الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

76 يوما.. 15 سنة سجنا لـ راجح قاتل شهيد الشهامة.. شهادة ميلاد ومرافعة مرتضى منصور وتسجيلات وطب شرعي.. وفى النهاية انهار المتهم باكيا داخل المحكمة.. ووالد الضحية: إزاى يموت ابنى ويعيش القتلة

راجح والمتهمين بقتل
راجح والمتهمين بقتل محمود البنا

  • صدى البلد يرصد حكاية 76 يوما في جريمة قتل "شهيد الشهامة"
  • إحالة المتهمين بقتل محمود البنا للمحاكمة
  • مفاجأة حول الطب الشرعي وشهادة ميلاد محمد راجح
  • مرافعة مرتضى منصور في قضية شهيد الشهامة
  • انهيار القاتل راجح بعد حكم سجنه 15 سنة

أسدلت محكمة جنايات الطفل مركز تلا، بحكمها في القضية رقم ٧٧ جنايات الطفل مركز تلا، والمعروفة إعلاميًا بـ "شهيد الشهامة" محمود البنا، وعاقبت المحكمة المتهم محمد أشرف راجح، ومصطفى محمد مصطفى، وإسلام عاطف، بالسجن ١٥ سنة ومصادرة السلاح، وإسلام إسماعيل بالسجن ٥ سنوات. 

76 يومًا، هي عمر الواقعة المآساوية، التى بدأت يوم الثلاثاء الثامن من شهر أكتوبر الماضي، حين كتب المجنى عليه الشهيد محمود البنا "معاكسة الفتيات ليست من الرجولة"، ولم تمضى 24 ساعة حتى تربص به المتهم محمد راجح واجهز عليه واضعا لحياة الشهيد البنا النهاية. 

وفي الثاني عشر من أكتوبر الماضي، أمر المستشار حمادة الصاوى النائب العام باحالة المتهم محمد أشرف عبد الغني راجح وثلاثة آخرين محبوسين إلى المحاكمة الجنائية العاجلة لقيامهم بقتل المجني عليه محمود محمد سعيد البنا عمدا مع سبق الإصرار والترصد.

وكشفت تحقيقات النيابة العامة عن حقيقة الواقعة، والتي بدأت عندما استاء المجني عليه من تصرفات المتهم قبل إحدى الفتيات، فنشر كتابات على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "إنستجرام" أثارت غضب المتهم، فأرسل الأخير إلى المجني عليه عبر برامج المحادثات رسائل التهديد والوعيد، ثم اتفق مع عصبة من أصدقائه على قتله، وأعدوا لذلك مطاوي وعبوات تنفث مواد حارقة للعيون - مصنعة أساسا للدفاع عن النفس ، وتخيروا يوم الأربعاء التاسع من أكتوبر عام 2019 موعدا لذلك، حيث تربص المتهمان محمد راجح وإسلام عواد بالمجني عليه بموضع قرب شارع هندسة الري بمدينة تلا بمحافظة المنوفية، وما أن ابتعد المجني عليه عن تجمع اصدقائه؛ حتى تكالبا عليه؛ فأمسكه الأول من تلابيبه مشهرا مطواة في وجهه ونفث الثاني على وجهه المادة الحارقة وعلا صوتاهما حتى سمعهما أصدقاء المجني عليه فهرعوا إليه وخلصوه من بين يديهما؛ ليركض محاولا الهرب؛ فتبعه المتهمان حتى التقاه المتهم الثالث مصطفى الميهي وأشهر مطواة في وجهه أعاقت هربه وتمكن على اثرها من استيقافه؛ ليعاجله المتهم الأول بضربة بوجنته اليمني أتبعها بطعنة بأعلى فخذه اليسرى وذلك بعدما منعوا أصدقاءه من نجدته مستخدمين المادة الحارقة؛ ليتركوه مثخنا بجراحه؛ فنقله الأهالي إلى مشفى تلا المركزي، بينما هرب المتهم الأول على دراجة آلية قادها المتهم الرابع إسلام إسماعيل.

وانتقلت النيابة العامة إلى المشفى وناظرت جثمان المجني عليه، كما سألت شهود الواقعة، وأصدرت قرارها بإجراء الصفة التشريحية لجثمان المجني عليه، وتحفظت على تسجيلات آلات المراقبة مكان الواقعة، واطلعت على محتوى الرسائل التي تبادلها المتهم الأول والمجني عليه، وأظهرت مناظرة النيابة العامة للمجني عليه إصابته إصابتين إحداهما بوجهه والأخرى بأعلى فخذه.

