الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتاوى تشغل الأذهان.. هل يجوز قراءة القرآن الكريم بدون تجويد.. وما حكم سجود السهو.. وعلي جمعة: البعض يقرأ التاريخ بعين واحدة وهي الطريقة العوراء

دار الإفتاء
دار الإفتاء

  • مفكر أردني: هناك صور كثيرة يمكن تطبيقها لحفظ حقوق الجار
  • زوجتي تهتم بقراءة القرآن وتهمل الأولاد.. الإفتاء ترد

تلقت دار الإفتاء والمؤسسات الدينية العديد من الأسئلة والاستفسارات التي حرص المواطنون على معرفة حكم الدين فيها وما التوجيه الشرعي الصحيح للتعامل مع ما يواجهونه من قضايا يحتاجون فيها إلى رأي الشرع من علماء الدين.

وفيما يلي يستعرض «صدى البلد» أبرز هذه الفتاوى:

قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إن سجود السهو سُنة، ولو تركه الإنسان فالصلاة صحيحة ولا تبطل بتركه.

وأوضح جمعة، في إجابته عن سؤال: «ما حكم من نسي سجود السهو؟» أن سجود السهو نؤديه استكمالًا للصلاة فمن نسيه أو نسى سجدة من سجدتي السهو فلا شىء عليه وصلاته تبقى صحيحة.

وأشار مجمع البحوث الإسلامية، إلى أن سجود السهو في الصلاة سُنة وليس واجبًا وشُرع لجَبْر الخلل الذي يَحدث في الصلاة من زيادةٍ أو نقصان في الصلاة.

ولفت مجمع البحوث في إجابته عن سؤال: «ما هي أحكام السهو في الصلاة ؟»، إلى أن سجود السهو يكون سجدتين يسجدهما المصلي قبل السلام أو بعده»، مُستشهدًا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- «إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِى صَلاَتِهِ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى ثَلاَثًا أَمْ أَرْبَعًا فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ وَلْيَبْنِ عَلَى مَا اسْتَيْقَنَ ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ فَإِنْ كَانَ صَلَّى خَمْسًا شَفَعْنَ لَهُ صَلاَتَهُ وَإِنْ كَانَ صَلَّى إِتْمَامًا لأَرْبَعٍ كَانَتَا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَانِ» رواه مسلم.

وأضاف مجمع البحوث الإسلامية، أن سجود السهو في الصلاة يكون في هذه الحالات: أولًا: إذا سلم المصلي قبل إتمام الصلاة، ثانيًا: عند الزيادة عن الصلاة، ثالثًا عند نسيان التشهد الأول، أو نسيان سنة من سنن الصلاة، رابعًا عند الشك في عدد ركعات الصلاة ، كأن شك، صلى واحدة أو اثنتين، يجعلها واحدة، ويسجد للسهو.


قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه لما كان كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الحجة التي يرجع إليها الناس، كان الناس يعيشون في دفء، وحب، وسلام، وأمن، وتطور، وحضارة، وعزة، وكرامة، غبشت رؤيتها على كثير من الناس.

وأضاف جمعة، عبر "فيسبوك": "فلما قرأوا التاريخ قرأوه بعين واحدة، يمكن أن نطلق عليها الطريقة العوراء، ولما ذهبوا لفهمه ذهبوا إليه بساق واحدة، يمكن أن نطلق عليه الطريقة العرجاء، ولذلك رأيناه في عملية انتقائية بحتة، رأوا حضارة المسلمين تخلفًا وفنونهم سذاجة، وحياتهم مليئة بالاستبداد وبالظلم، والأمر لم يكن كذلك، ومثال ذلك أن يقرأ أحدهم كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، ويظن أن المجتمع المسلم كان يعيش في حالة انحلال وسكر، أو يقرأ حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني، وهي تتكلم عن نفس الزمن، وعن نفس البلاد فيصف التاريخ الإسلامي وجماعة المسلمين بأنهم كانوا في عزلة وزهادة في الدنيا".

