الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمر عاقيل يكتب..واقع البطولة‎

صدى البلد




لم ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍلكروي ﻣﻦ ﻻﻳﺰﺍﻝ ﻣﺤﺘﻔﻈﺎ ﻓﻲ ﻣﺨﺰﻭﻧﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺑﺬﺭﺓ ﺍﻗﺘﻨﺎﻉ ﻭﺣﻴﺪﺓ، ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻣﻮﻗﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ تدﺣﺮﺝ ﺑﻬﺎ ﻛﺮﺗﻨﺎ الوطنية ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ جامعة الكرة ﻭﺇﺩﺍﺭة شؤووﻧﻬﺎ، ﺗﻌﺪ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻭﺳﻠﻴﻤﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﺍﺋﺐ ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﺽ، ﺇﺫ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺪﺭﻙ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻟﺬﻱ تسلكه هذه الجامعة، مقارنة مع ما قدمته للرفع من مستوى البطولة الوطنية، مقارنة على ما تم صرفه على المنتخب اﻷول، نهج ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺛﻴﻖ ﺑﻤﺮﺍﺗﺐ ﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺸﻞ، ﻭﺑﻤﺮﺍﺣﻞ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻭﻣﺘﻮﺍﻟﻴﺔ، ﺣﺘﻰ ﺑﺎﺕ ﺟﺰﺀ ﻻ ﻳﺘﺠﺰﺃ ﻣﻨﻪ، ﻓﻠﻢ ﻳﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺣﺎﻝ ﻛﺮﺗﻨﺎ ﺍﻟﺘﻌﻴﺴﺔ، ولا رفع من قيمة ومستوى بطولتنا الوطنية، ﻣﻨﺬ انتخاب لقجع على رأس أعلى هرم كروي بالبلاد، ﻏﻴﺮ أﻧﻪ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺊ ﺇﻟﻰ اﻷﺳﻮﺃ، ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻭﺍﺭﺗﻘﻰ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﻔﻞ.
ﺍﻟﻤﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻟﺠﻨﺔ ﺍلمسابقات ﻟﻬﺬه الجامعة، من برمجة وتحكيم وتعطيل للملاعب، وقرارات زجرية أثارت حفيظة أندية على أخرى ﻳﺪﺭﻙ ﺟﻴﺪﺍ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺃﻧﻨﺎ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺘﻄﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﺍﻟﺬﺭﻳﻊ واﻹﺳﺘﻬﺒﺎﻝ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮل، والتحايل على القانون في مسألة ازدواجية مهام رئيس يجمع بين حقيبتين رئاسة العصبة اﻹحترافية، وفريق كرة القدم يمارس بأندية الدرجة اﻷولى، ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺠﺎﻫﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﻧﺘﻐﺎﺿﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻛﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﺪ ﻣﺴﺨﺮﺓ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﺇﻟﻰ اﻹﺳﺘﻬﺠﺎﻥ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺃﻱ ﻣﺴﺎﻭﻣﺎﺕ ﺃﻭ ﻣﺴﻜﻨﺎﺕ ﻣﻮﺿﻌﻴﺔ ﺑﻞ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺟﺮﺍﺣﻴﺎ ﺇﻥ ﻟﺰﻡ ﺍﻷمر ﻟﺒﺘﺮ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﻤﺼﺎﺏ ﻣﻦ ﺟﺬﻭﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﺃﻃﺮﺍﻓﻪ، بقصص ﻭﺣﻮﺍﺩﺙ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﻓﻮﺍﺟﻊ ﺃضحت ﻣﺎﺭﻛﺔ مسجلة ﺑﺎﺳﻢ جامعة الكرة، غدت أضحوكة في تطبيق ﻭتغييب قوانين ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺱ، ﻭﺣﺴﺐ ﺍﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ.
