الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إسراء النجمي تكتب: "بصّاتك" تُخرِج كارمِن عن هُدُوئهَا

صدى البلد

نعيش فترة صعبة في عصر السوشيال ميديا والتحديات الكبيرة.. يجد فيها المبدع صعوبة في الظهور والنجاح، وعلى الرغم من أن المبدعين كثيرون ولكن لا يلمع منهم سوى القليل المختلف، ولذلك أصبح الهدف المنشود هو الإختلاف.. لـ تبدأ رحلة المبدعون للبحث عنه، وهكذا كانت الرحلة الأخيرة لـ كارمن سليمان في "بصّاتك".

أصدرت كارمن أجدد أعمالها الغنائية بعنوان "بصّاتك".. كلمات سامي علي، ألحان مصطفى جاد، وتوزيع ماز، أغنية سريعة ذات طابع "مهيبر" جديد على كارمن، ولكنه ليس بالجديد علينا كـ مستمعون، ستايل الأغنية وجوّها "المهيبر" ذكرني بـ سميرة سعيد والتي خلقت لنفسها طريق خاص بها في هذا الاستايل الغنائي لـ تُبدع فيه على طريقتها الخاصة.


الذكاء ليس في الاختلاف فحسب ولكن أيضًا في إنتقاء ما يليق بي منه، وهذا ما فعلته كارمن، أخذت الخطوة بكل جراءة في غناء لون جديد عليها كُليًا ونجحت في أدائه وتقديمه بشكل جميل، في رسالة منها بـ أنها تستطيع أن تُغني كل الألوان، خاصةً أن هذا اللون من الغناء صعب على أي مطرب أن يحقق نجاحا من خلاله مثل ما تحقق فيه سميرة، وعلى الرغم من أن كارمن قدمت هذا الإستايل بشكل جيد جدًا، لأنها بالفعل تمتلك صوت رائع ويليق بأي لون غنائي، إلا أن هذا الاستايل لم يُظهر جماليات صوتها كما يُظهرها اللون الكلاسيكي، والذي تُبدع فيه أكثر بـ إحساسها العالي والدافئ والعُرب الرقيقة والشقية التي يتميز بها صوتها، على عكس سميرة التي تُبدع أكثر في اللون السريع و"المهيبر".


تناول سامي موضوع الأغنية بشكل مختلف، ولحّن جاد بشكل مختلف أيضًا فيه جراءة ومجازفة، وجاء التوزيع ليُكمل هذه الحالة.

عند استماعك لـ لأغنية في المرة الأولى تستغرب الكلمات واللحن، خاصةً الجملة اللحنية لـ "بصّاتك.. مالها كدة بتاخد وحياتك" لأخر المقطع، ولكن بعد الإنتهاء من استماع الأغنية ستعلق في أذنك نفس الجملة اللحنية هذه، وتجد نفسك تدندنها بشكل لاإرادي، ولكنك لا تُفسر الكلمات في أول مرة من سماعك إليها لأن هذه طبيعة الألحان السريعة تُغطي قليلًا على الكلمات، ولذلك أدعوكم لقراءة كلمات الأغنية والتركيز في معانيها أولًا ثم الإستماع لها بغناء كارمن مع اللحن والتوزيع.


إيجابيات الأغنية:

- جراءة من صُناع العمل ومجازفة تُحسب لهم، سواء الشاعر والملحن وشركة الإنتاج في اختيارهم صوت أكثر ما يميزه الحُليات الدافئة والعُرب الرقيقة والإحساس الناعم لـ يغني عمل لا يعتمد على كل ذلك على قدر ما يعتمد على السرعة والباور.

- جراءة وتجديد ومجازفة من كارمن، تُحسب لها "ولكني أرى أنه لم يضيف لنجوميتها شئ، مثلما أضافت لها "لما تشوفك عيني" وغيرهم من الأغاني الرومانسية أو الكلاسيكية بشكل عام، والحقيقة أنني أرى أن كارمن وإمكانيات صوتها الدافئة هي التي تضيف لـ اللون الكلاسيكي والرومانسي بالخصوص، لنستمتع نحن بإبداعها المميز".

- أول تعاون بين كارمن وشركة عالمية "Sony Music".. وذلك يدعو للحماس وانتظار الأعمال القادمة لـ كارمن بفضول شديد، وخاصةً أن أول إختلاف لها جاء في أول تعاون معهم.



ملاحظات:

- جاء كليب الأغنية على الطريقة الفرعونية بتوقيع المخرج أمير الرواني.. والذي تناول الموضوع بشكل أيضًا مختلف على كارمن، ولكنه ليس مختلف في عالم الإخراج الغنائي، ذكرني بكليب للمطربة الأجنبية "Kat Perry" في أغنية "Dark Horse".

- أرى جمال الكليب على أغنية غير "بصّاتك"، وإذا كان الهدف هو الإختلاف فكان من الممكن الإختلاف بشكل يتماشى أكثر مع موضوع الأغنية.

- وذلك بدوره أثر على ظهور الملحن مصطفى جاد زوج كارمن في الكليب كـ "موديل"، كان من الممكن أن يكون أول ظهور له معها أكثر تميزًا من ذلك، كنت أُفضل أن يكون ظهوره في قالب رومانسي أو برؤية أخرى، غير رؤية هذا الكليب.



في الختام العمل جيد جدًا وخطوة مختلفة وجريئة لكل صُناع الأغنية ، ومبروك لنا كـ مصريين تعاون مطربة مصرية مع شركة إنتاج عالمية.. انتظر الأعمال القادمة.