الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد سلام يكتب: إبراهيم سعدة في ذكراه الأولى

صدى البلد

أكتب عنه في ذكراه الأولي وقد رحل 12 ديسمبر 2018 بعد حياة حافلة وتجربة ثرية تؤرخ لصحفي رائع إنسانيا ومهنيا
....هو مراسل أخبار اليوم في سويسرا التي كان يدرس بها أوائل الستينيات وكانت موهبته مسوغ تعيينه بها وهو طالب جامعي الي أن عاد لمصر وقد وجد دعما من العملاقين مصطفي وعلي أمين لموهبته وحرفيته وهو ما أثمر عن تعيينه رئيسا للقسم الخارجي في أخبار اليوم ثم رئيسا للتحرير ليكون وقتها من أصغر رؤساء التحرير سنا وكان ذلك عام 1979 في توقيت كان المشهد الصحفي يعج بأسماء لامعة ولكنها الموهبة التي وجدت دعما وذلك نهج أخبار اليوم ولأجل هذا سوف يظل نهج مصطفي وعلي أمين غير مسبوق وغير متكرر في تاريخ الصحافة المصرية.

الأستاذ إبراهيم سعده الكاتب الصحفي من القلائل الذين اجادوا قراءة المشهد السياسي وكان مقاله الأسبوعي الموقف السياسي موضع إقبال من القراء وقتها كانت أخبار اليوم في مرحلة توهج بسبب مهنية إبراهيم سعده وجراته التي تمثلت في تجربة مثيرة هي مقاله الأسبوعي تحت اسم أنور وجدي وكان براعته في إختيار الموضوعات التي تهم الرأي العام وكثيرا ما أثار قضايا هامة من موقعه كاتبا بارعا اتسم بالشجاعة رغم أن حدود الشجاعة في طرح أدق الأمور متعثرة في صحافة مصر القومية.

لاينسي قراء أخبار اليوم مقاله الشهير تحت عنوان آخر عمود وهو أحد أيقونات الصحافة المصرية في تاريخها المعاصر .

ظل إبراهيم سعده في موقعه لأكثر من ربع قرن وكان من المثير أن يقدم استقالته من موقعه من خلال مقاله الأسبوعي في أخبار اليوم فلم يكن راغبا في سلطة فهو من الموهوبين وهؤلاء يكتب لهم الخلود في ذاكرة القراء لأن الكاتب دوما أكبر من اي منصب ودائما الكلمة نور وأمانة الكلمة تؤرخ لمن يكتب بمداد من صدق.

فارق إبراهيم سعده موقعه رئيسا لمجلس إدارة ورئيس تحرير أخبار اليوم عام 2005. وتفرغ لكتابة عمود يومي في الصفحة الأخيرة للأخبار وأخبار اليوم.

غادر إبراهيم سعده ليقيم في سويسرا وتوقف عن الكتابة وقد نالت منه اتهامات جائرة في القضية المعروفة إعلاميا بهدايا المؤسسات الصحفية ويشهد له الجميع بطهارة اليد وقد عاد لمصر قبل أيام من رحيله وقد نال منه المرض لتصعد روحه الي بارئها مساء الأربعاء 12 ديسمبر 2018بعد حياة حافلة وتجربة رائعة لكاتب صحفي .

شيع جثمان إبراهيم سعده من أمام مبني مؤسسة أخبار اليوم في جنازة مهيبة كانت خير ختام لرجل نبيل سيظل في القلب علي طول الدوام .رحمه الله واسكنه فسيح جناته.