الصفقة الأوربية الخضراء.. إياتا توضح خطة التحول في قطاع الطيران إلى الوقود المستدام

دعا الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا"، الاتحاد الأوروبي، إلى دعم التحول في قطاع طاقة الطيران، إلى استخدام وقود الطيران المستدام (SAF)، بما ينسجم مع الصفقة الخضراء الخاصة بالتكتل.

وقال أليكساندر دو جونياك المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي، خلال مشاركته في "منتدى الابتكار المستدام" الذي يعقد على هامش الدورة الخامسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب 25) في العاصمة الإسبانية مدريد، : "يعلق الطيران آمالًا كبيرة على الاتفاقية الخضراء الخاصة بالمفوضية الأوروبية، ونحن نرغب بمشاركة أوروبا في بناء اقتصاد جديد للطاقة، وسنبذل أقصى جهدنا في جعل وقود الطيران المستدام أولوية بالنسبة للطيران في أوروبا والعالم على حد سواء".

وأشار إلى ضرورة الدراسة المتأنية للتدابير السياسية المتبعة بقوله: "تعتبر الضرائب من أسهل الحلول التي يتبعها السياسيون بسبب سهولة فرضها، لكنها لا تفي بالغرض وحدها، حيث يتطلب وضع مجموعة من التدابير التي تحد من الانبعاثات بشكل فعلي على المدى الطويل مزيدًا من الوقت والجهد. ولكن تصميم هذه التدابير بشكل صحيح سيساهم في دعم الاستدامة بشكل كبير متفوقةً على أي ضريبة مفروضة".

ومنذ أن تمت المصادقة على جاهزية استخدام وقود الطيران المستدام في العمليات التجارية عام 2009، أقلعت أكثر من 215 ألف رحلة باستخدام مزيج من هذا الوقود الذي يتميز بنسبة كربون منخفضة، وتعتقد الجهات العاملة في القطاع أن تحقيق استخدامٍ للمصادر غير الأحفورية بنسبة 2% من إجمالي وقود الطائرات العالمي بحلول عام 2025 أن يشكل نقطة تحول في إنتاج وتكلفة وقود الطيران المستدام.

وتساهم منشآت إنتاج الوقود الطيران المستدام، والبالغ عددها 14 منشأة بعضها قيد التشغيل وبعضها الآخر قيد الإنشاء أو في المراحل النهائية للتمويل والتخطيط، في دفع جهود القطاع الرامية إلى تحقيق الهدف المتمثل بالنسبة السابقة، ولكن مازالت الحاجة قائمةً لاتخاذ المزيد من الإجراءات.

وسجلت الحكومات دورًا مهمًا في تحول الطاقة من خلال التنمية الناجحة لحلول توليد الطاقة باستخدام طاقتي الشمس والرياح. ويجب أن يكون الطيران أولوية بالنسبة للوقود السائل المستدام.

وأوضح دو جونياك: "خضعت السيارات الكهربائية إلى التجارب والاختبارات والدراسات، لتنتشر في الأسواق اليوم. ونظرًا لعدم توافر هذا الخيار بالنسبة للطيران على المدى القريب، يجب أن يستحوذ الطيران على الأولوية في السياسات المتبعة".

وأضاف دو جونياك: "يجب أن يولي مزودو الطاقة التقليدية، الأولوية للاستثمار في وقود الطيران المستدام".

واستطرد دو جونياك: "تمتلك شركات النفط الكبرى الخبرة وشبكات التوزيع بالإضافة للقوة المالية التي تعتبر العامل الأهم لإحداث تغيير حقيقي. وإنني أدعو هذه الشركات إلى جعل هذا الأمر أولوية مطلقة، والمساعدة في دعم الترابط العالمي للأجيال القادمة من خلال جعل وقود الطيران المستدام حقيقة تجارية".

ويعتبر وقود الطيران المستدام عنصرًا مهمًا في الجهود طويلة الأمد التي تبذلها شركات الطيران بهدف تخفيض الانبعاثات بحلول عام 2050 إلى النصف، مقارنة بعام 2005. كما تتضمن استراتيجية القطاع لتخفيض الانبعاثات استثمارات كبيرة في الطائرات ذات التقنيات الحديثة وأبحاث متقدمة حول أنظمة الدفع الكهربائية والهجينة وبرامج لتحسين الكفاءة التشغيلية، بالإضافة إلى خطة التعويض عن الكربون وخفضه في مجال الطيران الدولي "كورسيا"، الخطة العالمية الأولى من نوعها.