الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فيروز نبيل تكتب: دقيقه حداد

صدى البلد

نسمع هذه العباره كثيرا هذه الأيام خصوصا مع ارتفاع عدد ضحايا الحوادث والعمليات الإرهابية الغادرة وطبعا مفهوم جدا ان الحداد هنا هو تعبير عن الحزن عن ضحايا مثل هذه الحوادث وتعبيرا صريحا عن مدى احترمنا لهم وحزننا علي فراقهم ولكن المقصود هنا هو الحداد على الأخلاق والقيم التى اندثرت بنسبة كبيرة من مجتمعنا واصبحنا عندما نجد شخص يتصف بها كأننا وجدنا كائن غريب من العصور الوسطى أصبح المحترمين واولاد الأصول ممن يتبعون السلوك الراقي ويحترمون غيرهم عمله نادرة بهذا الزمان وأصبحوا لا يستطيعون العيش وسط هذا الكم الهائل من التلوث الأخلاقي وانعدام الرقي والذوق والقيم.
فى الماضي كنا نجد البشر يحترمون بعضهم البعض كنا نجد الرقي فى التعامل كنا نجد احترام المواعيد واحترام الكلمه والعهد والوعد أما الأن للأسف الشديد أصبحنا نعيش فى كوكب عشوائي وغوغائي لا احد يحترم غيره والحقيقه الشخص الذى لا يستطيع تقدير الأخر واحترامه هو فى الأصل لا يحترم نفسه ولا ديانته فالأصل فى كل الأديان هو المعامله فجوهر الدين يكمن بالمعاملة واحترام الأخر سواء كان صغيرا أو كبيرا قويا أو ضعيفا غنيا أو فقيرا فرقي الدول يقاس بمدى رقي مواطنيها فى التعامل مع بعضهم البعض واحترامهم للأخر حتى وان أختلف معه الأخر فى الدين أو الرأي أو الأفكار أو المستوى الثقافي والعلمي والإجتماعي فأيا كان الأخر فهو أنسان يجب أن يحترم.

فلو قمنا بمقارنة بين الماضي والأن لصُدمنا كيف وصلنا الى هذه الدرجه من إندثار القيم والمبادئ بالماضي كانت توجد حاله من السلام الداخلى والنفسي وكانت الناس اسوياء وأصحاء نفسيا ولا يوجد هذا الكم الهائل من الكذب والنفاق والعلاقات القائمه على المصالح فقط كانت العلاقات بين البشر قويه ومتينه ومبنيه على أساس الحب وتمنى الخير لبعضهم البعض وكانت الحياه رغم بساطتها إلا انها هادئه وراقيه أما الأن لا احد يتمنى الخير للأخر ولا أحد يقنع بما أعطاه الله له ولا أحد يعرف الأخر الا لإسباب بعينها أو لتبادل المصالح وعند إنعدام المصلحه بينهم تنتهى العلاقه للأسف والحقيقه لا أعرف هل الأسباب فى مثل هذا التباين والتناقض بين الماضي والأن يكمن فى عدم وجود دور الأسرة بالتوجيه والتربية الصحيحه أم فى بُعدنا عن تعاليم أدياننا السماوية التى تحث على الخير والحب واحترام الأخر أم فى تقليص دور التربية والتوجيه بالمدارس والجامعات أم السبب الرئيسي يكمن فى ظهور وسائل التواصل الإجتماعي التى تسببت فى كثير من الأحيان فى الفشل الإجتماعي حتى بين الأزواج والأقارب والأصدقاء.

فى نهاية مقالي أحب أن أدعوكم جميعا للوقوف دقيقة حداد على الأخلاق والقيم والرقي وأدعوكم أيضا الى ضرورة الإنتباه لهذا الأمر جيدا اتمنى أن تربوا أولادكم على إحترام الأخرين وتمنى الخير لهم ومساعدة غيرهم يجب أن ندمج بالمدارس والجامعات مفهوم التربية والتوجيه ونفعل دور الإعلام والثقافه والفن والرياضه فى تهذيب سلوك البشر .
والحقيقه لن أفقد الأمل أبدا أننا نستطيع بعقول مثقفي ومبدعي بلدنا أن نرتقى ونصل الى مصاف الدول المتحضرة التى يضرب بها المثل فى الرقي والتقدم.. اتمنى أن نبدأ عامنا الجديد بفكر جديد وأن نطلق على ٢٠٢٠ عام الصدق والخير وإحترام الأخر وكل عام وحضراتكم بخير وصحة وسعادة.