EN 
أكثر العلاقات نجاحا هي تلك العلاقات المغلقة على طرفيها، لايبدو لك منها سوى الاحترام المتبادل ، وتبقى لهما وحدهما التفاصيل، لا أحد يعلم عنهما شيئا ،لا يمكنك أن تفرق بين أوقات اتفاقهما و خلافهما،علاقة كلما سألت أحد طرفيها عن أحواله مع الطرف الآخر، أجاب إجابات عامة فضفاضة ،تبعد كل البعد عن خصوصيتهما ، تلك العلاقة التي إذا تخللها الخصام لعدة أيام ، و وقعت مناسبة خلال أيام البعاد، كان أول الحاضرين ليشاركها إياها ،فلا يقبل أن يضعها أحد في موقف محرج عندما ينكشف أمر غيابه،علاقة تنحي كل شيئا جانبا عندما يمس إحداهما مكروها، أو يتحسس أن الآخر يمر بأوقات الضعف والانكسار . علاقة لا تقبل بطرف ثالث ،ولا تسمح بدخيل عليها، علاقة قوية قادرة على تجاوز تقلباتها وحدها دون أن تطلب النصح ، علاقة على دراية أنها وحدها التي تملك أن تعيش كافة مشاعر الغيرة والجنون والاشتياق دون مراقبة أو سلطة من أحد.
لا تنبهروا كثيرا بعلاقات السوشيال ميديا ،فهي لا تمت للحب بصلة ،فاستمرارها مرهون أكثر بعدد اللايكات والتعليقات ،علاقات تهتم بظاهرها عن باطنها، شغلها الشاغل ماتقدمه للمتابعين وليس بما يقدمه لطرفه الآخر، علاقات يكثر بها التكلف والتصنع ، علاقة همها الأكبر التقاط صورة منمقة... فالمحب لا يشغل نفسه بالتقاط الصور بقدر أنه لا يدخر جهدًا لكي يلمح ايه معالم للفرح ترتسم على وجهها ،فيقفز قلبه فرحًا على أثرها، يكفيه أن يوثقها بين ثنايا روحه دون الحاجة إلى عدسة كاميرا. فالعلاقات التي تقوم على تقييم وتعقيب الناس لاسيما عندما يتعلق الأمر بالإشارة إلى علامات تجارية وبرندات عالمية ، لا يصلح أن نطلق عليها علاقة حب،فالحب ليس سلعة،و لا وسيلة يمكن استغلالها حتى يصل البعض من خلالها إلى غاية المتاجرة ،إنما عبارة عن هوية خاصة تميز كل علاقة على حدة ،ولا يمكنها أن تتشابه مع ايه علاقة أخرى .