ﻗﻴﺎﺱ مستوى تنافسية البطولة الإحترافية لكرة القدم من جانب ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﻨﺎ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭﻣﺎ ﺗﺤﻘﻘﻪ ﺭﺑﻤﺎ ستحقق لنا نتيجة مخيبة، ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﺿﺢ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ للموسم الجديد ﻭﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎيته، من استعدادات ناتجها الضعف والفشل في ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ المعلنة ﻟﻠﻨﺎﺩﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻮﺳﻢ الجديد، ﻭﺍﻟﺘﻲ يمكن معها تحديد هدف معين من المشاركة، من خلال الفوز بلقب البطولة، أو ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﻤﺮاﻛﺰ متقدمة تضمن للفريق مشاركة خارجية، أو مجاراة مباريات البطولة بغية تحقيق هدف البقاء ضمن اﻷضواء، كل هذا ﺑﺤﻜﻢ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺩﻱ ﻭﻛﻴﻨﻮﻧﺘﻪ ﺑﻴﻦ ﻣﺼﺎﻑ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ المرصودة ﻟﻠﻨﺎﺩﻱ، وأعتقد أن الحافز المادي المرصود من قبل الجامعة رغم أنه لا يرقى لطموحات وتطلعات اﻷندية، وتوزيع ﺣﺼﺺ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺼﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺮﻛﺰ، يمكن له أن ينعكس باﻹيجابي على ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ الشريف ﻭﻗﺪ ﻳﻠﻐﻲ نغمة ﺍﻟﻤﻌﺰﻭﻓﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﺧﺔ ﻟﻠﺘﺴﺎﻫﻞ ﻭﺍﻟﺘﻼﻋﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﻻﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ مصلحة لفرق، وضررا بطموحات أخرى.
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ البطولة الوطنية ﺣﺪﻳﺚ ﺫﻭ ﺷﺠﻮﻥ، ﻓﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻭﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺭﻭﺯﻧﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪﻭﺭﻱ من عبث في البرمجة، وأخطاء التحكيم، والكثير من ارهاصات الموسم الكروي هو من يتحمل مسؤولية هذا التنظيم العشوائي بالبحث كالعادة عن المسبب لا السبب، وشخصية الموضوع ما بين مع وضد، وفقدان واضح للمهنية، وكرتنا تعيش وضعا يتدحرج من صعب إلى صعب في مختلف لجانها، ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻪ ﻣﻨﻄﻖ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺒﺮﺭﺍﺕ، ﻧﺘﻄﻠﻊ من خلاله إلى مستوى ﺭﺅﻳﺔ ﻋﻤﻞ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ، ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ جامعة ﺍﻟﻜﺮﺓ ومنتخباتها ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﺍﻟﻤﻌﻀﻠﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ، ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺧﺎﻃﺊ ﻭﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ اﻹﺣﺘﺮﺍﻑ ﻭﻃﻤﻮﺣﺎﺕ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﺓ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺃﺛﺮﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻒ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻼعب المحلي وما يتطلبه بغية الرفع من مستواه مصلحة للمنتخبات الوطنية، ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺿﻤﺎﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ، ﻷﻥ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺗﻐﻠﺐ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺃﺣﻴﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮﺓ، فشل معها مفهوم تطبيق اﻹحتراف، بغية تطوير عقلية اللاعب المحلي على المستوى اﻷول، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻤﻮ ﺍﻟﻤﻮﻫﺒﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ، ﻷﻧﻨﺎ ﺧﺴﺮنا اجيالا ﻛﻨﺎ ﻧﺒﻨﻲ عليها ﺁﻣﺎﻝ ﻋﺪﻳﺪﺓ، ﺧﺴﺮﻧﺎها ﺑﺴﺒﺐ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺘﻜﺮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ.
اﻟﻮﺍقع ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﻭﻱ في تدبير شؤون البطولة الوطنية، ﻳﻀﻌﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻘﺪﺓ ﻣﺴﺘﻌﺼﻴﺔ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﻏﻴﺎﺏ وﺿﻴﺎﻉ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﻓﻲ مغرب ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻭﺑﻘﺎﺀ ﺳﺠﻞ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﺮ ﺍﻹﺻﻼﺣﻲ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎ، ﺣﺘﻰ ﺃﻳﻘﻨﺖ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺑﺄﻥ المشكلة في الرقي بمستوى وآليات إنجاح مشروع البطولة ﻫﻲ ﺟﺰﺀ ﻻ ﻳﺘﺠﺰﺃ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﺔ التي تعاني دهاليزها جامعة الكرة.
ﺳﺘﺒﻘﻰ كرة القدم عنوانا للتخبط والعشوائية في اتخاذ القرارات ﺑﺘﺰﻭﻳﺮﻫﺎ ﻭﻓﺴﺎﺩﻫﺎ ﻭﺧﺮﻭﻗﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺗﻐﻴﻴﺮ، مقتنعين باﻟﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﺘﺮﻗﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﺪئات ﺍﻟﺘﻲ يضرب ﻋﻠﻰ ﻭﺗﺮ ﺇﺻﻼﺣﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ الجموع العامة، لعل وعسى يتحقق ﺳﻘﻒ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﻣﻦ ﻃﻤﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﻟﻮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺆﻗﺖ يرتقي بمستوى البطولة الإحترافية.