الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبير يرصد حقائق عيد الميلاد بين القرآن والإنجيل والتقويمات الفلكية

صدى البلد

يحتفل المسيحيون فى الغرب بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام 25 ديسمبر وفى مصر 7 يناير، وما بين التاريخين هناك الكثير من الحقائق التاريخية التى توضح هذا، حيث يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن مسيحى مصر يحتفلون بعيد ميلاد السيد المسيح يوم 29 كيهك حسب التقويم القبطى.

وهذا اليوم يوافق 25 ديسمبر من كل عام حسب التقويم الرومانى، والذى سمى بعد ذلك بالميلادى ولقد تحدد عيد ميلاد السيد المسيح يوم 29 كيهك الموافق 25 ديسمبر وذلك فى مجمع نيقية عام 325م حيث يكون عيد الميلاد فى أطول ليلة وأقصر نهار (فلكيًا)

وقال ريحان أن القرآن الكريم لم يذكر أى تاريخ أو مكان محدد لميلاد السيد المسيح سوى "مكانا شرقيا"، قال تعالي: "واذكر فى الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانًا شرقيا"، مريم 16، وهذا بالنسبة إلى مسكن عائلة أم السيد المسيح ومريم العذراء التي اصطفاها سبحانه وتعالى على نساء العالمين.

وفى أناجيل العهد الجديد الأربعة لم يتحدث القديسين مرقص ويوحنا عن واقعة الميلاد، واختلف القديسين متى ولوقا سواءً في تحديدهما لتاريخ الميلاد أو لموقعه، فبينما يذكر إنجيل متى أن مولده عليه السلام كان فى أيام حكم الملك هيرودوس الذى مات فى العام الرابع قبل الميلاد فان إنجيل مرقص يجعل مولده فى عام الإحصاء الروماني أي فى العام السادس الميلادي.

وأرجع أسباب اختلاف التاريخ لميلاد المسيح بين الشرق والغرب إلى انه فى عام 1582م فى عهد البابا جريجورى بابا روما، لاحظ العلماء أن يوم 25 ديسمبر عيد الميلاد ليس فى موضعه أى أنه لا يقع فى أطول ليل وأقصر نهار.

وهناك فرق عشرة أيام أى يجب تقديم 25 ديسمبر بمقدار عشرة أيام ليقع فى أطول ليل وأقصر نهار ونتج ذلك من الخطأ فى حساب طول السنة (السنة تساوى دورة كاملة للأرض حول الشمس)،إذ كانت السنة فى التقويم اليوليانى تحسب على أنها 365 يوم وست ساعات.

لكن العلماء لاحظوا أن الأرض تكمل دورتها حول الشمس مرة كل 365 يوم وخمس ساعات و48 دقيقة و46 ثانية أى أقل من طول السنة السابق حسابها حسب التقويم اليوليانى بفارق 11 دقيقة و14 ثانية ومجموع هذا الفرق منذ مجمع نيقية عام 325م حتى عام 1582 كان حوالى عشرة أيام.

فأمر البابا جريجورى بحذف عشرة أيام من التقويم الميلادى اليوليانى حتى يقع 25 ديسمبر فى موقعه كما كان أيام مجمع نيقية وسمى هذا التعديل بالتقويم الغريغورى إذ أصبح يوم 5 أكتوبر 1582 هو يوم 15 أكتوبر فى جميع أنحاء إيطاليا.

وقال ريحان أن البابا غريغوريوس وضع قاعدة تضمن وقوع عيد الميلاد فى موقعه الفلكى أطول ليل وأقصر نهار، بحذف ثلاثة أيام كل 400 سنة لأن تجميع فرق 11 دقيقة و 14 ثانية يساوى ثلاثة أيام كل 400 سنة.

ثم بدأت بعد ذلك بقية دول أوروبا تعمل بهذا التعديل الذى وصل إلى 13 يوم ولكن لم يعمل بهذا التعديل فى مصر إلا بعد دخول الإنجليز إليها عام 1882 فأصبح 11 أغسطس هو 24 أغسطس وفى تلك السنة أصبح 29 كيهك عيد الميلاد يوافق يوم 7 يناير بدلا من 25 ديسمبر كما كان قبل دخول الإنجليز إلى مصر أى قبل طرح هذا الفرق لأن هذا الفرق 13 يوما لم يطرح من التقويم القبطى.