الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.فتحي حسين يكتب: تصحيح مسار إعلاميي المصاطب

صدى البلد

تعد الصحافة والاعلام من أخطر المهن التي تري اي سلطة او نظام حاكم التعامل معها وضبط مسارها المهني بشكل او بآخر من اجل الاستفادة القصوي منها وحسن استغلالها في ضبط سلوكيات الافراد وتحقيق الاستقرار المطلوب , ليس من منطلق التضييق علي حريات الافراد والمواطنين وإنما من اجل ضبط الامور في نصابها الصحيح الذي يحفظ للدولة هيبتها وصورتها في الخارج ! وتوجيه السلوكيات وضبط السلوك العام للجمهور المتلقي للاعلام بمختلف وسائله بما يحفظ للمجتمع استقراره وتماسكه , لاسيما ان نسبة كبيرة من الشعب يجهلون القراءة والكتابة وهناك أمية ثقافية ايضا وهناك نسبة كبيرة تتعدي النصف من الشعب يعيشون تحت خط الفقر وهناك اختفاء كلي لما يسمي بالطبقة المتوسطة الامر الذي يجعل من السيطرة عليهم بواسطة الاعلام امرا يسيرا وسهلا من منطلق نظرية الطلقة السحرية للاعلام وتأثيره غير الطبيعي علي المواطنين في كل بلدان العالم .

والاعلام مثل باقي المهن لها مميزات وعيوب شأنها في ذلك شأن اي مهنة أخري يمتهنها الافراد في المجتمع ومن ثم يوجد داخل المهنة الاعلامية والصحفية العديد من الممارسات المشينة الني يمارسها البعض ممن يحملون وظيفة او مهنة الصحفي او الاعلامي وهذه الممارسات ربما تسيء بشكل كبير للمهنة كلها بسبب قلة من ممارسيها والذين يتعاملون معها وفق منطلقات شخصية بحتة او ربما منطلقات شهوانية او غريزية دون النظر الي المصلحة العامة علي الرغم من كون الصحافة والاعلام من المهن التي يطلق عليها السلطة الرابعة التي تقوم بدور المراقبة بجانب مجلس النواب علي اعمال المسئولين بالحكومة واعمال رئيس الدولة ايضا بجانب قيامها بأدوارها الاساسية المتمثلة في الاخبار والتثقيف والتوعية والتوجيه والنصح والارشاد لكل المواطنين .

لاسيما أن جماعة الكتاب الصحفيين هم جماعة الصفوة المثقفة – او هكذا ينبغي ان يكونوا- التي تقود الرأي العام وتوجهه الي أهداف الدولة في التنمية والارتقاء بالمجتمع الي الافضل ولكن مع وجود البعض ممن يخرجون عن المسار المنطقي او قول الحقيقة بشكل متعمد او من يتاجر بقلمه ويستخدمه بغرض النفاق للمسئولين ورجال الاعمال وعدد من اصحاب المصالح المتبادلة مع هؤلاء الكتاب والذين يبيعون اقلامهم بالمال ومن اجل مميزات خاصة الامر الذي يشكل نوعا من الخداع للقارئ وللمجتمع الذي نعيش فيه.

كما لم نقصد في الوقت نفسه بمصطلح "اعلاميين المصاطب " الاساءة الي كل من يجلس علي المصطبة او المقهي او ناصية الشارع بل هو وصف مجازي لبعض الاعلاميين الذين يتحدثون بالكذب تارة والخديعة تارة اخري وتصدير الاكاذيب للجمهور وخداعه وتضليله وهذا ما نجده بشكل كبير في قنوات الجماعة الارهابية الاخوانية والتي تبث من تركيا وقطر ولندن !

وونقصد بإعلاميي "المصاطب" هم من يتجاهلون مشكلات المواطنين الحقيقية ويمارسون الردح والبلطجة و"فرش الملايات" بلغة اهل الشارع ! وهم جماعة من الاعلاميين حققوا ثراء فاحشا قبل وبعد ثورتي 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 واصبحوا ينتقلون من فضائية الي اخري بسرعة فائقة .

كما ينضم الي فئة اعلاميي المصاطب اعلاميو التفاهات الذين يشغلون اوقاتا طويلة يقدمون تفاهات للناس بهدف اضاعة الوقت بشكل غير مفيد علي الاطلاق.

ولابد من القاء الضوء علي بعض الممارسات الخارجة وغير اللائقة التي يقوم بها مجموعة من الاعلاميين والصحفيين في الواقع العملي ربما كانوا كثيرين او قليلين , ولكنها في كل الاحوال لا تنقص من اهمية الدور الذي يقوم به الاعلاميون والصحفيون في المجتمع في الاخبار والتوجيه والتثقيف والارشاد . ووجود هذه الممارسات من قبل قلة من الاعلاميين هم الاستثناء الذي يؤكد القاعدة السليمة للعمل الاعلامي القائم علي المسئولية الاجتماعية للاعلاميين والصحفيين والكتاب تجاه مجتمعهم وتجاه القيم والاخلاقيات والاعراف التي ينبغي ان يلتزموا بها ولا يتخطوها بأي حال من الاحوال !!

نحن نريد تصحيحا لمسار الاعلاميين والكتاب الصحفيين بشكل منضبط يساعد علي تنمية المجتمع بدلا من محاربة كل عوامل التنمية في مجتمعنا والاستمتاع بجلد الذات كثيرا كما تعودنا قبل ذلك دون النزول والعمل علي ارض الواقع بل الاكتفاء بالجلوس خلف الكاميرات وفي الاستديوهات وممارسة النقد والتضليل وشرب العصير وهذا لم يصح بأي حال من الاحوال !