الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جميانة.. دير أثري صاحبته قديسة ابنة والي البرلس.. حكاية تاريخية

صدى البلد

كشف الدكتور محمد عبد اللطيف، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق، حكاية أحد أجمل الآثار القبطية في مصر، وهو دير جميانـة المعروف بدير أو كنيسة الست جميانة "أو دميانة" بمدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية.

وقال الدكتور محمد عبد اللطيف لـ"صدى البلد"، إن هذا الدير يقع فى وادى الزعفران بحرى بلدة بلقاس، وقد ذكره المقريزى بقوله "وهو على اسم بوجرج قريب من دير العسكر على ثلاثة ساعات منه، وكل ما وصل إليه علمنا يشهد بأن الدير أو الكنيسة المقامة بوادى السبسبان بالزعفرانة كانت على اسم تلك الشهيدة وقائمة بقرب المكان الذى عاشت فيه واستشهدت فيه".

وأضاف: "وتوجد بين المخطوطات العربية المسيحية سيرة "ميمر" باسم القديسة جميانة باللغة العربية، تحتوى على خبر حياتها واستشهادها برفقة أربعين عذراء بوادى السيسبان بالزعفرانة فى البرارى فى عهد الإمبراطور الرومانى دقلديانوس فى أواخر القرن الثالث الميلادى".

ووضع هذه السيرة الأنبا يؤانس، أسقف البرلس، عما وجده بقلم "خرسطوذولس"، تلميذ القديس يوليوس الأقفهصى، كاتب الشهداء فى القرن السادس الميلادى.

وقال إن القديسة دميانة كانت الابنة الوحيدة لمرقس والى منطقة البرلس، وكانت شابة فاتنة الجمال ولما بلغت الخامسة عشرة من عمرها رغبت فى حياة التبتل، فشيد لها والدها قصرًا خاصا اعتزلت فيه وأعزل معها أربعون من العذارى القبطيات من بنات أعيان الولاية ليمارسن حياة النسك معها.

وحدث أن والدها عمل بأوامر دقلديانوس، حيث تم إرغامه على تقديم البخور للأوثان، فما سمعت ابنته بذلك هالها الأمر وأظهرت له خطأه وشجعته على التوبة، فتاب واعترف بإيمانه بالمسيح أمام الإمبراطور فكان جزاؤه القتل.

أما هى فأرسل إليها القيصر قائدًا ومعه فرقة من الجنود ليحملها على إنكار إيمانها وإلا أعدمها، فنهرت القائد وسخرت من أمر القيصر واحتملت كل صنوف القسوة والعذاب بصبر، وانتهى الأمر بقطع رأسها ورؤوس العذارى الأربعين اللائى آمن بسببها، وذلك فى أوائل القرن الرابع الميلادى.

وأضاف عبد اللطيف: "ثم جمع القديس يوليوس الأقفهصى الأجساد ودفنها بالإكرام ودون سيرتهن، وأمر قسطنطين الكبير بتشييد كنيسة فوق القبر ودشنها البابا الكسندروس الإسكندرى ورسم لها أسقفا وكهنة، ولايزال لها دير باسمها على مسافة 12 كيلو مترا شمالى بلقاس ويؤمه القبط فى عيدها سنويًا فى شهر مايو".