الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د علي الأزهري يكتب: مناهج الأزهر والدعوة للتطرف

د علي الأزهري يكتب:
د علي الأزهري يكتب: مناهج الأزهر والدعوة للتطرف

أصوات عالية نادت ومازالت تنادي بإحراق كتب الأزهر تحت دعوى أنها تفرخ الإرهاب والغريب أنه في برنامج تليفزيوني طلب المذيع من أحدهم مثالًا لهذه الكتب؟.
فرد قائلًا: "كتاب ابن شجاع" ! ولا أعلم في حياتي كتابًا يُسمي بهذا الاسم، وسأطرح عليها مناهج الأزهر التي تفرخ الإرهاب، وسأسوق لكِ اسم الكتاب ورقم الصفحة ونص الكلام دون بتر حتي نقف علي حقيقة مناهج الأزهر الإرهابية، وأنا أُمسك بمحبرتي وأُسطرُ كلماتي
هذا كتاب مقرر علي الصف الثالث الإعدادي كتاب يُسمي (أصول الدين )
في صفحة (666) الموضوع الخامس بعنوان : (جزاء المفسدين في الأرض) قال تعالي : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (المائدة:33)، يحاربون : المحاربة من الحرب، وهي ضد السلم، والمراد بها هنا : قطع الطريق علي الآمنين، فسادًا : الفساد ضد الإصلاح....، المعني للآية : إن الإفساد في الأرض من أشد الجرائم خطرًا، حيث إنها هادمة لبُنيان المجتمع وأمنه، من هنا جاءت العقوبة علي قدر الذنب، والجزاء من جنس العمل، وقد جُعل هذا النوع من العدوان محاربةً لله ورسوله؛ لأنه اعتداء علي حقوق الناس وأموالهم وأعراضهم، ولذا جاز لحاكم المسلمين أن يقتلهم إن قتلوا، أو يصلبهم إن جمعوا بين أخذ المال والقتل، أو يقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، إن اقتصروا علي أخذ المال، أو ينفيهم من الأرض إن أخافوا الناس وقطعوا الطريق عليهم، هذا عقابهم في الدنيا، أما عقابهم في الآخرة فهو العذاب العظيم الذي لا يستطيع أحد تحمله .

أزيدك من الشعر بيتًا : في ذات الكتاب الصفحة (855) الموضوع التاسع (مجادلة أهل الكتاب) قال تعالي : (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)(العنكبوت:46)، ولا تجادلوا : المجادلة والجدل، الحِجاج، والمناظرة، والمناقشة، أهل الكتاب: اليهود والنصاري، إلا بالتي هي أحسن : إلا بالطريقة التي هي أحسن، والمعنى : ولا تحاوروا ولا تناقشوا ـ أيها المؤمنون - اليهود والنصاري إلا بالطريقة الحسنة، بأن نرشدهم إلي طريق الحق بأسلوب لين كريم... الإسلام يُقر حرية الرأي والتعبير والاعتقاد (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) (البقرة:256).

وهناك جملة من روائع الهدي النبوي : في صفحة (1311) من الكتاب سالف الذكر وتحديدًا الحديث العاشر ـ رعاية حقوق غير المسلمين - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا ). (رواه البخاري)، المعاهد : من له حق الأمان، لم يرح : لم يشم، والمعنى : يُحذر النبي صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث من قتل المعاهد، وهو : من كان له مع المسلمين عهد شرعي، سواء كان بعقد أمان، أو هدنة من سلطان أو حاكم، أو أمان من مسلم أو مسلمة، والحديث يبين أن عقوبة من قتل معاهدًا جزاؤه أن لا يشم رائحة الجنة، والحديث فيه تحريم الغدر في الإسلام، ووخيم عاقبته.

ومسك الختام : في صفحة (1566) الحديث الثامن عشر الرفق بالحيوان عن المرأة التي دخلت النار في هرة حبستها والرجل الذي دخل الجنة لأنه سقي كلبا يلهث.