الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تدمير وسرقة .. مخاطر تهدد آثار اليمن بالضياع إلى الأبد

آثار اليمن
آثار اليمن

كشف الأستاذ الدكتور منير عبد الجليل العريقي، أستاذ الآثار القديمة في جامعة "إب" باليمن، أن للآثار اليمنية أهمية بالغة عند دراسي الحضارات القديمة، بوصفها نتاج لإحدى الحضارات المهمة والرئيسة التي ازدهرت في منطقة الشرق الأدنى القديم.

وتابع: "وما خلفته من الآثار المتمثلة بالصروح واللقى الأثرية المختلفة الوظائف يعد دليلًا ماديًا على الرقي الحضاري لتلك المنطقة الحضارية، إذ أسهمت في التطور الإنساني بشهادة الدارسين".

جاء ذلك في بحث له أجراه حول المخاطر المحدقة بالآثار اليمنية في ظل الحرب وقدمه لاتحاد الأثريين العرب، حيث تتعرض الآثار اليمنية حاليًا سواء تلك الثابتة أم المنقولة لمخاطر جسيمة ومتعددة طبقا لقوله، نتيجة للظروف الاستثنائية التي تمر بها اليمن والمتمثلة بالحرب المستمرة منذ خمس سنوات.

وتتمثل أهم تلك المخاطر في انفراط عرى السلطة المركزية، الأمر الذي أدى إلى عدم وجود جهة واحدة مسؤولة تحافظ على ذلك الإرث الحضاري الذي يعتبر جزءًا من إرث الحضارة الإنسانية، فضلًا عن تخلي المسؤولين والسياسيين عن هذا القطاع بوصفه يمثل آخر اهتماماتهم.

وقال: "كما أدى عدم وجود سلطة الدولة في عدد من المحافظات إلى العبث بالمواقع الأثرية ونبشها من قبل اللصوص والمهربين، فضلًا عن تعرض تلك المواقع الأثرية للخراب والتدمير، فقد استخرجت منها لقى أثرية ذات قيمة حضارية تم تهريبا إلى خارج البلاد وبيعها بطرق غير مشروعة في البلدان الأوروبية وأمريكا".

وما زالت مئات من القطع الأثرية اليمنية المهربة للخارج تباع في تلك البلدان في مزادات علنية معروضة في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ، الأمر الذي سيؤدي إلى فقدان تلك القطع الأثرية إلى الأبد، لاسيما وأنها تشترى من قبل الهواة وجامعي الكنوز وأصحاب المجموعات الخاصة.

فضلًا عن عدم قدرة الباحثين والدارسين للحضارة اليمنية القديمة الاستفادة منها في دراساتهم وبحوثهم عن تلك المنطقة الحضارية، لاسيما وأن الدراسات الآثارية في ذلك البلد ما زالت في بداياتها.

وكشف قائلًا: "تعرض عدد كبير من مواقع الآثار القديمة منها والإسلامية للقصف بالطيران والصواريخ ومختلف أنواع الذخائر، الأمر الذي أدى إلى تدميرها كليًا أم جزئيًا وبالتالي فقدان أهمية تلك المواقع،وصعوبة الحصول على المعلومات الحضارية التي كان من الممكن الحصول عليها من قبل الباحثين".

فضلًا عن صعوبة ترميمها مستقبلًا وتوفير التكاليف المالية الباهظة المطلوبة لذلك، كما تم تدمير عدد من المتاحف اليمنية في عدد من المحافظات وسرقة محتوياتها وتهريبها إلى خارج البلاد.

وحذر من استمرار حالة العبث بالآثار اليمنية وتدميرها وعدم الاهتمام بها داخليًا وخارجيًا، الأمر الذي سوف يؤدي إلى ضياع الإرث الحضاري لهذا البلد العريق بشعبه وحضارته،وفقدان حلقات زمنية وتاريخية مهمة من حضارته،وحمل كل المشاركين في هذا الصراع مسؤولية الحفاظ على الآثار اليمنية ، وسيذكر التاريخ ذلك لهم سلبًا أم ايجابًا .

وناشد كل المنظمات الدولية المهتمة بالآثار وفي مقدمتها اليونيسكو، التحرك السريع والجاد لإنقاذ الآثار اليمنية والقيام بمسؤولياتها التي نصت عليها القوانين والمواثيق الدولية،وبذل قصارى جهدها في ذلك الأمر قبل فوات الأوان.