صالح الوحش والكابتن طة الطوخى

عندما بدأ السنجق يعرف طريق النجومية وقعت حرب 1967 فتوقفت كرة القدم فى مصر حتى عادت عام 1970 وخلال تلك الفترة كان يسافر مع النادى الاسماعيلى الى البلدان العربية لخوض بعض اللقاءات الودية التى كان يخصص دخلها لصالح المجهود الحربى .

ظل السنجق يتدرب مع الدراويش أثناء فترة التهجير فى نادى الجزيرة بالقاهرة وحاول الراحل عثمان أحمد عثمان رئيس النادى الاسماعيلى فى ذلك الوقت ضمه إلى صفوف الفريق لكى يتمكن من المشاركة مع الدراويش فى بطولة الاندية الافريقية التى فاز بها الاسماعيلى عام 1969 لكن محمد لهيطة رئيس النادى المصرى فى تلك الايام رفض انتقالة حتى لا تثور جماهير بورسعيد

وبعد عودة الكرة عام 1970 انطلقت مباريات الدوري العام وكأس مصر كان النادى المصرى يمتلك فريقا قويا لمجموعة من اللاعبين المتميزين كان على رأسهم السنجق ومعه النجوم مسعد نورو سمير التفاهنى ومحمد شاهين وصابر حسين وسمير الغزناوى و السيد عبداللاة ونظمى وغيرهم ففى موسم 1972 / 1973 لبطولة الدورى العام ادى فريق المصرى مباريات قوية ابرزها التعادل مع نادى الزمالك بهدفين لكل منهما فى الاسبوع الرابع عاشر وجاء الفريق فى المركز العاشروفى هذا الموسم سجل السنجق هدفان الاول كان فى مباراة المحلة فى الاسبوع الرابع وجاء من ضربة ركنية سكنت مباشرة شباك فؤاد بخيت حارس مرمى المحلة ولكن المصرى خسر اللقاء بثلاثة اهداف لهدف اما الهدف الثانى فكان هدف فوز فريقة على البلاستيك فى الاسبوع الخامس

وفى نفس الموسم قاد السنجق النادى المصرى للوصول الى الدور قبل النهائي لبطولة كاس مصر ليلتقى مع النادى الاهلى فى استاد القاهرة ولعب النادى المصرى مباراة كبيرة الا ان المباراة انتهت بفوز الشياطين الحمر بثلاثة اهداف مقابل هدفين احرزهما السنجق

وشهد موسم 1974 / 1975 لمسابقة الدورى العام تالق فريق المصرى البورسعيدى حيث حل فى المركز السادس وسجل السنجق فى هذا الموسم اربعة اهداف فى مرمى كل من البلاستيك و الشرقية و الطيران والاوليمبي واستطاع ان يقود فريقة لتحقيق نتائج طيبة ابرزها الفوزعلى نادى غزل المحلة بجيلة الذهبى عمرعبدالله وعماشة وابراهيم الخليل وحنفى هليل والسياجى ومحرز وغيرهم من النجوم المعرفين بثلاثة اهداف مقابل هدفين .

كما فجر ابناء بورسعيد مفاجاة من العيار الثقيل بالفوز على النادى الاهلى فى استاد بورسعيد بهدف للنجم الكبير مسعد نورجاء من تمريرة حريرية رائعة من السنجق ليسكنها الكاستن شباك ثابت البطل حارس مرمى الاهلى فقد كان السنجق يلعب كصانع العاب حيث تميز بالرؤية الواضحة للملعب وكان مسعد نور يفهمة جيدا وكان يتواجد فى المكان والوقت المناسب ويتلقى تمريرات السنجق ليحولها الى اهداف .

لفت السنجق اليه الانظار بشدة حتى ان الراحل صالح سليم اعتبرة فى منتصف السبعينيات افضل صانع العاب فى مصر وحاول المايسترو ضمة الى النادى الاهلى بناء على طلب من هيديكوتى المدير الفنى للاهلى مقابل عشرة الاف جنية لكن ادارة النادى المصرى رفضة الاستغناء عنه

ورغم تالق السنجق بشهادة الجميع الا انة لم يلعب سوى مباراة دولية واحدة مع منتخب مصر الاول وكانت امام المنتخب السعودى فى ملعب نادى الزمالك ويومها فازت مصر بسبعة اهداف نظيفة رغم ان السنجق كان عضوا دائما فى منتخب مصر فى الفترة من 1970 حتى 1973 وكان معه عمالقة جيل السبعينيات فى هذا الوقت محمود الخطيب و حسن شحاتة وطة بصرى وعلى ابو جريشة وشحتة الاسكندرانى وهانى مصطفى وفاروق جعفر

ظل السنجق يتالق مع النادى المصري حتى عام 1979 عندما تولى المجرى بوشكاش تدريب الفريق البورسعيدى الذى سافر الى سويسرا لقضاء فترة الاعداد للموسم الجديد فتحدث معه بوشكاش بانة لاعب مفيد جدا للفريق لكن لياقتة البدنية لن تساعدة فى اداء الدور المحورى مع النادى المصري لهذا لابد من اداءة تدريبات لياقة بدنية منفردا لمدة ست ساعات يوميا وهنا شعر السنجق بانة سيكون خارج حسابات بوشكاش وانة سيجلس احتياطيا .

فور عودة السنجق الى بورسعيد اعلن اعتزالة احتراما لتاريخة وحفاظا على صورته المسومة فى قلوب ابناء جماهير بورسعيد

وبعد اعتزاله اللعب عمل فى التجارة اثناء فترة الرواج والمنطقة الحرة فى بورسعيد فكان يمتلك كشك صغير لبيع الملابس الجاهزة وبعد ازلة الكشك من قبل الادارة المحلية فى بورسعيد عمل كشافا للمواهب الصغيرة فى النادى المصري مقابل مبلغ زهيد جدا

وفى مايو 2011 اصيب السنجق بأزمة قلبية حادة نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقى العلاج لكن معاناة اللاعب الكبير لم تستمر طويلًا حيث رحل عن عالمنا فى الأول من يوليو من نفس العام ليلتحق أيضا برفيق دربه مسعد نور والذي رحل قبله ب50 يوما فقط.