الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هدير الزبيدى تكتب: رسالة شكر

صدى البلد

إلى كل من آذاني يومًا في نفسي،
أرسلُ لكَ خطابَ شكرٍ على متنِ طائرةٍ من ذهبٍ،
فلولاك ما كنتُ أنا،
ولولا بشاعةُ إيذائِكَ ما انطلقتُ إلى عالمي الخاص،

وإلى كلِّ من قدمتُ له معروفًا وقابله بإساءةٍ،
أهدي لك خالصَ تحياتي من أعلى قمةٍ في موجتي،
دمتَ بخيرٍ ولستَ أهلًا له،

وإلى من فقدَ وعيه يومًا وظن بأنني أحترقُ لأجلِه،
كف عن ذاكَ الهراءِ!!
فلستُ أنا الذي يندم على فقد الخبيثِ،
وإنما يُندَم على فقدي العمرَ كاملًا،

وشكري موصولٌ أيضًا لكلِ من لا يعرفُ معنى لكلمةِ "أصول"،
واتساءلُ:"كيف حالُك الآنَ بعدَ جنايتِكَ المهيبةِ؟!
هلاّ رجعتُ لأصلِكَ نادمًا؟ أم ما زلتَ تنكرُه؟"

وإليكَ يا من ظننتَ الفرارَ ملجأً يحميكَ،
سنلتقي يومًا وعيني بعينك ولا أراكَ،
سيأتي عليكَ الزمانُ وتبكي تحسرًا على فراقي،
ولكن هيهات، فلن أرى دمعكَ يومًا ولن أبالي بهرائِكَ،

فكم من جرحٍ تركتموه يدمي قلوبَنا،
وكم من سهامٍ صُوبَت نحو صدورِنا فقتلتْ أرواحَنا عمدًا،
ويا لهذا الأذى الذي تسببَ في إرهاقِ عقولِنا لأوقاتٍ مديدةٍ،

ولكننا لن نشعرُكم يومًا بأنينِ القلوبِ في كل آنٍ،
بل كنا نلتقي الإساءةَ بالإحسانِ،
ذاكَ هو الفضلُ الأعظمُ تجاهكم،
والذي لن تنظروه يومًا بإغلاقِ أجفانِكم،
ولن أعاتبُكم يومًا على هذا،
فلا يهمني مطلقًا أمرُ العتابِ،

وإليكَ يا من تسعى في تخريبِ أرواحِنا،
أتراك تستمتعُ الآنَ بدمعِ قلوبِنا؟!
فواللَّه لن تمكثَ طويلًا في مظلمتِك،
فسيأتي يومًا وتكونُ في حضرةِ عدالتِه الإلهيةِ،

وإني أقسمتُ باللَّهِ على نفسي لأشكونَّ للَّه كلَ ظلمٍ أنهكَني،
وسأفضي بكلِ ما في داخلي في حضرتِه لعلي أشفي غليلَ صدري،
فللَّه درُّ الصامتين،
وللَّه درُّ الصابرين،

والآنَ أفتتحُ منصةً جديدةً،
أدعو إليها كلَ من تسببتُ يومًا في إيذائه،
وليأتي ويستردُ حقَه كاملًا،
لربما آلمتُ نفسًا يومًا دونَ وعي مني،
وعذري لمن كانَ في قلبه ذرةَ حزنٍ تؤلمُه،

وأعودُ مجددًا لأكملَ رسالتي،
أودُّ أنْ أخبرَكم بشيءٍ قد يزعجُكم قليلًا،
فأنا الآنَ لم أعدْ أراكم،
لم يعدْ زيفُكم يلفتُ انتباهي،

وشيءٌ آخرُ لا يجبُ نسيانُه،
وهو أنني أحققُ طموحي بفضلِ صدماتِكم،
فلكم جزيلَ الشكرِ على دفعي نحو الأفضل،
فكلُ ذاكَ الألمِ خلقَ مني انسانًا أقوى لا تقدرُ عليه الصعوباتُ ولا يكترثُ بزيفِ أفعالِكم،

وأختتمُ رسالتي بمواصلةِ ثنائي عليكم،
فسلامًا على كلِ ظالمٍ حتى نلتقي في ساحةِ العدلِ يومًا،
أعتذرُ عن الإطالةِ ولكنني الآنَ سأغيرُ مسارَ موجتي بعيدًا عن شاطئِكم،
وإلى لقاءٍ بعيدٍ،
يومَ يُوفَى كلُ ذي حقٍ حقَه،

إمضاء: بشرٌ قُضي على قلبِه من ضمائرٍ غائبةٍ