الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جمعة: البشر لا يعرفون قبور أنبياء إلا محمد .. ولا يحفظون كتبًا إلا القرآن

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

ذكر الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن من قمم البركة أهل البيت ؛ فإن النبى صلى الله عليه وسلم قال فيما أخرجه الترمذى وليس فى الستة سِوَاه يقول: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي) أخرجه الترمذى، ولم يقل {وسنتى} فالموجود فى الكتب الستة {وعترة أهل بيتى}، أما لفظ {وسنتى} أخرجه الحاكم بلفظ: (تَرَكْتُ فِيكُم شيئين لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِهما كِتَابَ الله وَسُنَّتِى) لكن {وعترتى} فى الترمذى. والترمذى مقدم على أحمد لأنه من الكتب الستة المعتمدة.

وتساءل الشيخ علي جمعة في بيان له: ماذا يعنى وجود آل البيت إلى الآن بيننا ؟ مجيبًا: يعنى أن النبى صلى الله عليه وسلم حقيقة لا مرية فيها، مشيرًا إلى أن حفظ القرآن على مر الزمان واختلاف المكان، يعنى أن النبى حقيقة لا أوهام.

وأضاف أن النبى هو الوحيد الذى نَقْطَعُ بِقَبْرِهِ. فأخبرونا أين هو قبر موسى؟ أو قبر آدم؟ أو سليمان؟ لا أحد يعرف، ولا أحد يعلم، فالقبر الوحيد المعروف يقينًا هو للرسول، وبصعوبة يمكن القول بأن قبر سيدنا إبراهيم فى الخليل، ومدفون إلى جانبه إسحاق ويعقوب ويوسف وكله ظن، وزوجاتهم ظن، و قريب من دمشق هناك أيوب وهو ظن أيضًا فلا أحد يجزم بذلك، ولا يوجد حقيقة إلا سيد الخلق، وهذا تَفَرُّد وحِسّ لا يمكن أن ينكره أحد، لا يمكن أن تنكر وجود سيدنا محمد.

وأشار إلى أن هناك شخصا ملحدا وهو من كفار أوروبا قام بتأليف ثلاثة مجلدات يثبت فيها عدم وجود سيدنا عيسى، فقال إن سيدنا عيسى غير موجود. فسألناه: لماذا؟ فقال: لا يوجد فى السجلات الرومانية أى شيء عنه، لافتًا إلى أن الأمر يختلف عند المسلمين؛ فيوجد لدينا آلاف الروايات من آلاف الأشخاص تُعَبِّرُ عَنْ كُلِّ مَقُولَةٍ صَدَرَتْ مِنْ فَمِه الشريف صلى عليه وآله وسلم وتُعَبِّرُ عن كل حَرَكَةٍ وَسَكَنْةٍ.

وَأكد أن حُفِظَ الْقُرآنُ وفيه آية معجزة {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} ، فإذ به قد حُفِظَ، مفيدًا بأن حفظه الله سبحانه وتعالى فعلًا لا على مستوى الكلمة ولا الجملة ولا السورة بل على مستوى نُطْقِ الحرف؛ فعندما تجلس أمام المشايخ وتقول {وَالضُّحَى} بتفخيم الْحَاء فيقولون على الفور: لا بل قُلْ {وَالضُّحَى} بترقيق الْحَاء، وتجده يزجرك ويقول لك: انطق بطريقة سليمة، ولذلك حُفظَ، وإلى الآن، وهو الكتاب الوحيد الذى يُحْفَظ، فبالإضافة إلى أنه محفوظ من التحريف فإنه محفوظ حتى فى التلاوة.

وتساءل: هل رأيت كتابًا يحفظ؟! هل هناك أحد حفظ التوراة أو الإنجيل؟! من يحفظ منه صفحة يصبح من العلماء الكبار لديهم فقد حفظ صفحة فقط. وعندنا نحن المسلمين نجد الشدة من المشايخ ويوجهوننا قائلين: ألا تحفظ! كن واعيًا للقرآن ويحثونك على حفظه.

وأردف أنه عندما يتلجلج أحد المشايخ فى الصلاة لا يمر الأمر سهلًا، بل قد تجد طفلًا صغيرًا هو الذى يرد عليه، مشيرًا إلى أن هذه معجزة - طفل صغير - والشيخ يقف فى المحراب، وهذا المحراب يجعل الشخص مضطربًا فالمحراب والمنبر وهذا التوجه وكل هذا يجعل المرء مضطربًا لشدة الموقف، هناك مَنْ ينسى الفاتحة .. فهى مسؤولية كبيرة وضخمة.

واستطرد أن عبد الملك بن مروان قال : " شيبتنى المنابر والمحاريب " وكان فصيحًا عالمًا ولكنه كان يخاف، لافتًا إلى أن القرآن محفوظ وآل البيت محفوظون وأسانيد سيدنا النبى فى سُنَّتِّه محفوظة والْبَرَكَة موروثة.

واسترسل أن على المسلمين أن يكونوا واعين؛ لأن هذه المعانى بدأ كثير من الناس فى الْقَدْحِ فيها، فما قَدَحُوا إلا فى أنفسهم ودينهم والعياذ بالله تعالى، مضيفًا: «تحرر من هؤلاء الذين يريدون فسادًا كبيرًا فى الأرض، وتمسك بما عليه السلف الصالح، واعلم أن البركة موروثة من لَدُنْ رسول الله تسري فى الأمة سريان الماء فى الورد، وهذا قطعًا لأنها أمة مثل الورد، رائحتها حلوة لأنه لا يسجد أحد غيرنا، لا يذكر الله أحد غيرنا، لا يسير أحد يأمر بعبادة الله وعمارة الكون وتزكية النفس غيرنا، لا أحد عنده أمر بالمعروف ولا نهى عن المنكر سوانا».