وأجمع شهود الواقعة على أن سبب الإصابتين ضربة وطعنة من المتهم الأول للمجني عليه ، وأكد أطباء مصلحة الطب الشرعي أن الطعنة التي أصابت فخذ المجني عليه اليسرى هي التي تسببت في وفاته وألها جائزة الحدوث من مطواة وكالتصوير الذي أجمع عليه الشهود، وشاهدت النيابة العامة بتسجيلات آلات المراقبة وقوع الشجار مع المجني عليه وسط حشد من الفتيان ثم تقهقره ومحاولة هربه ولحاق آخرین به ثم ظهوره بمشهد ثان وآخر يحاول الإمساك به، والدم يسيل من رجله اليسرى، كما اطلعت على رسائل من المتهم إلى المجني عليه سبقت الواقعة تضمنت وعيدا شديدا له بإيذائه بدنيا.

وفي 20 من أكتوبر الماضي، نظرت محكمة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، اولى جلسات القضية رقم 77 لسنة 2019 جنايات أحداث تلا، والتي عرفت إعلاميًا بقضية "شهيد الشهامة"، والمتهم فيها محمد راجح بقتل الشاب محمود البنا، وطالب فيها دفاع المجنى عليه الاطلاع على الاوراق، فقررت المحكمة التأجيل لجلسة ٢٧ اكتوبر للإطلاع علي الأوراق.

واستمعت محكمة جنايات الأحداث بمحكمة شبين الكوم الجزئية، إلى شهادة الطبيب الشرعي في القضية وذلك بناء على طلب من دفاع المتهم الرئيسي بالقتل، وقال الطبيب الشرعي خلال شهادته أمام المحكمة إن إصابة محمود البنا عبارة عن طعنة في الفخذ الأيسر وصاحبها نزيف وكانت هي السبب الرئيسي في وفاته .

وأثبتت شهادة ميلاد المتهم الرئيسي محمد أشرف راجح أنه لم يبلغ السن القانونية لمحاكمته أمام محكمة الجنايات، حيث إن تاريخ ميلاده وفقا لشهادة الميلاد 11-11-2001، أى أنه يتبقى شهر حتى يبلغ السن القانونية، ولذلك يحاكم أمام محكمة جنايات الأحداث وستكون أقصى عقوبة الحبس 15 عاما.

وخلال الجلسة الثالثة للقضية، ترافع المستشار مرتضى منصور عن المجنى عليه، وبدأ دفاعه بتوجيه سؤالين للمتهم الرئيسي محمد راجح، واعترض محامي المتهم، ووافقت المحكمة، ووجه منصور سؤالين للمتهم وهما "هل سافر راجح السودان قبل ذلك؟، وهل التحق المتهم بكلية التجارة ولديه عم اسمه محمد عبد الغني راجح"، مؤكدا على أن المشكلة قانون الطفل 12 والمعدل 1996، فالشرطة قامت بواجبها وقبضت على المتهمين في أقل من 24 ساعة، وكذلك النيابة العامة حققت تحقيقا محترما، وحصلت على أدلة الثبوت، والقضاء العادل بدءا من النيابة العامة والطب الشرعي جاء وفقا للواقعة، وتابع أن المشكلة في القانون السن أن الطفل أقل من 18 سنة ويوجد عوار تشريعي، لأنه لا يوجد طفل عنده 18 سنة، فكيف يكون طفلا ولديه تصويت بمجلس الشعب والانتخابات، ولابد من تعديل الدستور.

وقبل ساعات من ثالث جلسات القضية، وجه والد محمود البنا خلال صفحته عبر فيس بوك رسالة "دعواتكم يرجع حق الشهيد محمود ان شاء الله وحقكم والله"، وقررت المحكمة حجز القضية للحكم في جلسة 22 ديسمبر.

وعقب النطق بالحكم بلحظات، أصيب والد المجني عليه محمود البنا بالصدمة عقب النطق بالحكم على محمد راجح داخل قاعة المحكمة، صارخا حسبي الله ونعم الوكيل، وقال، اي قضاء واي عدل، يموت ابنى ويعيشون القتلة.

وخلال جلسة النطق بالحكم ظهر المتهم محمد راجح وسط حراسة مشددة داخل قاعة محكمة شبين الكوم الابتدائية، مرتديا اللون الأبيض، وحليق الشعر، ووقف باكيا بالقرب من منصة القاضي.