الثقافة في الإسكندرية ضائعة ..تائهة .. يتيمة تبحث عن أب ..مجموعة من المباني التراثية والحديثة بلا مضمون حقيقي ، لا تشكل جسرا للتنوير ، لا تعبر للمواطن ، تنتظر ما يأتي اليها .
كنا نتوقع من إنشاء مكتبة الأسكندرية أنه سيحقق نقلة نوعية تنويرية ، ولكنها مبنى فخم فاخر ، يهابه كل من يمر بجواره ، معلما سياحيا أكثر منه ثقافيا ، كنا نتوقع أن تكون امتدادا لمكتبة الإسكندرية القديمة ، منارة العلم ، وقبلة العلماء والفلاسفة .
المشكلة يا سادة ، أن العمل الثقافي في الإسكندرية معظمه يدار بلا تنظيم ولا خطة ولا هدف ، لقد جلست مع وكيل وزارة الثقافة الأسبق وحكى لي كيف كان العمل الثقافي بالأسكندرية يدار ، وكيف كانت الخطط يتم وضعها لعام كامل ، وفق أجندة المناسبات المختلفة ، مع توفير الاعتمادات اللازمة ، حكي لي أيضا كيف كان يطوف أنحاء مصر بأبطال النصر لخلق وعي حول القدوة التي نبحث عنها و نحتاجها في حياتنا ..
نصيحتي للدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة أن يعيد صياغة المشهد في قصور الثقافة بالأسكندرية وفق خطة تدعم الدولة المصرية ، ووفق رسالة تتغير شهريا ، وأن يسأل نفسه سؤال ماهي الرسالة المراد إيصالها الي الناس خلال هذا الشهر ؟ .. أما أن يترك الامور هكذا ، فلن يكون هناك ثقافة جماهيرية ولا بطيخ ، ولكن مجرد استخدام سئ قاعات قصور الثقافة وإهدار لأموال الدولة ، ما أحوجنا الي أن نعرف ونتعرف على أبطال حقيقيين في كافة المجالات ، ما أحوجنا إلى القدوة ، ما أحوجنا إلى أن نعرف ونتعرف على رموز الأدب والفن في هذه المدينة الساحرة .