احتفلت أغلب دول العالم بالعام الجديد وبعيد ميلاد السيد المسيح، وتبارت كل الدول في رسم مظاهر الاحتفال حسب عاداتها وتقاليدها وحسب ظروف وأحوال كل دولة. وبالطبع أيضا ظهرت في الشوارع والمحال العامه والمنازل المصريه تلك المظاهر الاحتفاليه ولكن أشعر أن الاحتفال هذه السنه مختلف عن السنوات القليله السابقه. وكأن الشعب المصري أراد أن يرسل رساله بأن هناك شيئا جديدا أو شيئت قديمت قد عاد وهو مرتبط بأحوال هذا الوطن العظيم.
فقد تسابق الفنانون والرموز والشخصيات العامه في نشر مراسم احتفالهم بالكريسماس وسط أجواء رائعه مفرحه تدعو إلي التفاؤل وترسل رسالة محبه وود وكأنها تبدأ عصرا جديدا وتكتب نهاية فتره زمنيه مليئه بالتوتر والتشدد كانت مليئه بإصدار بعض الفتاوي المتشدده من بعض الكارهين لسلام هذا الوطن التي تدعو إلي عدم الإحتفال وعدم التشبه بالغرب وعدم المعايده علي شركاء هذا الوطن من الأقباط وعدم تهنئتهم حتي في أعيادهم بل والسخريه والتشكيك والتنمر عليهم بدعوي أنه بمثابة خروج عن الدين، ووسط ظروف سياسيه واجتماعيه وأيضا اقتصاديه كانت صعبه علي الجميع.
وكأن وجه مصر يتغير أو بمعني أدق يعود إلي طبيعته. وإنتهاء فترة التخبط والتشدد والتطرف في كل شيء وانتهاء فتره اقتحمت فيها ثقافة التفرقه والفرز الطائفي إلي هذا المجتمع الذي كان دائما وأبدا وطنا للجميع يحتفل بكل مناسبه بطريقه مصريه خالصه لها طابع مميز يمتزج فيه الطابع الشعبي والثقافي بالطابع الديني وتتشكل مظاهر مصريه خالصه.
ولا أنكر مدي سعادتي بحجم هدا التغيير الذي يحدث وأعتقد أن السبب الرئيسي في هذا التغيير الحميد هو إرادة القياده السياسيه متمثله في فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي طالما ما طالب بإصلاح الخطاب الديني والعوده بمصر إلي طابعها المتسامح والمسالم وإعادة الترابط بين جميع أفراد الشعب وتجميع كل فئات الشعب للإحتفال بالمناسبات القوميه والدينيه علي قلب واحد مثلما كان كذلك منذ حوالي اربعين سنه قبل دخول الثقافه الغريبه المتشدده إلي وطننا الغالي. والتي للأسف أثرت علي طباعنا وأحوالنا وثقافتنا.
وتنتابني حاله من التفاؤل علي مستقبل هذا الوطن الذي يسير بخطي منتظمه نحو المستقبل. والتطوير الذي يحدث علي جميع الأصعده سواء سياسيه أو اقتصاديه أو حتي اجتماعيه رغم كل التحديات والمعوقات التي تعترضنا وتعترض مسيرتنا. ولكن هذا الشعب العظيم المتلاحم مع قيادته سوف يعبر هذه المرحله الصعبه ويقف في وجه تلك الظروف من أجل مستقبل مشرق إن شاء الله. وكل عام وأنتم بخير وعام جديد سعيد مليء بالخير والسلام والنجاح وحفظ الله مصر وحفظ شعبها.