الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زين ربيع شحاتة يكتب ..عبقرية العلاقات الإفريقية تتجلى فى طنطا

صدى البلد

من ينظر إلى الخريطة المصرية سيجد أنها ساكنة داخل القارة الأفريقية على حافتها الشمالية الشرقية كرضيع داخل رحم القارة التى تحتويه ونهر النيل بمنابعه الضاربة فى عمق القارة الأفريقية أشبه بالحبل السرى الذى يغذى الدولة المصرية ، فمصر بالنسبة لأفريقيا الأمل و المستقبل و أفريقيا بالنسبة لمصر الاصول والثبات.

وهذه قراءة جغرافية مجردة لا تعدو كونها إجتهادا شخصيا ، إستعنت فيه ببعض القراءات الأفريقية و المشاهدات السياسية ، وتبقى الصورة الأكبر و الأعم و الأشمل تلك الصورة التى يمكن مشاهدتها بوضوح بالنظر إلى السياسة المصرية فى إفريقيا بعد ثورة 30 يونيو ، التى كشفت الستار عن الكثير من السياسات العدوانية لدول كانت تتظاهر بعكس ما تضمر ، ثورة رسمت ملامح السياسة الخارجية على مسرح أعده الرئيس السيسي بحرفية ومهنية ووطنية مترامية الأطراف لا حدود لها ، حولت مصر من دولة مجمدة العضوية بالإتحاد الأفريقي إلى قائد للإتحاد الأفريقي و صانعة مفهوما جديدا لهذا الإتحاد و وضع الدول الأفريقية فى قلب قائمة التأثير بعد أن ظن البعض أنها ستظل على الهامش الساحة الدولية .

ليس مصادفة أن يكون يوم الثلاثاء رئيس جنوب أفريقيا فى الإتحادية ، ليس مصادفة أن يفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي منتدى أسوان للسلام و التنمية الأفريقي يوم الأربعاء ، ليس صدفة أن تكون السيدة "فاتوماته بارو" سيدة دولة جامبيا الأولى فى ضيافة دار القمة بقلب وسط الدلتا فى طنطا يوم الخميس ، بل هو نهج ومنهج و إستراتيجية مصر السيسي تجاه القارة السمراء عمقنا الإستراتيجى وأمن مصر القومى ، وأحد إنتماءات الدولة المصرية الفرعونية القبطية الإسلامية العربية ، فزيارة سيدة بحجم "بارو" التى يشهد لها الساحل الغربى للقارة بمواقفها الإنسانية التى تعكس ثقافتها وتعاليمها ، والتى ظهرت جلية خلال زيارتها لفضيلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف عشية زيارتها لطنطا ، زيارة مهدت مديرية أمن الغربية لها بصورة جعلت عنق الحضور فى السماء ، إستقبال مُشرف على مستوى الحدث ، كما كانت دار القمة على مستوى الحدث الذى يطمح فيه أهل محافظات الدلتا.

يذكر أن زيارة "فاتوماته بارو" لمدينة طنطا تتويج لعلاقات مصرية ـ جامبيا ممتدة ، يتصدرها السفير حاتم رسلان بدبلوماسيته الهادئة بما يملكه من معارف قابلة للتعبئة والتطبيق ، بمفهوم جديد يستحضر خلاله أخطاء الماضى ويعيد بناؤها ، فالبدايات الصحيحة تضمن مسار فعال ونهايات مثمرة ، فقبل عدة أشهر شهدت العاصمة "بانغول" عدة معارض للصناعات المصرية بمشاركة وفد شبابى برعاية سفارتنا بجامبيا ، وغيرها من الأنشطة التى تؤكد زيارة السيدة الأولى لدولة جامبيا لمصر و التجول فى أقاليمها أن خلف هذه الأنشطة عبقرية سياسية لسفراء مصر فى الخارج و الداخل و السفير الأكبر هو الشعب المصري الذى أستقبلها بحفاوة فى مدينة طنطا و وعدها بمستشفى لعلاج السرطان هدية من شعب مصر لشعب جامبيا ، منحها لها الحاج سعد رسلان الذى وصفته خلال كلماتها فى طنطا بالأب و الرجل العظيم ، فهنيئًا لمصر رئيسها ، وهنيئًا لطنطا أهلها ، وهنيئًا للدبلوماسية حاتم رسلان سفيرها ، فالقارة الأفريقية تحتاج منا الكثير و الكثير ، لن نقول لإستعادة الدور و المكانة السابقة فالعلاقات المصرية الأفريقية فى عهد السيسي إستعادت الماضى وانطلقت للمستقبل لتحيا مصر.