الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد شندي يكتب : العدل فريضة إلهية وضرورة إنسانية

صدى البلد

يعتبر العدل فريضة إلهية وضرورة إنسانية، تجب علي الإنسان للإنسان، وهو فريضة واجبة سواء كان الأمر تجاه المسلمين أم الكفار، تجاه الأصدقاء او الأعداء. 

يقول تعالي" يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى" . ولذلك فالعدل واجب علي أولياء الأمور من الولاة والحكام تجاه المتحاكمين يقول تعالي" وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" وتحقيق العدل في المجتمع يضمن للإنسان: الحرية في اختيار العقيدة وفي اتباع تعاليمها وإقامة شعائرها، واللجوء إلي سلطة شرعية تحميه وتنصفه وتدفع عنه ما لحق به من ضرر أو ظلم.

وكذلك التحاكم إلي شريعة الله سبحانه وتعالي وأن يحاكم إليها دون سواها، وعدم مصادرة حقه في الدفاع عن نفسه، وكذا دفع الظلم عن غيره بما يملك.

وعلى الحاكم ولي الأمر أن يقيم هذه السلطة وأن يوفر لها الضمانات التشريعية الكفيلة بحيدتها واستقلالها. وسر شرعية العدل تكمن في أنه يقضي بالتساوي بين الأمر والمأمور في القضاء، ويعمل علي إيصال الحق إلي صاحبه من أقرب طريق. أي أن العدل في جوهره يقوم علي المساواة بين الأفراد في المعاملة وعدم التمييز بينهم تبعا لمصلحة ذاتية أو منفعة شخصية.

وعلي ذلك ينبغي أن يعم العدل بين أفراد المجتمع المصري، حيث إن تخلف العدل يلغي شرعية السلام المفترض بين الطبقات الإجتماعية ، لأن هذا السلام رهن بتكافل هذه الطبقات في تحقيق الضرورات الواجبة لسائر أعضاء الجسد الإجتماعي..فالمنطلق والإطار هو وجوب العدل السياسي والقانوني والاجتماعي كفريضة ( إلهية- إنسانية ) لا النظر إليه كمجرد حق من الحقوق.

التوعية بأهمية التوازن بين الحقوق والواجبات:
إن تعميق البناء الديمقراطي في المجتمع المصري، بترسيخ أسس الحرية والشوري والمساواة والعدل يتطلب وعي الإنسان المصري بما له من حقوق، وما عليه من واجبات، وعلي المجتمع أن يحقق قدرا من التوازن بين هذا وئاك ، فبقدر التكليفات التي يفرضها المجتمع علي أفراده، تكون المزايا التي يوفرها لهم. فكلما كان هذا التوازن واقعيا، كلما كان إلتزام الفرد بواجباته قويا، وهذا يدعم ولاء وانتماء الفرد للمجتمع ويجعله انتماء عمل وممارسة، لا انتماء شعارات لا فائدة منها. 

ولكي يستطيع الفرد أن يقوم بواجباته تجاه خدمة المجتمع والحفاظ عليه والدفاع عنه، لابد وأن يحصل علي حقوقه التي تتمثل في حقه في الحياة الآمنة، حقه في الحرية والمساواة، وحق الحماية من الجور والتعسف، حتي اللجوء والمشاركة، حق التفكير والاعتقاد، حق العمل والإنتاج والتملك والبيع والشراء، حق التعليم والتربية، حق بناء الأسرة.. حقه في الكفالة من مجتمعه في حالة البطالة والشيخوخة أو المرض.