الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.فتحي حسين يكتب: ملاحظات التعليم الجامعي في بلادنا ...!

صدى البلد

ربما لا تحتاج مصر إلى شعراء أو أكاديميين واساتذة جامعات أو اعلاميين تابعين للسلطة يتغزلون في شعرها الأسود الطويل الناعم، او في جمالها الزاعق الذي يصف محاسنها ومفاتنها وانوثتها الطاغية ولا تحتاج إلى مفكرين أو معارضين – علي ما تفرج- يوجهون لها النقد ليلًا ونهارًا دون أن يرشدوها إلى الحل للازمات التي تمر بها البلاد والاكتفاء بعرض المشكلة وتسليط الضوء عليها ، ولا تحتاج إلى أفاقين يحولونها في لحظة إلى سبوبة يملؤون منها كروشهم ليلا ونهارا وهذا و ما نراه في شخصيات ظهرت فجأة دون سابق انذار بخطورة جهلهم , ولا تحتاج إلى محتالين يمارسون عليها الدجل والشعوذة مستغلين جهل معظم افراد الشعب بحقائق الامور . 

كما لا تحتاج مصر إلى حكومة مصابة بخلل عقلي لا يجعلها تدرك ما يعانيه الناس من مشاكل وهموم دراسية وتعليمية جامعية وغيرها من مراحل التعليم ، تحدد الي حد كبير مستقبل اجيال كاملة من المفترض انها ستقود سفينة البلاد في المستقبل لان الجامعة هي مصنع الافكار والعقول الناضجة في الدول المتقدمة او التي تسعي لان تكون من بين هذه الدول ،ومن اجل هذا تحتاج مصر لمن يعمل مخلصا من أجلها ، مع الأسف لا وجود لهم – الي حد كبير - حتى في كتب الأساطير, ولكن علي أي حال فالخير موجود في امة الاسلام الي يوم الدين ،كما قال سيد الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .

مما لا شك فيه أن مرحلة التعليم الجامعي تعد من اهم المراحل التي يستعد لها الانسان من اجل ان يؤهل للدخول الي سوق العمل ويصبح انسانا منتجا ونافعا لنفسه واهله ولبلاده !

والتعليم الجامعي هو كلمة السر في نجاح أي دولة اقتصاديا واجتماعيا وعلميا وبل سياسيًا أيضًا نظرا لما يتطلبه من اعداد وتدريب واجتياز الامتحانات والاختبارات وتأهيل جيد لتولي قيادة الامور المجتمعية . لذا إن أرادت أي دولة الارتقاء بمستوى المجتمع اجتماعيًا، اقتصاديًا أو سياسيًا، فيجب عليها الاهتمام بمستوى التربية والتعليم عامة والتعليم الجامعي خاصة، ومن ثم تخصيص نسبة كبيرة من ميزانية الدولة للتعليم العالي والبحث العلمي وهذا قولا واحدا لا يحتمل أي تأويل او جدال من أحد !

والتّعليم الجامعي بالنّسبة للطّالب هو مفتاح العمل والتّوظيف، فالشهادة الجامعية بلا شكّ تزيد فرص الطّالب في التّوظيف والعمل، وإنّ عين الطّالب وهو لا يزال على مقاعد الدّراسة الجامعيّة ترنو باستمرار إلى الظّفر بالوظيفة التي تؤمّن للإنسان المال والرّاتب الجيد الذي يكون وسيلة العيش الكريم.

وربما كانت هناك ملاحظات جمة علي التعليم الجامعي في بلادنا وهي كفيلة بضرب هذه المرحلة التعليمية من عمر الانسان في مقتل ما لم ننتبه الي هذا الامر جيدا فليس عيبا ان نواجه اخطاءنا ونصححها وليس عيبا ان نكون مجتمعا متخلفا ولكن العيب الاكبر أن نري الاخطاء ونتعايش معا باعتبارها من الاعراف ومن طبائع الامور . وهذه الملاحظات يراها الكثيرون من القائمين علي العمل الجامعي ولكنهم في الوقت نفسه يتجاهلونها بشكل او بآخر وكأنها لم تكن , حفاظا علي مصالحها الخاصة الذاتية التي تتحقق من هذه الاوضاع عير السليمة في العمل الجامعي الحكومي والخاص علي السواء !.

وليس غريبا علي مجتمعاتنا النامية المتخلفة التي لا تزال تبحث عن نفسها وسط الدول المتقدمة ان تجد هذه الهالات علي وجود الجامعات الحكومية والخاصة منذ اكثر من قرنين ولكن الواقع حتي الان يسير من سيئ الي الاسوأ ومن منطلق اسمع ضجيجا ولا اري طحينا والنتيجة تراها في تراجع تصنيف جامعاتنا دائما الي المراتب الاخيرة دائما او قبل الاخيرة !!

والحقيقة تقول إننا نعيش في مجتمعاتنا العربية كبشر خطائين وليس مثل الملائكة الذين لا يخطئون ويطيعون الله فيما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ّ!

ولا نعيش في المدينة الفاضلة التي نادي بها الفيلسوف الكبير الفارابي والتي لا وجود للشر بها وانما الخير فقط , ولكن في الحياة الدنيا التي يتصارع فيها الانسان بين الخير والشر ستبقي ما بقيت الحياة علي كوكب الارض! وكما قال الشاعر : بالعلم والمال يبنى الناس ملكهم .. لا يبنى مُلك على جهلٍ وإقلال!