الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شكري شيخاني يكتب: كلمة حق في منتدى شباب العالم

صدى البلد

لن يستطيع أحد أن يمحو الهوية الكردية.. نعم بهذه الكلمات وجه فخامة الرئيس السيسي نداء إنسانيا حقوقيا... انه لا يستطيع أحد ان يمحو الهوية الكردية.. فأصحاب هذه الهوية عانوا على مدى ٦٠ عاما أشد أنواع المعاناة.. نداء لم يجرؤ أحد ان يصرح به رغم علم ويقين الجميع بحق وجود وحياة شعب القومية الكردية. 

بهذا الطرح الجرىء إنما يدخل إلى صلب ولب مشكلة الشرق الأوسط ألا وهي إعطاء الحقوق الشرعية لأبناء قومية عاشوا وتعايشوا على جغرافية هذه المنطقة تركيا وإيران العراق وسوريا. بل وأثبتت الوقائع الميدانية خلال السنوات الخمس الأخيرة عن امتزاج دماء كل الشعوب المتعايشة على هذه الأرض من أرمن وكرد وعرب وسريان في سبيل هدف وغاية واحدة، وهي دحر الإرهاب والقضاء على الفكر التكفيري الظلامي الذي يجتاح القرى والمدن. فكر مرتزقة رخيص لجعل حياة ومستقبل الشعوب تحت التهديد والترويج المزمن.

ولم يعد خافيًا أن هناك أكثر من دولة تدعم الإرهاب ماديًا ولوجستيًا وبشريًا وأغلبنا يعرف من هي تلك الدول.. لكن غير المفهوم هو جماعات مضللة فكريًا وثقافيًا وتاريخيًا هذه الجماعات التي لا زالت تعتبر تلك الدول مرجعيتها دينيًا وسياسيًا واقتصاديًا على حساب شعوبها وأوطانها. حتى أن بعض الدول تعمل جاهدة على محو هوية شعوب المنطقة بكاملها لغايات عنصرية وعرقية خسيسة بداخلها اقلها انعدام الحس الانساني وأن هذا الكوكب يتسع للجميع وانه خلق من أجل الجميع. 

وتعتقد تلك الدول أنه يمكن أن تعمل على محو هوية شعوب هي من أقدم وأعرق الشعوب، تلك الشعوب المفعمة بالانسانية والمحبة. وطلب السلام للجميع هذه الشعوب وعلى سبيل المثال شعب القومية الكردية صاحبة الحضارة والتقدم عبر آلاف السنين وكانت ولم تزل تسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ قواعد المحبة والسلام بين شعوب العالم بفضل ما تتمتع به القومية الكردية من نبل وإصالة وسمو الحس الانساني لدى الصغار والكبار ولدى الاناث والذكور.. حس إنساني مرهف صادق وأمين ومخلص وهذا بشهادة كل من عاشر أو عرف عن قرب الكرد في المدرسة والنادي والجيش والكلية والعمل.. 

لقد أثارني جدًا قول فخامة الرئيس المصري عندما قال لا يستطيع أحد محو الهوية الكردية خلال فعاليات منتدى شباب العالم بنسخته الثالثة في شرم الشيخ، بل وأكد سيادته على العمق الزمني للمعاناة الكردية على مدى ٦٠ عامًا وأكثر. وللحقيقة فإن هذا الكلام الرائع والواقع والذي ينطلق لأول مرة سياسيًا كحقيقة ثابتة على الأرض من قائد سياسي كبير وزعيم لأكبر دولة عربية.. 

نعم هذه المعاناة لكل أبناء القومية الكردية في الدول الأربع تركيا وإيران وسوريا والعراق.. معاناة يومية لأكثر من ٤٧ مليون كردي يعيشون على أراضي هذه الدول منذ آلاف السنين وقدموا كل نفيس وغال في سبيل نجاح وتقدم دولهم هذه. فكانوا عمالا وفلاحين وكانوا ضباطًا ومهندسين وكانوا أطباء ومحامين.. كانوا قادة عسكريين وسياسيين... أبدعوا وأخلصوا. تفانوا وكانوا صادقين في كل عمل تم تكليفهم به.. ونجحوا في كل ما أوكل إليهم ولم يكن أي تفريق أو تمييز. بل كانت النية المخلصة والذهن الصافي هو المعيار الرئيسي لكل المواطنين على السواء. وأعود للقول فلتكن هذه الدعوة مفتاحا لحل أزمة الشرق الأوسط ويعود ذلك بنتيجة الاستقرار والتقدم والسلام لكل الشعوب.