الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمجد المصرى يكتب: سيجارة لفقراء الوطن ..!!

صدى البلد

وفجأه وجدتنى أتقمص شخصية رجال المحاسبة والأرقام وأُمسك بالآلة الحاسبه لأقوم ببعض العمليات البسيطة فاخرج فى النهاية بهذه الأرقام وتلك الفكرة التى قد تبدو ساذجة بعض الشىء رغم كمال واقعيتها .. سيجارة لفقراء الوطن ..!!

فى مصر المحروسة التى يسكنها 100 مليون مواطن يوجد على الأقل حوالى 20 مليون مدخن . وبعيدًا عن أن التدخين فيه سم قاتل ومع كل الاحترام لتلك الحملات اللانهائية منذ فجر التاريخ للحث على الإقلاع عن التدخين دون جدوى وجدتنى بواقعية شديدة اتسائل : ماذا سيحدث لو تنازل كل مدخن مصرى عن سيجارة واحدة فى اليوم ؟ هل سيشعر بفارق كبير ؟ أم أن الأمر سيستمر بنفس الإيقاع والإشباع ؟؟ 

بدأت العمليات الحسابية فوجدت أن تنازل كل مدخن عن سيجاره واحده فى اليوم يعنى 20 مليون سيجاره يوميًا فى متوسط سعر جنيه واحد للسيجاره على اقل تقدير فأكتشفت أننا نتحدث عن (20 مليون جنيه يوميا ) بواقع (600 مليون جنيه شهريا) و ( 7.2 مليار جنيه سنويا ) ... ماذا نستطيع ان نفعل بهذا الرقم بعيدا عن ميزانية الدوله وكل برامج التكافل والكرامه وكل الاعلانات التليفزيونيه التى تحث الناس على التبرع لمستشفيات السرطان وفقراء الوطن فى صعيد مصر وغيرها ؟ ماذا تصنع تلك السبعة مليارات اذا تم توجيهها الى هؤلاء المهمشين المشردين فى طرقات الوطن سنويًا ..؟؟ كم من البيوت نستطيع اعمارها بهذا الرقم المتحصل من ثمن سيجاره واحده كل يوم اذا تم تجميعها بشكل منظم وانفاقها بشكل عادل وموضوعي وتحت رقابة من نثق بهم ..؟؟ 

سبعة مليارات قد تعنى 70 الف مشروع صغير سنويًا بواقع 100 الف لكل مشروع قد تكون كفيله بفتح مئات الألوف من البيوت وتشغيل الشباب وإعانة بعض من لا عائل لهم او سند فى تلك الحياه .. سبعة مليارات تأتى من الهواء بلا ضغط على ميزانية الدوله قد تكون سببًا فى تجهيز عشرات الالاف من الفتيات الغير قادرات على الزواج لظروف ماديه . سبعة مليارات قد تقضى تمامًا على ظاهرة الغارمات والغارمين فى السجون المصريه . سبعة مليارات سنويًا قد تُغنى آلاف البشر عن السؤال وتقيهم ذل التسول او أنتظار الحصول على وجبه واحده فى اليوم او تقيهم برد الشتاء وهم لا يجدون فرشًا ولا كساءًا ..!!

قد تبدو فكره ساذجه حقًا ولكن حين نتحدث عن وطن يعرف للفقير حقه يبدو لى أنها فكره طيبه وواقعيه فما قيمة أن أتخلى عن ثمن تلك السيجاره الواحده يوميًا امام ان يجد هذا المشرد طعامٌا أو تجد تلك الفتاه العفيفه فرصه للزواج او يجد هؤلاء الشباب عملًا يُدر عليهم دخلًا مقبولًا بدلًا من البقاء فى الطرقات أو السقوط فريسه لكل ما هو سلبى من افكار متطرفه او امراض نفسيه تؤدى ببعضهم إلى الأنتحار .

بواقعيه شديده وأن كنا حقًا شعبًا مدخن لا يستطيع الإقلاع عن التدخين فلنكن على الأقل متراحمين فيما بيننا ونمنح البسطاء والمشردين وبعض العاطلين والغارمين جزءًا من هذا المال المهدر يوميًا فى الهواء فربما يقودنا هذا الى نتائج افضل على المستوى الشخصى والمجتمعى ..

مجرد فكره بسيطه قد تجد من يتبناها ويمنحها الشكل القابل للتنفيذ بإنشاء صندوق للتبرعات او خصم مبلغ الجنيه من كل علبه سجائر تباع يوميًا او بأى طريقه مضمونه ويبقى الهدف الأهم هو صالح الفقراء والفئات الأولى بالرعايه بعيدًا عن الدخول فى جدل لا محل له حول ان هذا الدور يجب أن تلعبه الدوله فما زال الوطن للجميع وما زالت المسئوليه على عاتقنا جميعًا حتى لا يكون بيننا مشرد او جائع او امراه بلا عائل او اطفال بلا مأوى .. سيجاره واحده قد تصنع الكثير حقا وحتى لا يقال ذهب البر والتراحم من ارض مصر وبين أهلها الطيبين فلماذ لا ..!!!!!