الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رضا نايل يكتب: عندما هاجم «أوباما» محمد رمضان

الكاتب الصحفي رضا
الكاتب الصحفي رضا نايل

في عام 2006 دخل نجم الجيل -" اللى طلع له شعر كتير في صدره" ونص بنات البلد بتموت فيه- السجن لأنه هرب من الجيش، وقام بتزوير شهادة أداء الخدمة العسكرية ، لتصدر المحكمة العسكرية حينها حكمًا بحبسه سنة، بالإضافة إلى قضية تزويره شهادة نجاحه في الفرقة الثانية بكلية التجارة جامعة المنصورة.

والغريب والمدهش أن "نجم الجيل" لما خرج من السجن أحيا حفلًا ساهرًا كبيرًا أمام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك أثناء انعقاد منتدى "دافوس" الاقتصادي في شرم الشيخ عام 2008.

وقال تامر حسني في حواره مع مجلة "الكواكب" إن السيد الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء آنذاك، قال له: «إحنا اخترناك لإحياء هذا الحفل لأنك أصبحت واجهة الشباب الفنية، وأحد رموز الفن المميزين، وكلنا واقفين جنبك وبنحبك، والناس كلها بتحبك.. وأنت أسعدتنا، إنت قدوة لكل شباب مصر".

حتى أن الأستاذ حمدي رزق في مقاله " يا زين ما اختار" بجريدة المصري اليوم 29-5-2008 كتب ساخرا: " التعليمات قبل الحفل: يا تامر، هذا حفل رسمي ويختلف عن حفلات الشباب، الغناء لمدة ساعة واحدة فقط لاغير، لا دباديب ولا بنات بيغمي عليها، وتقفل صدرك، بلاش تبين الشعرتين..

تامر في انضباط كامل: تمام يافندم، لو احتاج الأمر أخلع الشعرتين، لست أقل من هاريسون فورد، هاريسون أزال شعر صدره بالكامل احتجاجا على مذابح الأشجار في الغابات المفتوحة".

وفي مقدمة كتابه "التسويق الاجتماعي والسياسي" يقول الدكتور سامي عبدالعزيز: "يستحق العصر الذي نعيش فيه أن يسمي "عصر التسويق"، فكل شىء قابل للتسويق، وكل شىء فيه إما موضوع للتسويق أو أداة من أدواته".

فمن بعد تسويق "تمورة" على إنه نجم الجيل، بدى في السماء نجم جديد للجيل، من غير "لا دباديب ولا بنات بيغمي عليها، ولا شعر في صدره"، إنما بـ "بسنج ومطاوي" وهو ما عبر عنه منذ أيام قليلة المخرج المسرحي الكبير جلال الشرقاوي مهاجما " نمبر وان": الفنان محمد رمضان فنان عادي، ليس خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، دخل المعهد لمدة أسبوعين وحُرم منه، وما يقدمه رمضان يسيئ للمجتمع وهو قدوة سيئة، حيث نرى أن الشباب الصغير يقوم بتقليده في كافة أنواع العنف والقتل والإرهاب، فما يقدمه نوع آخر من الإرهاب".

وهذا يجعلنا نتساءل من يصنع القدوة في هذا الوطن؟!

فبينما نرى محمد رمضان "أيقونة" في كل الاحتفالات الرسمية رقصًا وغناءً، أو محاضرًا في الندوات داخل الجامعات أو في اللقاءات الجماهيرية، نجد الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما" يهاجم نجمة تليفزيون الواقع كيم كارداشيان وذلك خلال حديثه لـ Amazon.com. يوم 2 أغسطس 2013 ، حيث يرى أوباما أن هذه البرامج تربي الشباب على أن النجاح هو عبارة عن السيارات الفخمة، والمنتجعات السياحية وارتداء أهم الأزياء من دور الأزياء العالمية، مهملين أهمية العمل على تنمية الشخصية، وأن الحلم الأمريكي كان يتضمن تعليمًا جيدًا للحصول على وظيفة مناسبة تعطي الأمان، موجهًا اللوم إلى المادة الإعلامية التي تبثها المحطات التلفزيونية اليوم لأنها أحدثت تغييرًا في الثقافة العامة، وأن طموح المراهقين بات أن يعيشوا حياة الأثرياء وكل تعريف آخر للنجاح لا يرضيهم، مؤكدًا أن جيله لم يتعرض لهذا الكم من المغريات في الصغر، ولم يكن ينتظر يوميًا كيم كارداشيان ماذا سترتدي او كانيي ويست أين سيذهب في العطلة ويعتقد أن هذا هو النجاح الحقيقي.

إنه عصر "الأنومي" وهو مصطلح استخدامه عالم الاجتماع والفيلسوف الفرنسي إميل دوركهايم للتعبير عن إصابة المجتمع بالانحلال والتفكك أو اللامعيارية، حيث تختفي القيم أو تتعارض وتتناقض ويرتفع مستوى القلق وتعم الفوضى والتذبذب، وتنتشر أنواع الانتحار:
- الانتحار الأناني: الناتج عن العزلة وعدم الانتماء.

- الانتحار الناتج عن اللامعيارية والقلق .

- الانتحار الناتج عن الأثرة والتعلق بهدف معين أو قيمة اجتماعية معينة.

وها نحن نعيش في عصر "الأنومي"

رضا نايل