الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خلف الخلفات شيخ المجاهدين في سيناء.. شارك في رفع العلم المصري على أرض مدينة رفح.. وترك ميراثا للشباب للحفاظ علي الأرض واعتناق الأفكار المعتدلة

الشيخ خلف الخلفات
الشيخ خلف الخلفات

  • - الشيخ خلف الخلفات .. أبرز رموز قبائل سيناء
  • - رفض عرضا إسرائيليا للنزوح من أرض الوطن
  • - ترك ميراثا للشباب للحفاظ على الأرض واعتناق الأفكار المعتدلة
  • - نشر ثقافة الاستقرار عند البدو من أجل مجتمع مستقر

يعد الراحل "الشيخ خلف الخلفات" أحد أبرز رموز قبائل سيناء، وشارك فى رفع العلم المصرى على أرض مدينة رفح المصرية، بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي عنها، ويعد رمز وطنى لا يزال أثره حاضرا فى منطقة الجورة جنوب الشيخ زويد على وجه الخصوص، و سيناء بشكل عام.

وحضور الشيخ لا يغيب عن محبيه حتى بعد رحيله ، فهم حريصون على اقتفاء أثره وتنفيذ وصيته فى إحياء المكان، وكل أهل سيناء الذى يمثل لهم رمزا وطنيا وقبليا، وقد كان الشيخ خلف حريصا على أن يشارك فى رفع العلم المصري مع القيادات التنفيذية والسياسية والشعبية على سماء مدينة رفح لإعلان جلاء آخر جندى إسرائيلى وإنهاء احتلال سيناء.

رجل وطنى

قال الشيخ عرفات خضر سالمان، إنه كان رحمة الله عليه رجل وطنى ، وقد كانت قضيته وهمه الأول الأرض و عدم التفريط فيها للمحتل .حيث كان الشيخ واضحا وصريحا فى رفضه لذلك ، وتصدى لمحاولة إسرائيل عقب احتلالها لسيناء فى تهويد الأرض وشرائها، وكان مدافعا عن حق أبناء سيناء.

ولد المرحوم الشيخ خلف فى عام 1930 م حتى توفاه الله صباح الثلاثاء 2 سبتمبر فى عام 2009، وهو ابن زعيم قبلى حرص فى وقته على أن يعطيه حقه من التعليم، وبدأت نوازع الفعل الوطنى فى تكوين شخصيته الوطنية على أثر حرب 1948 فقام بتأسيس مجموعة فدائية، أشرف عليها وقتها المخابرات المصرية ، وقد نفذت هذه المجموعة أعمالا فدائية استهدفت مراكز الجيش الصهيونى وخطوط المياه والمستوطنات ، وقد تنبهت إسرائيل لخطورة المجموعة وحاولت اغتياله عدة مرات لكنها كلها باءت بالفشل .

وعقب احتلال سيناء، رفض الهجرة منها، ووجه الأهالى أن التمسك بأرضهم وعدم تركهم مقاومة الكل يستطيع أن يقوم بها، وهو ما أزعج سلطات الاحتلال ، وتم إلقاء القبض عليه واحتجازه رهن التحقيق لمدة 3 أشهر متواصلة، وبعد خروجه من غرف التحقيق لم يخنع وكانت مقولته الشهيرة التى يرددها للأهالى "أن هذه الأرض أرضكم أرض الآباء والأجداد وقد عدنا إليها بقوة السلاح فلا تفريط فيها".

مخطط الإخلاء

ورأى المرحوم الشيخ خلف، أن على الأهالى اتباع أسلوب جديد وهو استبدال العشش بمنازل أسمنتية لتزيدهم تمسكا والتصاقها بأرضهم، وفي 2 سبتمبر 1973م عقدت القيادات الإسرائيلية اجتماعا مع قيادات المنطقة القبلية وأخبرتهم بسرعة إخلاء منطقة الجورة وما حولها إلى ما بعد قرية الخروبة غربا إلى العوجة جنوبا وإلى الحدود الدولية شرقا وإلى أبوطويلة شمالا تلك المساحة التى تقدر بحوالى 1450 كم مربعا.

وعقد لقاء مع مشايخ القبائل لمواجهة هذا المخطط ، وعند علم القيادة الإسرائيلية بهذا الموقف أرسلت له الحاكم العسكرى وقتها ، الذى وصل إليه بمجلسه، وطلب منه الجلوس معه منفردا ورفض المقابلة، فعاد الحاكم.

وقرر أن يذهب هو بنفسه لمقر الحكام العسكرى الإسرائيلى لسيناء ويبلغه رفض القبائل لهذا الأمر، وبالفعل ذهب لمقر القيادة بالعريش ، وقال للحاكم لن نرحل، هذه أرضنا إما أن نحيا على ظهرها أو ندفن فى باطنها وبعد عودته واصل الحث على التمسك بالأرض.

وفى 10 أكتوبر ١٩٧٣ م ألقت قوة من الجيش الإسرائيلى القبض عليه، و اقتادته لمقر قيادتها بالعريش.

وعرض عليه، بأن يتم بناء قرى حديثة تتناسب وطبيعتهم، ولكنه رفض كل تلك العروض مستندا إلى أن حقهم فى أرضهم لا يقبل تفاوضا ، واستمر الاعتقال أكثر من 6 شهور أعقبها الإفراج عنه.

أضاف الشيخ عرفات، أنهم بعد رحيله لا يزالوا متمسكين بأرضهم ولم تقتلعهم منها كل ما يحيط بهم الآن من أحداث، وقد صدر كتاب جديد عن حياة المرحوم الشيخ خلف الخلفات أحد القيادات الطبيعية في سيناء، تأليف عرفات خضر وكيل مجلس محلي المحافظة السابق ورئيس جمعية الجورة بالشيخ زويد  صادر عن دار الوفاء للطباعة والنشر.

ويشهد له التاريخ مقاومته للاحتلال الإسرائيلي بالتنسيق مع المخابرات المصرية وكيف انه تعرض للسجن والتعذيب ولكنهم لم يفلحوا فى تنفيذ مخططاتهم بطرد سكان منطقة الجورة من سكانها  ورفض كل الاغراءات والأموال وقال لهم ارفض كل هذه الممارسات  من أجل دينى وبلدى مصر وموطنى سيناء .كما كان له دور في إصلاح المجتمع ونشر ثقافة الاستقرار عند البدو وتحويله الى مجتمع مستقر حول الزوايا الصوفية ومحاربة عادات الجاهلية .

 وكان الشيخ خلف كان رمزا صوفيا معتدلا ، منهجه قائم على أساس الكتاب والسنة وكتب مقدمة  الكتاب الفريق صفى الدين أبو شناف رئيس اركان القوات المسلحة الاسبق .

قضى المؤلف  أكثر من سنة كاملة فى إخراج هذا الكتاب وتجميع وثائق تاريخية لحياة الشيخ وسوف يكون هذا الكتاب ذخيرة للأجيال الحالية والقادمة، ويقول المؤلف أن الكتاب يحمل  ميراث ثقافي للأجيال القادمة للحفاظ علي ارض سيناء  والتصدي لاي محاولات النيل منها  بالإضافة الي كونه معلم وقيادته  طبيعيه يدعو إلى الإصلاح والاستقرار ونبذ العنف والتوعية بمبادئ وتعاليم الاسلام السمحة التي تدعو الي التسامح والتواصل  من أجل بناء الوطن والحفاظ عليه.