الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

داليا مكرم تكتب: أمهات تصنع الوباء

داليا مكرم
داليا مكرم

طفلك إذا ولد ذكرا خذيه إلي محل الألعاب واجعليه يختار مسدسآ أو "رشاش"، وإذا التفت إلى شيء آخر لا يشبه ذلك أخبريه أن هذه هي ألعاب الرجال، إذا بكى أو كان حنونا وبخيه والعنيه اجعليه يخجل من فطرته التي خلق عليها، اجعليه عنيفا لا يعرف مودة ولا رحمة واطلبي منه دائما أن يكون حادا بلا شعور وأخبريه أن هذه يجب أن تكون أخلاق الرجال اجعليه يتبول أمام الماره ولا تخبريه بالحلال والحرام أعيدي على سمعه أن الرجال لا يعيبهم شيء. 

اطلبي منه أن يضرب أخته ورسخي في عقله أن الأنثي ناقصة ويجب أن تكون خادمة مطيعة وليست شريكة حياه.. اجعليه أبله لا يستطيع حتى تنظيف مكانه وقولي له هكذا يجب أن يكون الرجال.

هل سمعتي صوته يتغير ويظهر له شارب اسأليه هل أصبحت رجل ؟؟ اجعليه يعتقد أنه بهذا أتم رجولته ولا يحتاج شيئا آخر ليكون رجلا إلا ذلك الجزء البهيمي اجعليه حيوان بدون عقل أو إرادة.

أما إذا كانت أنثى خذيها إلى محل الألعاب واجعليها تختار دمية على شكل طفل ترضعه وتنظف له الثياب أو عروسة بفستان أبيض وإذا اختارت شيئا آخر أخبريها أن هذه هي ألعاب البنات اجعليها تكره جسدها وتشعر أنها عورة ضعيفة ناقصة. 

كفنيها بالأقمشة واجعلي الحب محرما عليها أخبريها أنها ستتزوج من ذلك الذي سيدفع أكثر لا محالة وأنها مهما درست لن يكون لها أي شأن إلا عندما تتزوج وتنجب وتصبح خادمة مطيعة وليست شريكة حياة وأنها بذلك فقط ستكون مكتملة في نظر مجتمعها.

زوجوهما وانتظروا اليوم التالي للزواج واذهبوا إليهما لتتأكدوا من عفتها وصحة رجولته واطلبوا منهما أن يسرعوا في الإنجاب ليكتمل فرحكم البائس.

ثم اذهبوا إلى بيوتكم واشكروا الله وادعوه أن يكملا تلك المسيرة مع أبنائهما وبعد أن تروهما تعساء لا يعرفان معنى الحياة بينهما العنوهما وانعتوهما بالفشل، مبروك لقد أتممتم تشويه عقولهم وحياتهم وحياة أبنائهم بنجاح وحكمتم عليهما بالتعاسة الأبدية.

أولادنا مرآة لما قمنا به في طفولتهم، فإذا نظرنا إلى الرجل السلطوي المتعنت دائما ما تجد ماضيه وتربيته حافلة في وسط أسرة فعلت به ذلك، وإذا نظرت للمرأة المادية التي لا تعرف الإخلاص ستعرف أنها لم تتعرف على المثل والأفكار المناسبة وسط عائلتها، ودائما ما يتأثر الأطفال بأمهاتهم بشكل أكبر حيث يقضون معها وقتا كبيرا من طفولتهم ينهلون منها أغلب القيم التي يعيشون عليها فيما بعد، أحسنوا إلى أبنائكم ليتحسن المجمتع من حولكم.