وأكمل: "العدل أن نقرأ كل الجوانب التي حكمت المجتمع وأن نفسرها من خلال سياقاتها وزمنها والسقف المعرفي، والثقافة السائدة؛ لأنه ليس من الإنصاف أن نستعمل الطريقة العوراء أو العرجاء في التفاهم مع تراث الناس، فما بالك تراثنا وحضارتنا".

وتساءل: "ما الذي فقدناه؟ والإجابة عن هذا السؤال ذكرتني بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والذي فيه تلك الصفات المذكورة في هذا الكلام، وكيف طبقها المسلمون، وحولوها إلى فنون وآداب، وإلى ثقافة وحضارة، وإلى مهن وحرف، وكيف تحكمت فيهم بسهولة آلت إلى تركيب بديع، أعزهم الله به، وأخرجوا به الناس من الظلمات إلى النور، تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (الإيمان بضع وسبعون -أو بضع وستون- شعبة فأفضلها قول (لا إله إلا الله) وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان) [رواه مسلم]".

ورد سؤال للشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، من سائل يقول: "هل يجوز قراءة القرآن الكريم بدون تجويد؟".

أجاب أمين الفتوى خلال فيديو عبر الصفحة الرسمية للدار، أن الأصل فى قراءة القرآن الكريم أن يكون متضمنا أحكام التجويد والتلاوة.

وأوضح أنه لو تعذر القراءة بأحكام التلاوة والتجويد فإن الذي تشق عليه القراءة بهذه الصورة لن يقرأ أصلا لأنه غير ملم بها، فهنا يجوز القراءة بغير الأحكام ولكن على القارئ أن يسعى لتعلم هذه الأحكام.

وأشار إلى أن النبي حببنا وأرشدنا إلى تلاوة القرآن الكريم والإكثار منها، منوها بأن القارئ عليه ألا يجعل عدم معرفته بالأحكام مانعا له من القرآن.

زوجتي تهتم بقراءة القرآن وتهمل الأولاد؟
وورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول صاحبه: «زوجتي تهتم بقراءة القرآن وتهمل الأولاد، وعندما أتحدث إليها تتهمني بعدم الإيمان؛ فما حكم الدين وبما تنصحني؟».

وقال الشيخ على فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، فى إجابته عن السؤال عبر فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على موقعها الرسمي بـ «فيسبوك»، إنه من غير الجائز شرعًا أن تهتم الأم بقراءة القرآن الكريم فقط على حساب بيتها ومصلحة أبنائها.

وأكد «فخر» فى فتواه ضرورة فهم القرآن الكريم وتدبر معانيه؛ فالقرآن ينظم حياة الفرد في أسرته ومجتمعه ويقوي علاقة الإنسان بهم وليس العكس.

وأضاف أن الرسول – صلى الله عليه وسلم- قد بين لنا فى السنة المطهرة أن الزوجة فى رعاية زوجها؛ فهي تساعده فى بيته وتقوم على رعاية شؤون أولادها؛ لذا عظم القرآن الكريم والسنة النبوبة من شأنها.

من ناحية أخرى، شدد محمد نوح، القضاة المفكر الإسلامي الأردني، أهمية صلة الرحم مع الجار، وعدم قطع حبال المودة بسبب مشكلات صغيرة.

وقال نوح القضاة خلال لقائه على قناة "اقرأ": "هناك صور جميلة كثيرة نستطيع تطبيقها، وهي التعارف بين الجيران والتزاور وتبادل الأطعمة على فترات، والمشاركة في المناسبات، وتقدير ضيوفهم وستر بعض سلبياتهم، والسؤال عن مريضهم وتفقد أحوالهم، وقد جاء في الحديث «مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه».

واستشهد بحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به". قال الحافظ الهيثمي: رواه الطبراني.

وأشار المفكر الإسلامي الأردني، إلى أن التسامح مع الجار والعناية بالجار من صفات الإيمان.

وشدد على أن الجار ينبغي أن يكون متسامحًا مع جاره، يشاركه في فرحه وحزنه، يصبر ويتغافل عن بعض الأمور، ولا يتسبب في إزعاجه أو ترويعه.