الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إسراء النجمي تكتب: حلو الختام

صدى البلد

نستمع لـ أغاني كثيرة، ونتغنى بكلماتها وألحانها، منها ما تلمس شئ بداخلنا، ومنها ما نأخذها على محمل الاستماع لـ التسلية فحسب.

ودائمًا ما تلمسنا تلك الأغاني التي تتشبعها روح الحالة.. سواء روح البهجة أو الرومانسية أو الدراما، وليست أي أغنية من تلك التصنيفات تسطيع أن تتآلف وتستكين بها روح حالة الأغنية لـ نشعر بها، فـ ذلك يعتمد على قوة إحساس الشاعر ورؤيته المميزة للموضوع الذي يكتب عنه، وإتقانه التعبير عن رؤيته وإحساسه من خلال تناول يلمس المستمعون، ثم يأتي دور الملحن والموزع وشطارتهما في فهم ما قدمه الشاعر، لـ يُشاركا بـ ذكاء ورؤية خاصة بهما لـ تكتمل حالة الأغنية، ثم يأتي دور المطرب الذي يتوج هذه الحالة بـ إمكانياته التي تضيف كثيرًا للعمل، فـ نشعر نحن بالأغنية وتأخذنا روحها للعيش بداخلها عند استماعنا لها، ولكن ما بالك أن تتشبع أكثر من روح حالة في أغنية واحدة؟!..

وهذا ما شعرت به في "حلو المكان" أجدد أغاني تامر حسني، هذه الأغنية التي تُمثل أكثر من حالة في ثلاث دقائق ونصف، تشعر خلالهم بـ "الفرح، الحب والود الشديد، البهجة، والتفاؤل"، وطبيعي أن تجتمع كل هذه المشاعر في أغنية واحدة.. ولكن هل من الطبيعي أن تشعر بالحنين أيضًا وسط كل هذه المشاعر الفَرِحة ؟!.. نعم، فـ كلمات الأغنية التي تتحدث عن أصحاب زمان و"اللمة الحلوة" تضفي عليها شئ من الحنين، لتجد نفسك تفرح وتبتهج بفعل الألحان والتوزيع، وتحن بـ حب وود شديد حتى أنك تشعر وكأنك تريد البكاء أيضًا وذلك بفعل الحنين الذي تُشعرك به كلمات الأغنية.

"السهرة دي حلوة جات في الميعاد".. جملة جاءت ضمن كلمات الأغنية التي كتبها أحمد المالكي، وعلى نهجها أقول "الغنوة دي حلوة جات في الميعاد"، حقًا كُنا بحاجة لعمل يبث فينا روح البهجة ويُحرك فينا هذه المشاعر الرقيقة الإيجابية وسط الحالة العامة من الكآبة والسلبية التي يعيشها الكثير هذه الفترة، ونجح المالكي في ذلك بكل بساطة وحرفية وتميز.

جاءت ألحان محمد يحيى سلسة ومتناغمة مع الكلمات ولائقة كثيرًا عليها، وأعتقد أن شكل اللحن سهّل على أماديو موزع الأغنية مهمة التميز، فـ لولا شكل اللحن ما جاء ذلك الفاصل الموسيقي المميز بين جملة "حلو المكان" و جملة " يا أصحاب زمان"، والتي اختار فيها أماديو "الأكورديون" ليقوم بهذه المهمة في الفاصل الموسيقي بين الجملتين، لـ تأتي منه الفواصل الموسيقية في الأغنية، والذي أرى أنه من أكثر ما ميّز الأغنية.
من وجهة نظري أن يحيى سهّل على أماديو التميّز.. ولكن أماديو أبدع في اختيار تفصيلة التميز من اختياره لـ المقسوم والأكورديون وتصميمه للفاصل الموسيقي بهذا الشكل، لـ يأخذ التوزيع الروح والشكل المصري الأصيل ولكن بطريقة غير مألوفة.

وقبل نهاية المقال أريد القول أن: من إيجابيات الأغنية أن جمالها واضح من أول استماع لها، فهناك أغاني تحتاج لـ أن تسمعها أكثر من مرة لـ تكتشف جمالها على عكس "حلو المكان"، فـ أنت لا ترى جمالها فقط في استماعك الأول لها ولكنك أيضًا ترى نجاحها الكبير وتتنبأ به، فـ مبروك مقدمًا.

وفي الختام.. شكرًا لـ صُناع الأغنية على هذه الروح والحالة التي عيشنا من خلالها أجمل المشاعر، وبمَ أن يفصلنا أيام قليلة على ختام 2019، ، وإن كانت "حلو المكان" هي أخر أعمال تامر حسني الغنائية في هذا العام، فـ "حلو الختام" لـ تامر ولـ صناع العمل ولـ الوسط الغنائي ولنا بـ "حلو المكان".