الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مؤتمر دراسات الأزهر بالإسكندرية يوصي بإدراج وثيقة الأخوة الإنسانية ضمن مقررات الدراسة

مؤتمر دراسات الأزهر
مؤتمر دراسات الأزهر بالأسكندرية يوصي بادراج وثيقة الأخوة الإ

خرج المؤتمر العلمي الثالث لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية بعنوان "دعوة الإسلام لتحقيق الأخوة الإنسانية من أجل السلام المجتمعي" الذي عُقد بقاعة المؤتمرات بالكلية برعاية فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر، وفضيلة رئيس جامعة الأزهر، وفي ختام فعالياته، بمجموعة من التوصيات والاقتراحات المهمة التي خلُص إليها من خلال اقتراحات العلماء، والباحثين. 

وتضمنت التوصيات التأكيد على ما أوصى به فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وبابا الكنيسة الكاثوليكية بأن تصبح وثيقة ""الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي" موضع بحث ودراسة في كافة المؤسسات التعليمية والتربوية والدعوية؛ لتسهم في خلق جيل جديد بصورة معبرة عن استيعاب الإسلام وشموله ووسطيته وتكامل جوانبه المختلفة.

كما تبنى المؤتمر قرارات وثيقة "الأخوة الإنسانية"، ويعتبرها جزءًا لا يتجزأ من قرارات وتوصيات المؤتمر؛ نظرًا لأهميتها ودورها في ترسيخ مفهوم الأخوة الإنسانية، وتحقيق السلام المجتمعي والعالمي، وتأكيد الالتزام بها، والدعوة إليها على كافة الأصعدة، ويحث المؤتمر الحكومات، والهيئات والمؤسسات المسئولة على تبنيها ودعمها وإعداد الخطط والبرامج لتفعيل بنود الوثيقة.

وأشاد المؤتمر بالمبادرات والجهود المبذولة التي دعت إلى الوحدة، وتقوية الأخوة الإنسانية، ونبذت العنف والإرهاب وخطاب الكراهية، وعلى رأس هذه المبادرات وثيقة ""الأخوة الإنسانية""، ويدعو المؤتمر إلى التمسك بما توصلت إليه، ويطالب العالم أجمع بتحويلها إلى واقع ملموس؛ لتصير منهجًا في التواصل مع الآخرين.

ودعا المؤتمر كافة المؤسسات والجهات المسئولة بالعالم إلى دراسة وتتبع ما يحدث في مناطق الصراع في العالم وبخاصةٍ ما يحدث في القدس وفلسطين؛ لوقف هذا الصراع، واجتثاث جذوره؛ لما أحدثه من اعتداءات كادت أن تقضي على السلام، وذلك إيمانًا برسالة الأزهر الشريف بنصرة قضايا الأمة، ونشر ثقافة السلام والتعايش المشترك والتصدي لدعاة التطرف والإرهاب.

وأكد المؤتمر اتفاق التعاليم الصحيحة للأديان في دعوتها للسلام والأخوة الإنسانية والتعايش المشترك، ويؤكد المؤتمر على أن الحل الناجع لما يعانيه العالم المعاصر من صراعات ومشكلات سياسية واقتصادية واجتماعية يكمن في حرية الاعتقاد، وإقرار التعددية الدينية والعرقية والفكرية، ونشر ثقافة الحوار والتسامح وقبول الآخر.

كما أكد المؤتمر أن حماية دور العبادة حق واجب تكفله التعاليم الصحيحة للأديان، وتوجبه القيم الإنسانية المشتركة، وتقره المواثيق الدولية، وتفرضه الأعراف المجتمعية، وهو واجب الدولة الوطنية الحديثة.

وشدد المؤتمر على أن أصل العلاقة بين الشرق والغرب هي علاقة حوارٍ لا صراع، وسلامٍ لا حرب، وأخوةٍ إنسانيةٍ، لا نديةٍ وحشية، وتفاعلية فكرية، لا فرض أساليب حضارية لا يقبلها الآخر.

وقال المشاركون إن الإرهاب البغيض هو من أخطر التحديات المعاصرة التي تهدد الأمن والسلام المجتمعي، ويقضي على أواصر الأخوة الإنسانية وهو ناتج فكري للمفاهيم الخاطئة للتعاليم السمحة للأديان.

وأوصي المؤتمر بضرورة الاعتراف بحقوق المرأة والطفل والمسنيين وذوي الاحتياجات الخاصة، وكافة الضعفاء والمهمشين، وأنه واجب ديني، وضرورة اجتماعية تكفلها الدساتير والقوانين في العالم كله، ويجب أن يتعاون الجميع على إقرار هذا الواجب سواء على مستوى الأفراد أم المؤسسات أم المجتمعات.

وأكد المؤتمر أن الاختلاف الإنساني سنة إلهية، وحضارية مصداقًا لقوله تعالى: ""وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ"" وأن في إقراره إقرارًا للإرادة الإلهية في الخلق مما يوجب قبول المخالف في الرأي والمذهب والدين، وأن ذلك هو أساس التماسك الاجتماعي، وتحقيق الاستقرار والأمن في المجتمعات الإنسانية.

ورفض المشاركون في المؤتمر كل محاولات الاستغلال الطائفي والمذهبي التي يمارسها بعض أتباع الأديان من الجماعات المتطرفة باسم الدين؛ لبلوغ مآربَ سياسةٍ واقتصاديةٍ؛ لما أحدثته من صراعات دمويةٍ، وخلافات مذهبية، وحركات إرهابية شوهت وجهَ الحياةِ المعاصرة.

كما تم التأكيد على اقرار مبدأ الأخوة الإنسانية بين مكونات منهج التواصل الحضاري بين الإسلام والآخر؛ من أجل مزيد من التفاهم والتقارب، وثقافة الاحترام المتبادل حتى الحصول على السلام العالمي.

واقترح المؤتمر ترشيحَ عدد من الشخصيات العامة من الشرق والغرب من غير المسلمين والتي أثرت في مجتمعاتها تأثيرًا مباشرًا، وعمقت ممارسات التسامح والدمج المجتمعي ونبذت العنف، ودعوتهم لمؤتمر قادم –إن شاء الله- ضمن خطة تهدف لتوسيع دائرة التسامح وتبنيًا خطاب الاعتدال، وقبول الآخر، والخروج بها من إطارها المحلي إلى إطار عالمي؛ انطلاقًا من دعوة الإسلام الممثلة في قوله تعالى: ""وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"".

كما اقترح المؤتمر دعوة السلطات التشريعية إلى اعتماد بنود الوثيقة في التشريعات الوطنية؛ ترسيخًا لقيمة الأخوة الإنسانية لدى الشعوب.

واقترح المؤتمر على المؤسسات التعليمية إدراج وثيقة ""الأخوة الإنسانية""، ضمن المقررات الدراسية للمرحلة الثانوية وذلك في السنة النهائية، وكذا إدراجها في المرحلة الجامعية ضمن أية مادة يُتفق عليها، ولدينا استعداد لصياغة المحتوى التدريسي لها قيامًا بالواجب الديني والوطني.

وتوجه المؤتمر بخالص التحية والتقدير للإمام الأكبر ورئيس الجامعة؛ لرعايتهما المباركة لهذا المؤتمر، وكل من شارك وتعاون على إنجاح هذا المؤتمر من الباحثين والمشاركين من داخل مصر وخارجها.