الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمير السكري يكتب: البحثُ في الذات

صدى البلد

قد ينقصك فقط قليل من الإبحار في عالمك الخاص وما تحويه نفسك من أفكار وروحانيات ربما يغيب عنك كونها ذات قيمه ومغزى .. فقد تجهل حقيقه أنك ربما ستكون يومآ ما المبدل لسلوك وأفكار من حولك فلم لا؟ وما الذي يمنعك أن تتناول عالمك الخاص بكل جوانبه الإيجابية والسلبية وتدبر المجتمع بعناية، وإصلاح عيوبك وتعزيز وتثبيت ميزاتك؟ فالفلاسفة السابقون بما فيهم من عيوب قد غيروا نظرات المجتمع حول أشياء عديدة واستفدنا من أفكارهم ونظرياتهم التي انبعثت إليهم من تدبر الحياة والإبحار في عالمهم الخاص فلماذا لا تكون واحدًا منهم هل هذا غريب؟! ..ما الذي يعيقك عن أن تركل منطق استضعاف نفسك والتشكيك في قدراتك جانبآ؟ .. لماذا لا تطلق افكارآ قد تصبح يومآ من الأيام نبراسًا لتغيير المجتمع؟ فأنت وحدك أيها الإنسان من يوجه المجتمع في أشياء كثيرة، نذكر منها على سبيل المثال العادات والتقاليد، الصالح والطالح منها وكذلك منظومة العمل والزواج والعلاقات الاجتماعية بشكل عام. فعلى كل فرد أن يبدأ بنفسه وأن يترك هذا المنطق السلبي المدمر القائم على نظرية (اشمعنا أنا ... هي جت علي؟) فهذا الاتجاه لن يغير مجتمعا على الإطلاق، لذا عليك أن تصفي ذهنك لتقبل فكرة تغيير المجتمع وأن تعرف نفسك جيدًا وأن تكون على قناعة تامة رغمًا عن المشككين في قدراتك الفكرية. 
إنك من الوارد جدا أن تحمل لواء التغيير في مجتمع أنهتكه عبادة التقاليد وعلاقات اجتماعية في غالبها تم ضربها في مقتل عن طريق هذا الاختلال الحاد في منظومة القيم وأيضًا ضياع المبادىء. أنا بالطبع لا أقصد أن يكون الفرد في وضعية فكرية قوامها المثالية، ولا أضعه في خانة الأحلام الوردية الشبه مستحيلة ولكني أطلب منه القليل من إعمال العقل والضمير ومحاولة بث موجة فكرية نضمن بها على الأقل تعديلا ولو طفيفًا على مسار الذات الإنسانية وعلاقتها بالمجتمع - وذلك أضعف الإيمان ... فالفرد محاسب لا محالة على تقصيره وإهداره للقيم من جهة، ومن جهة أخرى محاسب على إهداره لمحاولات إيقاظ وتوعية النفوس التي تنشر السلبية والتردي في المجتمع، وسيسأل يوم القيامة عن علمه فيما أفناه. ومن هنا فعليك عزيزي الفرد أن تفتح طريقا نحو اكتشاف قدرات نفسك، فالمجتمع من الناحية الفكرية لن تحركه منظومات أو قوانين ..ولكنك وحدك بدون شك قائد دفته ومن تحفظ ماء وجهه ... والمطلوب منك أن تقتنع بأن كل ما يصوب تجاهك من أسلحه قوامها الانتقاد اللاذع والاتجار بالشائعات ومحاولة زعزعة ثقتك في نفسك من قبل البعض لن ينال من جمالها على الإطلاق، فكلها حروب اجتماعية طبيعية. فكثير من البشر لم يفكر يومًا أو ربما لا يرغب من الأساس بالتفكير في فتح دهاليز أفكاره وما يجول في نفسه، هو فقط يوجهه شيطانه إلى الابحار في عالم الآخرين لأكثر من سبب، وكل ذلك من أجل وضعك في صورة باهتة لا تعبر عن حقيقة عالمك الداخلي ولا تعبر عن سمو نفسك وأفكارك والتي بالنهاية تضمن لهم غض الطرف عن عيوبهم الجسيمة، فربما أن لديهم عقدة نفسية من نظافة عالمك الداخلي ونقائه لأن طبائعهم الغير نقية لا تجعلهم يرون سوى سوء عيوبك، وطريقهم لذلك إما تلميع هذه العيوب أو ترويجُ الإشاعات عنك ان لم يجدوا مدخلا لعيوبك . 
وعلى الفرد تقديمُ رسائل كثيرة في هذه الدنيا منها إرساء القيم والمبادئ وتعزيز استقلالية الفكر المبني على التعقل والضمير، الأمر الذي ربما يغير نظرة المجتمع تجاه نقاط واتجاهات عديدة, لا تضع نفسك عاجزًا عن ذلك لأن الآخرين من حولك عازمون على وضعك في خانة البؤس مشككين دائما في قدراتك، فأنت وحدك الذى يعلم ما يدور في نفسك وعقلك ...أنت وحدك الذي ربما صنعَت تجاربك المريرة والمتنوعة منك إنسانًا يرى المستقبل جيدًا ويتدبر كل ما يجري بعناية فائقة، فكل ما عليك هو أن تضع حدًا لتصورات الآخرين عنك وألا تنشغل بالفكرة المأخوذة عنك في مجتمع أساس نقل المعلومات فيه يعتمد على نظرية "سمعت فلان يقول".

وأتحداكم أن تعرفوا من هو الذى يقول ومتى قال؟! ولمن قال؟! للأسف حالة الفراغ التي يعيشها بعض الناس تفرض عليهم هذه السذاجة المفرطة وهذا الانغلاق الفكري. فكن أنت أيها الفرد المحرك لهذا المجتمع. ومن هنا فعليك فقط محاولة اكتشاف نفسك والبحث عن ذاتك وسط تفشي السلبية وإهدار الفكر والقيمة واضعا في اعتبارك أن من سبقونا من الفلاسفة العظام لم يخطر ببالهم يومًا أن تكون لهم نظريات مرشدة وموجهة لأجيالٍ تأتي من بعدهم.

ويأتي الدور الأكبر هنا لمنظمات المجتمع المدنى وخبراء التنمية البشرية فى وضع أسس فكرية يقتدى بها المجتمع فى كافه مجالات الحياه تضمن المزج بين الانفتاح الحادث بكل أشكاله وصوره وبين القيمة والمبدأ وأعمال العقل والضمير وعلى المدارس والجامعات أن ترسخ أدوار القيادة فى نفوس طلابها وأن تضع درجات فعليه تضاف إلى المجموع الكلى على كل فكره ايجابيه تحل ازمه أو كل نشاط طلابي من شأنه إحداث تغيير فكرى مطلوب.