الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رهان على حصان خاسر.. ماذا لو ورط أردوغان بلاده مباشرة في معارك طرابلس؟.. محللون: فرص النجاة تتضاءل أمام حكومة الوفاق وميليشياتها.. وتركيا تجازف باستفزاز كبير لروسيا

رجب طيب أردوغان وفايز
رجب طيب أردوغان وفايز السراج

  • أردوغان يعلن استعداده لإرسال قوات عسكرية لإسناد ميليشيات طرابلس
  • ميزان القوة العسكرية يميل لصالح الجيش الوطني الليبي
  • الجيش الليبي يسقط طائرة مسيرة تركية جنوب طرابلس
  • التورط التركي المباشر في ليبيا يضر بالتنسيق مع موسكو بشأن سوريا

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي أن أنقرة تدرس إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا لإسناد الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق في طرابلس برئاسة فايز السراج إذا ما طلبت الأخيرة ذلك، في محاولة لوقف تقدم قوات الجيش الوطني الليبي لتحرير العاصمة.

ونقلت وكالة "شينخوا" الصينية عن مدير مركز "تركيا القرن 21" للدراسات ساهيت أرماجان ديليك أن أردوغان يزج بالجيش التركي في حرب أهلية تتضاءل فيها احتمالات النصر أمام الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق، بالنظر إلى ميل الميزان العسكري لصالح الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وأضاف ديليك أن إرسال بعض القوات للقتال إلى جانب ميليشيات طرابلس لن يكون كافيًا لإنقاذ تلك الأخيرة، لكن الأخطر أن ذلك سيجعل من تركيا طرفًا مباشرًا في الحرب الأهلية الليبية، وهو ما سيرتب كلفة فادحة على أنقرة، إذ من المحتمل أن تعرض نفسها لعقوبات دولية على تدخلها في دولة أخرى، في وقت يعاني فيه اقتصادها من أزمة مزمنة، وفي وقت تجد فيه أنقرة نفسها معزولة إقليميًا ودوليًا بسبب سياستها الخارجية الاستفزازية.

ووقعت تركيا مع حكومة الوفاق في 27 نوفمبر الماضي مذكرتي تفاهم حول التعاون الأمني وترسيم الحدود البحرية، واعتبرت مصر واليونان وقبرص مذكرة التفاهم الأخيرة تلك انتهاكًا للقانون الدولي وتعديًا على حقوق دول أخرى.

وأكد الاتحاد الأوروبي الجمعة الماضية إن اتفاق الحدود البحرية بين أنقرة وحكومة الوفاق لا ينتج أي قيمة قانونية ولا يلزم أي أطراف ثالثة، كونه ينتهك سيادة أطراف ثالثة ويمثل خرقًا لقانون البحار الدولي. وأعرب السفير الأمريكي لدى اليونان جوفري بيات عن مساندة الولايات المتحدة لرؤية أثينا.

وقال محلل الشئون الخارجية التركي إلهان أوزجيل إن ما يزيد الأمور تعقيدًا بالنسبة للتدخل التركي في ليبيا أن الجيش الوطني الليبي يكتسب قوة متزايدة باستمرار.

وأضاف أوزجيل أن اتفاق الحدود البحرية سيستجلب ضغوطًا دولية على حكومة الوفاق لا قبل لها بها، وقد تقرر اليونان دعم الجيش الوطني الليبي ردًا على انتهاك الاتفاق لحقوقها في ثروات شرق المتوسط.

وطردت اليونان السفير الليبي لديها بعد توقيع الاتفاق، ورفعت شكوى للامم المتحدة تؤكد فيه أن الاتفاق بين أنقرة وحكومة الوفاق يتجاهل حقوق الجزر اليونانية في الجرف القاري والمياه الاقتصادية الخالصة.

وأوضح أوزجيل أن "تركيا ستبذل كل ما بوسعها كي تحافظ على وجود وبقاء حكومة الوفاق في طرابلس، كونها الطرف الوحيد الحليف لأنقرة في شرق المتوسط".

واتفق أوزجيل وديليك على أن استقرار حكومة الوفاق في السلطة في طرابلس بات هشًا للغاية، مع إطلاق الجيش الوطني عملية تحرير العاصمة الأسبوع الماضي، وفي هذ الإطار يغدو إرسال تركيا قوات عسكرية لإسناد ميليشيات طرابلس بمثابة رهان على حصان خاسر.

وقال ديليك إن تورط تركيا بشكل مباشر في عمليات عسكرية في ليبيا من شأنه أن يستفز الدول الداعمة للجيش الوطني الليبي، وبينها روسيا، الأمر الذي قد يؤثر سلبًا على عملية التنسيق بين أنقرة وموسكو فيما يخص تسوية الأزمة السورية، وتنسيق التحركات العسكرية في شمال سوريا لتجنب أي احتكاكات غير مقصودة بين الجيشين الروسي والتركي هناك.

وأعلن الجيش الليبي إسقاط طائرة تركية مسيرة دخلت مسرح العمليات ومنطقة الحظر الجوي جنوب العاصمة طرابلس، حسبما أكدت وسائل إعلام ليبية.

وأكدت أن قوات الجيش الليبي أسقطت طائرة تركية في عين زارة، وفقا لقناة "ليبيا الحدث".

يأتي ذلك عقب إعلان القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر ساعة الصفر لاقتحام قلب العاصمة طرابلس، وقال المشير حفتر في كلمة أمس وجهها إلى جميع الوحدات العسكرية في محاور العاصمة، إنه قد حان وقت المعركة الحاسمة والتقدم نحو قلب العاصمة لكسر قيدها وفك أسرها وبعث البهجة والفرحة في نفوس أهلها.

وتابع "ومنذ تنصيب العملاء من الخونة الجبناء الخانعين لينفذوا أوامر أسيادهم ويبيعون الوطن ويتنازلون عن السيادة والشرف وهم أذلاء صاغرون".

فيما أكد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، سيطرة الجيش جويًا على العاصمة الليبية، قائلًا : "لدينا سيطرة جوية ومدفعية كاملة على العدو في طرابلس". وأضاف في اتصال مع العربية: "قواتنا نفذت عمليات نوعية ضد أهداف لكتائب حكومة الوفاق في طرابلس".